تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قَلِيلاً حَتَّى تَصْعَدَ، حَتَّى أتَى مُزْدَلِفَةَ فَصَلَّى بِهَا الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ بِأذَانٍ وَاحِد وَإقَامَتِينِ " كَذَا فِي مُسْلِم ٍ.

فَلا يُوْجَدُ فِي حَدِيثِ جَابِرٍ مُطْلَقاً، أيُّ ذِكْرٍ لِدُخُولِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الشِّعْبَ الأيْسَرِ وَقَضَائِهِ حَاجَتِهِ وَوضُوءِهِ.

لَمْ تَتِمَّ الفَائِدَةُ ... فَانْتَظِرْ ...

الْجُزْءُ الثَّالِثُ مِنْ الفَائِدَةِ: وَبِنَاءً عَلَى مَا تَقَدَمَ فَإنَّه لا يَصْلحُ أَنْ يَسْتَدِلَّ أحَدٌ بِحَدِيثِ جَابِرٍ عَلَى ذِكْرِ الشِّعْبِ الذِي بَالَ فِيهِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلا عَلَى تَحْدِيدِ مَكَانِهُ، وَهَلْ هُوَ قَرِيبٌ مِنْ عَرَفَةَ أَمْ بَعِيدٌ جِداً عَنْهَا؟!!

وَإنَّمَا الذِي ذَكَرَ دُخُولَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الشِّعْبَ وَقَضَاءَهُ حَاجَتَهُ وَوضُوءَهُ الْخَفِيفَ هوَ أسَامَةُ بنُ زَيدٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - الَّذِي أرْدَفَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَعَهُ عَلَى الرَّاحِلَةِ عِنْدَمَا أفَاضَ مِنْ عَرَفَةَ.

وَلِذَلِكَ اعْتَمَدْتُ عَلَى رِوَايَتِهِ السَّابِق ذِكْرُهَا فِي صَحِيحِ البُخَارِيِّ عَلَى تَحْدِيدِ مَوْضِعِ الشِّعْبِ، وَأَنَّه قَرِيبٌ مِنْ عَرَفَةَ كَمَا دَلَّتْ عَلَيْهِ تِلْكَ الألْفَاظُ فِي صَحِيحِ البُخَارِيِّ.

وَهِيَ قَوْلُ أسَامَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: (أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ أفَاضَ مِنْ عَرَفَةَ مَالَ إِلَى الشَّعبِ،فَقَضَى حَاجَتَهُ، فَتَوَضَأ، فَقُلْتُ: يَارَسُولَ اللَّهِ أتُصَلِّي؟ فَقَالَ: الصَّلاةُ أَمَامَكَ " أخْرَجَهُ البُخَارِيُّ (1667) مِنْ طَرِيقِ يَحْيى بنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ عَنْ مُوسَى بنِ عُقْبَةَ الأَمَوِيِّ عَنْ كريبٍ مَوْلَى ابنِ عَبَاسٍ عَنْ أسَامَةَ بنِ زَيْدٍ.

وَهَذَا سَنَدٌ جَلِيلٌ مُسَلْسَلٌ بِرِوَايَةِ ثَلاثَةٍ مِنْ التَّابِعِينَ بَعْضُهُم عَنْ بَعْضٍ وَهُمْ يَحْيى وَمُوْسَى وَكريبٍ، قَالَ الْحَافِظُ فِي الفَتْحِ (3/ 607): " يَحْيَى بن ُسَعِيدٍ، هُوَ الأَنْصَارِيُّ

وَرِوَايَتُهُ عَنْ مُوسَى بنِ عُقْبَةَ مِنْ رِوَايَةِ الأقْرَانِ لأَنَّهُمَا تَابِعِيَّانِ صَغِيْرانِ، وَقَدْ حَمَلَهُ مُوسَى عَنْ كريبٍ فَصَارَ في الإسْنَاد ثَلاثَة مِنْ التَّابِعِين ".

وَمِنْ دَقِيقِ فَهْمِ الإمَامِ البُخَارِيِّ - رَحِمَهُ اللَّهُ -:أَنَّه عَقَدَ هَذِهِ التَّرْجَمَةَ فَقَالَ: بَابُ النُّزُولِ بَيْنَ عَرَفَةَ وَجَمْعٍ. ثُمَّ صَدَّرَ بِهَذَا الحَدِيثِ ,حَدِيثُ أسَامَةَ السَّابِقُ: (أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ أفَاضَ مِنْ عَرَفَةَ مَالَ إِلَى الشِّعْبِ .. ) ثُمَّ حَدِيثُ نَافِعٍ أَنَّ ابنَ عُمَرٍ،كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ.

ثُمَّ بَعْدَهُ حَدِيثُ أسَامَةَ أَيْضاً مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدٍ بنِ أبِي حَرْمَلَةَ عَنْ كريبٍ وَلَفْظُهُ: (ردفت النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ عَرَفَاتٍ ,فَلَمَّا بَلَغَ الشِّعْبَ الأيْسَرَ الَّذِي دُوْنَ المُزْدَلِفَةَ أَنَاخَ فَبَالَ .. ) الحَدِيثُ. وَهَذَا مَا يُسَمَّى بِالدَّلِيلِ الْمُرَكَّبِ؛فَدَلَّ اللَّفْظُ الأوَّلُ عَلَى سُرْعَةِ نُزُولِهِ الشِّعْبَ بَعْدَ الإفَاضَةِ، وَدَلَّ الثَّانِي عَلَى أَنَّ الشِّعْبَ دُوْنَ مُزْدَلِفَةَ, فَيَتَرَكَّبُ مِنْ هَذَا أَن لا مَسَافَةَ طَوَيلَة بَيْنَ الْمَشْعَرَينِ كَمَا قَرَّرْتُهُ فِي رِسَالَةِ مُزْدَلِفَةَ (ص51).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير