تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فَقَالَ هَذَا الباحث: (وَبَعْدَ الرُّجُوعِ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي ذَكَرَهُ الشَّيْخُ تَبَيَّنَ أَنَّ الْمَقْرِيزِيَّ لَمْ يَذْكُرْ مَايَدُلُّ عَلَى قُرْبِ شِعْبِ الأذَاخِرِ مِنْ عَرَفَةَ) ثُمَّ أرْفَقَ صُورَةً مِنْ الصَّفْحَةِ الْمُحَالِ إِلَيْهَا.

وَأَقُولُ أنَا ذَكَرْتُ هَذَا وَلَيْسَ اعْتِمَادِي عَلَيْهِ وَإنَّمَا اعْتِمَادِي عَلَى رِوَايةِ حَدِيثِ أسَامَةَ بنِ زَيْدٍ السَّابِقِ ذِكْرُه , وَإنَّمَا ذَكَرْتُ هَذَا تَتْمِيمَا.وَأنَّ هَذَا الشِّعْبَ مِمَّا اخْتَلَفَ فِيهِ أصْحَابُ السِّيرِ , فِي مَوْضِعِهِ وَاسْمِهِ، وَكُلُّ مَافِي الأَمْرِ أَنَّ بَعْضَ كُتُبِ السِّيرَةِ فِيهَا تَسْمِيَةُ هَذَا الشِّعْبِ بِشِعْبِ الأذَاخِرِ.

ثُمَّ إنِّي أعْتَبُ عَلَى بَاحِثِنَا الَكَرِيمِ أَنَّهُ إنَّمَا نَقَلَ لِلقُرَّاءِ نِصْفَ الصَّفْحَةِ الْمُحَالِ إِلَيْهَا، مِنْ كِتَابِ إمْتَاعِ الأسمَاعِ بِتَحْقِيقِ الْمُؤَرِخِ الْمُحَقِقِ مَحْمُود شَاكِر، وَهِيَ صَفْحَةٌ (525) مِنْ الْجُزْءِ الأوَّلِ. وَلَوْ نَقَلَ لِلْقُرَّاءِ صُورَةَ الصَّفْحَةِ كَامِلَةً لَوَجَدُوا تَعْلِيقَ الْمُحَقِّقِ الْمُؤَرِخِ الشَّيْخِ مَحْمُود شَاكِر. فِي حَاشِيَةِ رَقْمِ (3) وَهُوَ قَوْلُهُ: (المَأزمَينِ: بَيْنَ المَشْعَرِ الحَرَامِ وَعَرَفَةَ، وَهُوَ شِعْبٌ بَيْنَ جَبَلَينِ يُفْضِي إلَي بَطْنِ عُرَنَةَ، وَبِهِ الْمَسْجِدُ الَّذِي يَجْمَعُ فِيهِ إمَامُ الْحَجِيجِ بَيْنَ الصَّلاتينِ الظُّهْرَ وَالعَصْرَ).

وَبِالتَّالِي تَظْهَرُ الصُّورَةُ كَامِلَةً وأنِّي عِنْدَمَا قُلْتُ: جَاءَ فِي بَعْضِ كُتُبِ السِّيرَةِ أَنَّ اسْمَ الشِّعْبِ الأذَاخِرِ وَأَنَّه يَفْضِي إِلَى بَطْنِ عُرَنَةَ، وَأحَلْتُ إِلَى هَذِهِ الصَّفْحَةِ (525) مِنْ الْجُزْءِ الأوَّلِ مِنْ كِتَابِ إمْتاعِ الأسمَاعِ، كَانَ نَقْلِي دَقِيقاً بِجَمْعِ كَلامِ الْمُحَقِّقِ. وَقَدْ نَقَلْتُ كَلامِ الْمُحَقِّقِ مَحْمُود شَاكِر بِنَصِّهِ فِي رِسَالَةِ مُزْدَلِفَةَ (ص 25) فَكَانَ عَلَى البَاحِثِ نَقْلَُ صُورَةِ الصَّفْحَةِ كَامِلَةً، بَدَلَ التَّعْمِيَةِ عَلَى الْقُرَّاءِ بنَقْلِ نِصْفِهَا فَقَط؛لِيُظْهِرَنِي أَمَامَ القُرَّاءِ مُخْطِئاً فِي النَّقْلِ، وإنِّي أَنَْقُلُ مِنْ الَكُتُبِ مَا لَيْسَ فِيْهَا. وَلا أُرِيدُ أَنْ أَقُولَ أَنَّ هَذَا نَوْعاً مِنْ التَّدْلِيْسِ فَإنَّي أُجِلُّ بَاحِثِنَا عَنْ ذَلِكَ، وَلَكَن حمَاسَهُ فِي الرَّدِّ دَفَعَهُ لِذَلِكَ؛ لذَلِكَ فإنَّي أُطَالِبُ القُرَّاءَ بِالرُّجُوعِ إِلَى الصَّفْحَةِ المذْكُورَةِ مِنْ كِتَابِ إمْتَاعِ الأسْمَاعِ للمَقْرِيزِي بِتَحْقِيقِ مَحْمُود شَاكِر (1/ 525)؛ لِيَقِفُوا عَلَى حَقِيقَةِ الأَمْرِ، أَمَا كَونُكَ تُوَافِقُ المقَرِيزِيِّ وَمَحْمُود شَاكِر،أوْ تُخَالِفُهُمَا فَذَلِكَ شَأْنُّكَ.

ثُمَّ إنَّ بَاحِثَنَا خَتَمَ بَحْثَهُ مُسْتَدِلاً بِمَا يَلِي: وَمِنْ الأدِلَّةِ – كَذَلِكَ 8– أَنَّهُمْ كَانُوا يُوْقِدُونَ عَلَى جَبَلِ قُزَحٍ الْمُجَاوِرِ لِلْمَسْجِدِ المبْني فِي المَشْعَرِ الحَرَامِ حَتَّى يَرَاهُ النَّاسُ فِي الليْلِ عِنْدَمَا يَفِيضُونَ مِنْ عَرَفَةَ، وَلَوْ كَانَتْ المُزْدَلِفَةُ تَبْدَأُ مِنْ قَبْلِ ذَلِكَ؛لأوْقَدُوا النَّارَ عِنْدَهَا.وَأَقُولُ هنيئاً لَكَ بِهَذَا الدَّلِيلِ أوَّلاً.

وَثانِياً: نَصَّ عَطَاءٍ بنِ أبِي رَبَاحٍ عَلَى أَنَّ مُزْدَلِفَةَ تَتَجَاوَزُ قُزَحاً. فَقِيلَ لَهُ فِي الموْقِفِ

ـــــــــــــــــــــ

8/كذا قَالَ (كذَلَكَ) وَلا أدري مَاهِيَ الأدلة التِي ذكرها قبل (كذَلَكَ) هذه.

بِجَمْعٍ. قَالَ مَا فَوْقَ بَطْنِ مُحَسِرٍ. قِيلَ: إِلَى قَزَحٍ: قَالَ: وَمَا وَرَاءُ ذَلِكَ هُوَ المَشْعَرُ الْحَرَامُ 9

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير