الأَمْرُ الثَّانِي:أَنَّه لمَ يَذْكُرْ أَحَدٌ قَطْ أَنَّ مَوْضِعَ نُزُوَلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمُزْدَلِفَةَ ُهوَ أوَّلُ حَدِّ مُزْدَلِفَةَ مِنْ جِهَةِ الشَّرْقِ.
الأَمْرُ الثَّالِثُ: أَنَّهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -نَوَّهَ أَنَّ كُلَ مَا أَمَامَهُ وَخَلْفَهُ،وَمَا عَنْ يَمِيْنَِهِ وَشِمَالِهِ مِنْ الأََرْضِ،هُوَ مُزْدَلِفَةُ وَصَالِحٌ لِلوقُوفِ بِهَا، فقَالَ- عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ -
" وَقَفْتُ هَاهُنَا وَجَمْعٌ كُلُّهَا مَوقِفٌ ".
الأَمْرُ الرَّابِعُ: أنَّه عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ وَلِقُرْبِ مَنْزِلِهِ فِي مُزْدَلِفَةَ مِنْ مِنْى نَبَّهَ إِلَى الارْتِفَاعِ عَنْ وَادِي مُحَسِرٍ الَّذِِي يَفَصِلُهُ عَنْ مِنْى. وَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسلامُ: "وَارفَعُوا عَنْ بَطْنِ مُحَسِرٍ ".
رَدَّ البَاحِثُ المعْتَرِضُ مَا ذَكَرْتُهُ مِنْ آثَارٍ عَنْ التَابِعِينَ فَلَزِمَ نِقَاشُهُ فِيمَا قَالَ:
أ / الأثَرُ عَنْ عَطَاءٍ بِنْ أَبِي رَبَاحٍ -رَحِمَهُ اللَّهُ - وَفِيهِ ذِكرَ المَأزَمَينِ.وَردَّ الْمُعْتَرِضُ تَفْسيِري للمَأزمَينِ. وَمانَقَلتُهُ عَنْ الإمَامِ الأَصْمَعِيِّ فِي بَيَانِ المُرادِ بِالمَأْزميَنِ.
وَحَشَدَ المُعْتَرِضُ مَا اسْتَطَاعَ مِنْ نَقُولٍ فِي بَيَانِ المَأَزَمَينِ، وَأَقُولُ لا دَاعِيَ لِهَذِهِ الحُشُوَدِ خُصُوصَاً أَنَّ بَعْضَ مَنْ نَقَلَْتَ عَنْهُم تَحْدِيدَ المَأَزمَينِ لَمْ يَحِجَّ قَطْ وَلم يَدْخُلْ مَكَّةَ قَطْ، وَلمْ يَرَ المَشَاعِرَ قَطْ. وَلا حَتَّى جَزِيرَةَ العَربِ، كَيَاقُوتِ الحَمَوِي. فَفَرَحُكَ وَنَقَلُكَ عَنْهُ نُصُوصَاً طَوَيلَةً وَقَولُكَ مُسْتَدِلاً بِكَلامِهِ: (فبَيَّنَ الحَمَوِيُّ أَنَّ طَرِيقَ المَأَزمَينِ هُوَ شِعْبٌ بَيْنَ جَبَلينِ يَبْدأُ مِنْ مُزْدَلِفَةَ وَيَنْتَهِي إِلَى بَطْنِ عُرَنَةَ)،
فَكَلاَم ُالحَمَوِيِّ يَا أُسْتَاذُ لا قِيمَةَ لَهُ لأَنََّهُ يَتَكَلَّم ُعَنْ شَيءٍ لا يَعْرِفُهُ،وَلَم يَرَهُ قَطْ، وَإِنمََّا يَنْقُلُ مِنْ الَكُتُبِ،قَالَ عَنْهُ الذَهَبِيُّ: (وَاسْتَفَادَ مِنْ المُطَالَعَةِ أَشْيَاءً،وَتكَلَّمَ فِي بَعْضِ الصَّحَابَة فأهين).السير (22/ 312)
فهل بمثل النقل عمن لم يحج ولم ير البيت ولا المشاعر قط وبالنقل عن المتأخرين كالفيومي وأمثاله يُرد كلام مثل الأصمعي ياأستاذُ؟!!!
وأقول دعني من هذه الحشود كلها فإني ألخص الكلام ليُفهم، فليس استعراض العضلات بكثرة النقولات عن كل من هب ودب بمحجة لأهل العلم والأدب.
-ليس ذكر المأزمين في حد مزدلفة من كلام الله تعالى ولا من كلام رسوله صلى الله عليه وسلم ولاحتى من كلام أحد من الصحابة، حتى نقيم الدنيا ونقعدها.
-في تفسيره وبيانه وأين هو؟!!! وإنما هو كلام أحد التابعين وهو عطاء وقد تجاوزنا ذلك بالنقل عن الصحابة الفضلاء تلك الآثار الغُرر التي ماارتضيتها، وجادلتها، ولكن ليس بحجة رددتها.
-قلت في رسالتي عن مزدلفة (ص47):"لم يذكر أحد لامن الصحابة ولامن التابعين المأزمين في حد مزدلفة سوى عطاء بن أبي رباح وعنه تلقّى الفقهاء هذا التحديد. والأثر الذي رُوِيَ عن ابن عباس في ذكر المأزمين ضعيف جدا ... في سنده رجل متروك الحديث وضّاع". لم يعرض الباحث لهذا وذهب يحشد النقولات عن ياقوت والبكري والفيومي والنووي.
-قُلْتُ في رِسَالَتِِي عَنْ مُزْدَلِفَةَ (ص 48): " ذَكَرَ بَعْضُ مَنْ ذَكَرَ حَجَّةَ رَسُولِ اللَّهِ-صَلَّى الَلّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: " أَنَّ النَّبِيَّ-صَلَّى الَلّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-لمََا دَخَلَ عَرَفَةَ قَادِمَاً مِنْ مِنْى دَخَلَهَا مِنْ طَرِيقِ ضَبٍّ، وَلمَا خَرَجَ مِنْ عَرَفَةَ إِلَى مُزْدَلِفَةَ سَلَكَ طَرِيقَ المأَزِمَينِ وهَذَا لَمْ أَجِدْ لَهُ حَدِيْثاً لا مَرْفُوعَاً وَلا مَوْقُوفَاً،لا بِسَنَدٍ صَحِيحٍ وَلا حَتَّى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ،
¥