1/أَخْرَجَ الإمَامُ مُسْلِمٌ فِي كِتَابِ الحَجِّ بَابَ الوُقُوفِ وَقَولُهُ تَعَالَى {ثُمَّ أفِيضوَا} (2/ 894). مِنْ طَرِيقِ أَبِي أُسَامَةَ عَنْ هشامٍ بنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: (وَكانَتِ الحُمْسُ لا يَخْرُجُون َمِنْ المُزْدَلِفَةَ وَكَانَ النَّاسُ يَْبلُغونَ عَرَفَاتٍ. قَالَتْ عَائِشَةُ: الحُمْسُ هُمُ اللذِين أنّزَلَ اللَّهُ فِيهِم {ثُمَّ أفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ}).فهذه أم المؤمنين القرشية المكية تقول: إن الحمس لايخرجون من مزدلفة. وباحثنا يقول: إنهم يخرجون من مزدلفة ويتجولون خارجها فمن نصدق؟!
2/وَأَخْرَجَ عَبْدُ بنُ حَمِيدٍ مِنْ طَرِيقِ عَطَاءٍ عَنْ جُبَيرٍ بنِ مُطْعِمٍ قَالَ:" كُنْتُ مَعَ قُرَيشٍ فِي مِنْزِلِهِم دُونَ عَرَفَةَ، فَأضْلَلْتُ حِمَارِي، فَذَهَبْتُ اطْلُبُهُ فِي النَّاسِ، اللذِين بِعَرَفَةَ، فَوَجَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعرفة ... "1.تأملوا قول جبير بن مطعم " دون عرفة" فإنه يدل على المقصود دلالة الشمس على النهار.
3/ أَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ (4/ 188) وَابنُ إسْحَاقَ فِي السِّيَرةِ 2 عَنْ عَبْدِ الِلَّهِ ابنِ أَبِي
نَجَيحٍ قَالَ:" كانَتْ قُرَيشٌ ابْتَدَعَتْ أَمْرَ الحُمْسِ فَقَالُوا: نَحْنُ بَنُوَ إبْرَاهِيَم وَأَهَْلُ
ــــــــــــــــــ
1/ذكره وَنَقَلَه الحافظ ابن حجر فِي كتاب العجاب فِي بياَنِ الأسباب (1/ 507).
2/أَنَّظر سَيْرة ابن هشَام (1/ 199) 3/ أَنَّظر العباب للحافظ ابن حجر (1/ 508 - 509).
العَرَبِ بِحَرَمِكُم، وَقَالُوَا: قَدْ عَظَّمُوا مِنْ الحِلّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّ ِّّّّّّّّّّّّّّّّّ مِثْلَ مَا عَظَّمُوا مِنْ الحَرَمِ،فَتَرَكُوا الوقُوفَ عَلَى عَرَفَةَ , وَالإفَاضَةَ مِنْها،وَقَالَوا: نحن أَهْلُ الحَرَمِ فَلا يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَخْرُجَ مِنْ الحَرَمِ .. ).تأمل قوله "فلا ينبغي لنا أن نخرج من الحرم"ماذا تفهم منه إلا ماتقدم.
هَذَا مَا حَاوَلَ بِهِ البَاحِثُ المَذْكُورُ رَدَّ دَلالَةَ هَذِهِ الآثَارِ جَمِيعِهَا، فاَنْظُر الآنَ أيُّهَا القَارِئُ الَكَرِيمُ بِمَاذَا يَسْتَدِلُّ.قَالَ: (جَاءَ فِي تَبْيينِ الحَقَائِقِ (2/ 27): وَمِنْ عَرَفَاتٍ إِلَى مُزْدَلِفَةَ فَرْسَخٌ، وَمِنْ مُزْدَلِفَةَ إِلَى مِنْى فَرْسَخٌ وَمِنْ مِنْى إِلَى مَكَّةَ فَرْسَخٌ وَالفَرْسَخُ ثَلاثَةُ أَمْيالٍ.فِي مُعْجَمِ الفُقَهَاءِ الفَرْسَخُ 3 أَمْيالٍ =1200 ذراعاً =5544 مِتْراً) انْتَهَى.
هَكَذَا نَقَلَ البَاحِثُ ثُمَّّّّّ اسْتَدَلَّ بِهِذَا فقَالَ: (فهَذَا يَدُلُّ عَلَى بُعْدِ المَسَافَةِ بَيْنَ عَرَفَةَ وَمُزْدَلِفَةَ وَأَنَّها نَحْوَ الفَْرسَخِ، وَلَيْسَتْ نِصْفَ كَيلُو، كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الشَّيْخُ الحُمَِيدِيُّ).
وَيَقُولُ الحُمَيدِيُّ- مُسْتَعِيناً باللَّهِ وَحْدَهُ-: يا لِلَّهِ ويا للعَجَبِ، يَتْرُكُ هَذَا البَاحِثُ تِلكَ الآثارَ وَيَرُدُّهَا، ا وَيَطْعَنُ فِي دَلالَتِهَا مَعَ وضُوحِهَا، وَمَعَ صِحَّةِ تِلكَ الآثَارِ، وَأَنَّه لَمْ يَرُدّهَا بِمَا يَسْتَحِقُّ الرَّدَّ، ثُمَّ يَحْتَجُّ بِكَلامِ صَاحِبِ تَبْيينِ الحَقَائِقِ.
مَنْ صَاحِبُ تَبْيينِ ِالحَقَائِقِ يَا أُسْتَاذُ؟!
وهل بعثه النبي صلى الله عليه وسلم ليقيس المسافات بين المشاعر ويصبح كلامه حجة؟!
ثُمَّ لَما كَانَ هَمُّ البَاحِثَِ أَنْ يَرُدَّ عَلَيَّ؛ وَقَعَ فِي خَطَإٍ فَادِحٍ.
فَقَدْ قَرَّرَ بِنَاءاً عَلَى كَلامِ صَاحِبِ تَبْيينِ الحَقَائِقِ أنَّ المَسَافَة بَيْنَ عَرَفَةَ وَمُزْدَلِفَةَ (5544)
مِتْراً أي خَمْسَةُ كِيلُو مِتْرٍ وَنِصْفٌ،وَلَكَنَّ صَاحِبِ تَبْيين الحَقَائِقِ يَا أُسْتَاذُ قَالَ: إنَّ المَسَافَةَ بَيْنَ مُزْدَلِفَة ومنى فَرْسَخٌ كذلك: أي أَنَّ المَسَافَةَ بَيْنَ مُزْدَلِفَةَ وَمِنْى، هِيَ نَفْسُ المَسَافَةِ بَيْنَ عَرَفَةَ وَمُزْدَلِفَةَ (5544) خَمْسَةُ كِيلُو مِتْرٍ وَنِصْفٌ , فَهَلْ يَقُولُ: عَاقِلٌ بِهَذَا؟! هَلْ المَسَافَةُ عِنْدك يَا أُسْتَاذُ بين مزدلفة ومنى خَمْسَة ُكِيلُو وَنِصْف ٌ؟!!!
¥