أَمْ أَنَّهَا الضَّرُورَةُ فَرَضَتْ ذَلِكَ؟! وَهَلْ هُنَاكَ ضَرُورَةٌ أَكْثَرُ مِنْ أَنَّ نِصْفَ الحُجَِّاجِ، وَرُبَّمَا أَكْثَرُهُم، ْلا يَدْخُلُونَ مُزْدَلِفَةَ الحَاضِرَةَ حَتَى طُلُوعِ الفَجْرِ، وَفَوَاتِ وَقْتِ النُّسُكِ؟!
3/كَاَنَ المَسْعَى بَيْنَ هَذَينِ الجَبَلَينِ الصَّغَيْرينِ , الصَّفَا وَالمَرْوَةَ , وَتَتَابَعَ النَّاسُ عَلَى ذَلِكَ وَبُنِيَ المَسْعَى عَلَى ذَلِكَ ثُمَّ ظَهَرَ الآنَ مَسْعَى جَدِيدٌ بِمُحَاذَاتِهِ.
فَمَا رَأيُ بَاحِثِنَا فِي هَذَا المَسْعَى الجَدِيدِ.؟!
أَلَيْسَ جَدِيراً بِالبَحْثِ وَالتَّنْقِيبِ، كَمَا نَقَّبْتَ عَنْ الأَثَرِ، هَلْ هُوَ عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَمْ عَنْ ابْنِ عَمْرٍو؟!
ثُمَّ تَمَهَّلْ فَلَعَلَهُ يَأتِي يَوَمٌ تُوَسَّعُ فِيهِ مُزْدَلِفَةُ بِدَعْوَةِ الحََاجَة ِوَالضَّرُورَةِ،كَمَا وسِّعَ المَسْعَى.
الجوَاب التفصيَلِي:
أوَلاً: أثَرُ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ بن ِالخَطَّاب ِ–رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-رَدَّهُ البَاحِثُ بأَنَّ الأثَرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن ِعَمْرٍو بنِ العَاصِ، وَلَيْسَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ عُمَرَ بنُ الخَطَّاب ِ.
وَطَوَّلَ البَحْثَ فِي ذَلِكَ.وَحَاصِل ُمَا ذَكَرَهُ أَمْرَانِ:
1/ إنَّ َذِكْرَ عبْدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ إنَّمَا اَنْفَرَدَ بِهِ ابنُ أَبِي زَائِدَةَ، وَهوَ إَنَّمَا أَخَذَ مِنْ ابْنِ أَبِي إسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، بَعْدَ اخْتِلاطِهِ، وَهَذَا يَرُدُّهُ أَنَّ ابنَ أَبِي زَائِدَةَ، تَابَعَهُ عَلَى رِوَايَتِهِ إسْرَائيلُ ابنُ يُونُسَ ابنُ أبِي إسْحَاقَ عَنْ جَدِّهِ أبِي إسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، وَرِوَايَتُهُ فِي الطَّبَرِيِّ فَهَذَانِ ثِِقَتَانِ، رَوَيَا هَذَا الأَثَرَ عَنْ أَبِي إسْحَاقَ عَنْ عمرو بنِ مَيْمُونٍ عَنْ عَبْدِ اللَهِ بنِ عُمَرَ.
2/ ثُمَّ تعلل برد رِوَايَةُ إسْرَائيلَ عَنْ أَبِي إسْحَاقَ عَنْ عمرو بنِ مَيْمُوَنٍ عَنْ ابنِ عُمَرَ بِأَنَّ قَولَهُ: " ابنُ عُمَرَ خَطَأٌ مَطْبَعِيٌّ، وَقَعَ فِي طَبْعَةِ الطَّبَرِيِّ، التِي حَقَقَهَا الشَّيْخ ُالمُحَقِقُ أَحْمَدُ شَاكِر -رَحِمَهُ اللَّهُ- وَأَنَّ الصَّوَابَ " ابن عمرو " كَمَا فِي طَبْعَةِ التُّرْكِيِّ، وَإنَّ هَذَا لَعَجِيبٌ؟!
لأَوَّلِ مَرَّةٍ أَرَى أَحَداً، يَرُدُّ الرِّوَايَاتِ الثَّابِتَاتِ بِاخْتِلافِ الطَّبَعَاتِ.
وَلَوْ قَالَ قَائِلٌ: أَنَّ الصَّوَابَ مَا فِي طَبْعَةِ شَاكِرٍ؛ لِخِبْرَتِهِ بِالمَخْطُوَطَاتِ،وَعِلْمِهِ الوَاسِعِ خُصُوَصاً فِي الرِّوَايَاتِ، لَكَانَ قَولُهُ أوْلَى، وَأحَقَّ. ثُمَّ إَنَّ حَاصِلَ الأَمْرِ أَنَّ فِي بَعْضِ مَخْطُوطَاتِ الطَّبَرِيِّ (ابنُ عَمْرٍو)، وَبَعْضُهَا (ابنُ عُمَرَ) وَتَرَجَّحَ عِنْدِي كَمَا هُوَ رَاجِحٌ عِنْدَ الشَّيْخِ المُحَقِقِ المُحَدِّثِ أحمد شاكر فِي هَذَا المَوْضِعِ (ابنُ عُمَرَ)، وَهَذَا يَكْثُرُ فِي الرِّوَاياتِ وَلا غَرَابَةَ فِيه ِ. ثُمَّ التَّذَرُّعُ بِأَنَّ البَيْهَقِيَّ أشَارَ إِلَى تَضْعِيفِ رِوَايَةِ مَنْ قَالَ عَبْدُ اللَهِ بنُ عُمَرَ مَرْدُوَدٌ بَلْ هُوَ ضِدُّكُم، فَإَنَّ البَيْهَقِيَّ رواه مِنْ طَرِيقِ شُعْبَةَ عَنْ أبِي إسْحَاقَ عَنْ عمرو بنِ مَيْمُوَنٍ قَالَ:"سَألْتُ عَبْدَ اللَّهِ بنَ عَمْرٍو".
ثُمَّ عَلَّقَ البَيْهَقِيُّ فَقَالَ:"كَذَا قَالَ عَبْدُ الِلَّهِ بنُ عَمْرٍو" فَهَذَا اسْتِغْرابٌ مِنْ البَيْهَقِيِّ، فَكَأَنَّ الأثَرَ مَعْرُوَفٌ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، وَلَيْسَ ابنُ عَمْرٍو , وَلِذَا اسْتَغْرَبَ البَيْهَقِيُّ وقَالَ: " كَذَا قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرٍو , وَقِيلَ عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ". أيْ عَلَى الأصْلِ وَالأشْهَرِ فَتَنَبِهْ.
وَالحَاصِلُ: لا أعْلَمُ أحَداً مِنْ أهَلِ العِلْمِ يَرُدُّ الرِّوَاياتِ الثَّابِتَةَ بِمِثْلِ هَذَا , فَهُمَا أثَرَانِ صَحِيحانِ ثَابِتَانِ عَنْ ابنِ عُمَرَ، وَابنِ عَمْرٍو أَيْضاً.
ثُمَّ هَبْ أَنَّي سَلَّمْتُ لَكَ، أَنَّ الصَّوَابَ عَنْ عَبْدِ اللَهِ بنِ عَمْرٍو.
فَأَيْنَ المُشْكِلَةُ؟!
¥