تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الشيخ عبدالله الزبير: صور القمار المعاصرة]

ـ[احمد العثيمين]ــــــــ[22 - 05 - 08, 08:53 ص]ـ

والقمار في أصل اللغة يعني طلب الغرَّة والمخادعة، يقولون: تقمّرها: طلب غرتها وخدعها، قال في لسان العرب: " كأن القمار مأخوذ من الخداع " ([1]).

ومن القمار: الرهان، ولعب القمار. يقال: قامره فقمره: أي غلبه في لعب القمار ([2]).

ومراده هو كل ما يتخاطر الناس عليه ([3]).

وصورته كما يقول الحافظ ابن حجر: " أن يخرج كل من المتقامرَين سبقاً فمن غلب أخذ السبقين " ([4]).

ومن هنا يظهر ضابط ما يكون قماراً، فضابطه: أن يكون كلٌّ من المقامرين غانماً أو غارماً، بمعنى: أنّ كل واحد منهم يخرج مبلغاً فمن فاز منهم أخذ كل المبالغ التي دُفعت، وكلٌّ قد دخل متوقعاً فوزه وغلبه، فصار واحد منهم غانماً وأصبح البقية غارمين خاسرين. فكل صورة من صور التعامل المالي يتحقق فيه هذا الضابط فهو القمار وهو المحرم باتفاق العلماء، والقمار كله حرام بإجماع العلماء ([5]) لقوله تعالى) إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون. إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون؟ (([6]).

والميسر هو القمار.

قال عطاء ومجاهد وطاووس: " كل شئ من القمار فهو من الميسر حتى لعب الصبيان بالجوز " ..

وقال ابن عمر رضي الله عنهما: " الميسر هو القمار " ..

وقال ابن عباس: " الميسر هو القمار، كانوا يتقامرون في الجاهلية إلى مجئ الإسلام فنهاهم الله عن هذه الأخلاق القبيحة " ([7]).

الصور المعاصرة للقمار:

وقد أحدث الناس في عصرنا أنواعاً من القمار المحرم قطعاً، وقد ابتلي بها كثيرٌ من الناس، ووقعوا في الحرام من حيث لا يعلمون ولا يشعرون، فرأينا ضرورة التنبيه عليها في هذه العجالة، فمن القمار العصري: البنتاجونو، والبوكيمون، وجوائز ترويج السلع، ومن سييربح المليون، وغير ذلك مما عمت به البلوى ووقع الناس فيها.

الصورة الأولى: البنتاجونو (شهادات سوبريما):

وحقيقتها أن شركة إيطالية تسمى بـ شركة فيوتشر استراتيجز

[ Future Strategies] تُصدر هذه البطاقات أو الشهادات وتسوِّقها عن طريق ترويج الأعضاء الجدد في النظام الذي تعتمده هذه الشهادات وهو نظام البنتاجونو إشارة إلى الشكل الخماسي الذي بدأت به الشركة عملها، ثم تحولت منه إلى الشكل السباعي.

هذه الشهادة أو البطاقة صفحة واحدة من ورقة تحمل سبع مراتب في كل مرتبة عضو، قد أُغري بأنه إذا متى اشترى منه هذه البطاقة ثلاثة فسيعيد ما دفعه منن المبلغ ثم يرتفع إلى المرتبة الأعلى حتى إذا وصل إلى المرتبة الأولى والتي تدلّ على أنّ من باع لهم هذه الورقة قد باعوها أيضاً وروّجوا لها عند ثلاثة، والثلاثة من بعدهم روجوها وباعوها لثلاثة أُخر وهكذا حتى يصل من اشترى بطريقه 2187 عضواً، فإذا وصل هو إلى المرتبة الأولى سيدفع له كل واحد من الـ 2187 عضواً مبلغ أربعين دولاراً، فيحصّل على مبلغ كبير يصلب إلى 87,480 دولاراً وأحياناً إلى 116,640 دولاراً.

وقد أصدر مجمع الفقه الإسلامي في السودان قراراً بتحريم التعامل في نظام البنتاجونو، وذلك لأنه قمار، وفيه ربا، ولأنه من أكل أموال الناس بالباطل، وكذلك أصدرت الهيئة العليا للرقابة الشرعية على الجهاز المصرفي والمؤسسات المالية قراراً بتحريم البنتاجونو، وأيضاً أصدرت لجنة الفتوى والبحوث بجامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية فتواها بتحريم البنتاجونو، واتفقت كل هذه الهيئات العلمية على أنها نوع من أنواع القمار المحرم قطعاً.

ومن الوجوه التي حرّم بها البنتاجونو:

1ـ أنه تعامل نقد بنقد لأجل يجر زيادة من غير وسيط سلعي أو خدمي مقوّم، يدفعه المشترك 120 دولاراً ليستردها ثم يكسب بسبب ذلك 87,480 دولاراً من غير مخاطرة، أو القيام بجهد أو توسيط سلعة أو خدمة، وهذا هو الربا بعينه، وقد تحايلوا على الربا بهذه الورقة الخسيسة التي سموها " بطاقة سوبريما " وفي مثل هذا قال حبر الأمة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: " دراهم بدراهم وبينهما حريرة " ([8]).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير