تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وَإنْ قُلْتَ: أَنَّ الجِبَالَ التِي تَلَبَطَتْ فِيهَا أيْدِي الرِّكَابُ هِيَ الأخْشَبَان وَمَا قَبْلَهَا، تَكُونُ قدْ نَقَضْتَ حَدَّكَ لمُزْدَلِفَةَ بِمَا بَعْدَ تلْكَ الجِبَالِ، فَتَكُونُ هَذِهِ الجِبَالُ مِنْ مُزْدَلِفَةَ المَشْعَرُ الحَرَامُ بِنَصِّ الصَّحَابيِّ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَمْرٍو؟!! فَتَأَََمَلْ.

الوَقْفَةُ الثَانِية: إنَّه إِذَا كَانتْ مُزْدَلِفَةُ تَبْدَأُ بَعْدَ انْقِضَاءِ جَبَلي الأخْشَبَيْنِ تمَامَاً وَأَنَّ ذَلِكَ أوَّلُ حَدِّهَا مِنْ جِهَةِ الشَّرْقِ، فإن الواقع الجغرافي لمزدلفة يكون على هذا الحال: مزدلفة قطعة منبسطة من الأرض محصورة تماما بين ثلاثة جبال محكمة ووادي. من جهة الشرق يحُدُهَا جَبَلا الأخْشبَيْنِ، وَمِنْ جِهًةِ الشَّمَالِ وَالشَّمَالِ الغرْبي جَبَلُ الأحْدَبِ (ثَبِيٍر) وَمِنْ جِهَةِ الجَّنُوبِ وَالجَّنُوبِ الغرْبيِّ جَبَلُ المرِيخِية، وَمِنْ جِهَةِ الغَرْبِ وَادِي مُحَسِرٍ.

فتَكُونُ مُزْدَلِفَةُ إذَنْ قِطْعَةً مِنْ الأرْضِ مِنْبسِطَةٌ محْصُورَةٌ بَيْنَ هَذِه ِالجِبَال ِوَيشْغِلُ جُزْءاً مِنْها لَيْسَ بالقَليلِ وَادِي مُحَسِرٍ، الذِي لا يجَوَزُ الوقُوفُ بِهِ بأَمْرِ النَّبِيِّ- صَلَّى اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَّكَ لوَ حَسبْتَ المَسَافَةَ مِنْ طَرَفِ جَبَلِ الأخشبَيْنِ إِلَى طَرَفِ وَادِي مُحَسِرٍ الذِي عَلَيْهِ جسْرُ الملِكِ فِيْصَلٍ، فإنَّها لاَ تَتَعدَّى طُولاً كِيلُو وَنِصْفاً إِلَى اثْنينِ كِيلُو مِتْرٍ فِيا لِلَّهِ وَللمُسْلِمِين.

يَا مُسْلِمُونَ يَا عُقَلاءُ أَيْنَ مُزْدَلِفَةُ المَشْعَرُالحَرَامُ إذَنْ؟! أَيْنَ مُزْدَلِفَةُ التِي تُرِيدُونَ أَنْ يبَِيْتَ بِهَا وَيُصَلِّي وَيقُوَمَ نَحْوَ أرْبَعَةِ مَلايينَ حَاجٍّ!! يَسْتَقِلُونَ نَحْوَ (75) ألْفَ حَافِلَةٍ وَمرْكَبَةٍ وَسيَّارَةٍ؟! هَذَا عَدا الخَدَمَاتِ وَالطُرُقَاتِ وَالمَرَاكِزِ الأَمْنِيَّةِ وَالخِدَمِيََّةِ!!!

وَإنَّ المَوَاقِفَ التِي بِهَا الآنَ، وَالمَسَاحَةُ المُتَبَقِيَّةُ لاَ تَتَسِعُ إلاَّ لِعُشْرِ هَذَا العَدَدِ مِنْ الحُجَّاجِ وَالسَّيَّارَاتِ!!!

الوَقْفَةُ الثَّالِثَةُ: قَالَ البَاحِثُ أَنَّ المََأزَمَينِ رُبِمَا يُسِمَّيَان مَأزَمَي عَرَفَةَ لأَنَّهَا طَرِيقُ عَرَفَة َ، وَرُبِمَا يُسَمَّيَانِ مَأزَمَي مُزْدَلِفَةَ لأَنَّها تمْتَدُ إِلَيْهِا.

وَأَقُولُ: أرَادَ البَاحِثُ بِهِذَا الكَلامِ أَنْ يَرُدَّ مِنْ طَرَفٍ خَفِيٍّ عَلَى مَا ذَكَرْتَهُ فِي رِسَالتَِِي عَنْ مُزْدَلِفَة (ص 45 - 46)

إذْ قُلْتُ: " أَنَّ فِي نصِّ عَطَاءٍ السَّابِقِ إضَافَةَ المَأزَمَينِ إِلَى عَرَفَةَ " مَأزَمَي عَرَفَةَ " وَهذِهِ الإِضَافَةُ لأَنَّ المَأزَمَينِ مُتَّصِلانِ بِهَا فَصَّحَ إضَافَتَهُمَا إِلَيْهِا " وَقُلت أَيْضاً: " وَممَا يُؤَكِّدُ ذَلِكَ أَنَّه لَوْ كَانَ المُرَادُ بِالمَأزَمَينِ الجبَلَينِ المُسَمَّيَينِ بِالأخْشبَيْنِ لَكَانَ الأجْدَرُ تَسْمِيَتُهُمَا " بِمَأزَمَي مُزْدَلِفَةَ " لا مَأزَمَي عَرَفَةَ لِبُعْدِهِما عَنْ عَرَفَةَ وَالتِصَاقِهِمَا جِداً بالمُزْدَلِفَةَ ". فأرَادَ المعْتَرِضُ الرَّدَّ عَلَى هَذَا التَّحْقِيقِ بِمَا ذَكَرَهُ آنِفاً، وَلَكِنَّهُ لَمَّا لَمْ يَجِدْ أحَداً سمَاهُمَا " بِمَأزَمَي مُزْدَلِفَةَ "

وَأَنَّهَم مُطْبقوَن عَلَى تَسْمِيَتُهُمَا " بِمَأزِمَي عَرَفَةَ " تَبَرَّعَ هُوَ مِنْ عِنْدِهِ بِالجَوَابِ،وَخَلَعَ مِنْ عِنْدِهِ عَلَى هَذَينِ المَأزَمَينِ اسْمَ " مَأزَمَي مُزْدَلِفَةَ "

وَأَنَّا أَقُولُ: مَنْ مِنَ العَرَب أوْ الصَّحَابَة، أوَ التَّابِِعُينَ سَمَّاهُمَا " مَأزَمَي مُزْدَلِفَةَ " يَا أُسْتَاذُ؟!!!

ب – رَدَّ المعْتَرِضُ فِي بَحْثِهِ اسْتِدْلالِي بِالأثَرِ المرْويِّ عَنْ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيزِ -رَحِمَهُ اللَّهِ - فَقَالَ فِي رَدِّهِ: " وَهَذَا الأثَرُ لا حُجَّةَ فِيهِ،لمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الشَّيْخُ الحُمَيدِيُّ مِنْ عِدَّةِ أوْجهٍ " ثُمَّ لَمْ يَذْكُرْ إلا وَجْهَيْن ِاثْنَينِ!! وَهَذِهِ عَادَتُهُ يُهَوِّلُ فِي العِبَارَةِ ثُمَّ لا يَذْكُرُ شَيْئاً يَسْتَحِقُّ الإشَارَةَ "

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير