تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وَكُلُ مَا نُقِلَ فِي هَذَا المعْنَى مَا أَخْرَجَهُ الفَاكِهِيُّ وَالأَزْرَقِيُّ عَنْ ابنِ جُرَيجٍ قَالَ: " سَلَكَ عَطَاءُ بنُ أبِي رَبَاحٍ َطَرِيق ضَبٍّ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: لا بَأْسَ إِنمَّاَ طَرِيقٌ " فَالذِي سَلَكَ طَرِيقَ ضَبٍّ هُوَ عَطَاءُ التَابِعِيُّ وَلَيْسَ مُحَمَداً النَّبِيَّ- صَلَّى اللَهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلمْ يَرفَعْهُ عَطَاءُ إِلَى النَّبِيِّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَلْ لمََّا سُئِلَ عَنْ سُلُوكِهِ هَذَا الطَّرِيقَ قَالَ: إنََّّهُ إِنمَّا سَلَكَهُ لأَنَّها مُجَردُ طَرِيقٍ لا غَيْر ".

وَأَيْضاً لَمْ يعَرِضْ البَاحِثُ لِهَذَا ومَا نَقَلَهُ البَاحِثُ مِنْ كِتَابِ معَرِفَةِ السُّنَنِ وَالآثَارِ لِلْبَيهَقِيِّ بِسَنَدِهِ عَنْ الشَافِعِيِّ أَنَّهُ قَالَ: أَفَاضَ رَسُوَلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -الخ.يُؤَكِّدُ مَا قُلْتُ،فهَذَا ذَكَرَهُ الشَافِعِيُّ ذِكْراً، وَلمَ يُسْنِدْهُ بَسَنَدِهِ إِلَى النَّبِيِّ-صَلى الّلَهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-خَبَراً فَلا ذِكْرَ للمَأزِِمَينِ إذنْ فِي الكِتَابِ، وَلا فِي السَُّنَة، ِوَلا فِي كَلامِ الصَّحَابَةِ رِضوانُ اللَّهِ عَلَيْهِم.غَايَةُ الأَمْرِ أَنْ يَكُونَ هُنَاكَ خِلافٌ فِي تَفْسِيْر المأزِمَينِ فَََحَملُ قَولَ عَطَاءٍ عَلَى مَا يُوَافِقُ مَا نُقِلَ أوَّلاً مِنْ آثارِ الصَّحَابَةِ، وَعَلَى مَا نَصَّ عَلَيْهِ عُلمَاءُ اللُّغَةِ كَالأصْمَعِيِّ،أوْلى مِنْ حملِهِ عَلَى معْنىً آخَرَ يُبْعِدُهُ عَمََا نُقِلَ عَنْ الصَّحَابَةِ.

وَقَدْ فَصَّلْتُ الكَلامَ فِي رِسَالتِي عَنْ مُزْدَلِفَةَ مِنْ ثمَانَّيةِ أوْجُهٍ فَليُرَاجَع ْ.

قَالَ البَاحِثُ بَعْدَ أَنْ حَشَدَ مَا اسْتَطَاعَ مِنْ نُقُولِ المأزَمَينِ: " فَعِنْدمَا يفِيضُ الحَاجُّ مِنْ عَرَفَةَ إِلَى مُزْدَلِفَةَ مِنْ طَرِيقِ المَأزَمَين يقْطَعُ بطْنَ عُرَنَةَ ثُمَّ يبْدَأُ فِي الطَّرِيقِ الَّذِي بَيْنَ الجِبَالِ وَهُوَ بِدَايَة المَأْزَمَينِ، وَيسِيِرُ مَسَافَةً طَويلَةً وَهُوَ بَيْنَ هَذِهِ الجِبَالِ حَتَّى يَصِلَ إِلَى الجَبَلينِ، وَهِي التِي تُسَمَّى الأخْشَبَان وَبَعْدَهَا مُبَاشَرَةً تَبْدَأُ مُزْدَلِفَةُ،وَهِيَ أَرْضٌ مِنْبَسِطةٌ وَقدْ تُسَمَّى مَأزَمَي عَرَفَةَ لأَنَّها طَرِيق عَرَفَة. وَلأَنَّهَا تمْتَدُ إِلَى قَرِيبٍ مِنْهَا، وَقدْ تُسَمَّى مَأْزَمَي مُزْدَلِفَة لأَنَّها تمْتَدُ ٍِإِلَيْهِا. انْتَهَى.

وَأقَفُ مَعَهُ هُنَا بعْضُ الوَقَفَاتِ

الوَقفْةُ الأُوَلى: ذَكَرَ أَنَّ مُزْدَلِفَةَ إَنَّمَا تبْدَأُ بَعْدَ انْقِضَاءِ الجَبَلينِ المُسَمَّيينِ بالأخْشبَيْنِ. وَأَنَّه بانْقِضَاءِ هَذيْنِ الجَبَلينِ تمَامَاً، تَكُونُ هُنَاكَ أرْضٌ مِنْبسِطَةٌ،لاَ جِبَالَ فِيهَا،وَلاَ حِبَال. وَهذِهِ هِيَ مُزْدَلِفَةُ.

وَأَقُولُ تَقَدَمَ فِي أَثرِ الصَّحَابيِّ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَمْرٍو بن الْعَاصِ. قَولُ الرَّاويِّ لِلأثَرِ، وَهوَ التَّابِعيُّ المُخَضْرَمُ عَمْرُو بن ميْمُونٍ الأوْدِيِّ. سَأْلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بن عَمْرٍو بن الْعَاص عَنْ المَشْعَر الحَرَام. فَسَكَت َ، حَتَّى أَفَاضَ وَتلَبَطَتْ أيْدِي الرِّكَابِ فِي تلَكَ الجِبَال قَالَ: هَذَا المَشْعَرُ الحَرَام ُ.

وَأَقُولُ: أَيْنَ الجِبَالُ التِي تَلبَّطَتْ فِيهَا أيْدِي الرِّكَابِ، وَالتِي نَصَّ عَبْدُ اللَّهِ بنُ عَمْرٍو أَنَّها المَشْعَر الحَرَام؟!!

إنْ قُلْتَ: مَا بَعْدَ انْْقِضَاءِ الأخشبَيْنِ تمَامَاً تبْدَأُ مُزْدَلِفَةُ المَشْعَرُ الحَرَامُ، فَلاَ جِبَالَ هُنَاكَ تَتَلَبَّطُ بِِهَا أيْدِي الرِّكَابُ. وَإنَّمَا بِاعْتِرَافِكَ: بَسِيطٌ مِنْ الأرْضِ لاَ جِبَالَ فِِيهِ. فَأَيْنَ الجِبَالُ التِي تَلَبَطَتْ فِيهَا أيْدِي الرّكَائب وَالجِمَال؟!!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير