تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فهل يشكّ ديّنٌ ذو عقل رشيد في حرمة هذه البوكيمونات ووجوب منعها ومحاربتها وتحصين أطفالنا من شرورها؟؟.

ثانياً: آثارها الفكرية والسلوكية:

1ـ أنها تتضمّن خطراً على عقل أطفالنا فلذة أكبادنا، أمة مستقبل الإسلام الذين يجب أن نعدّهم لميراث الحق والخير والدين للجهاد في سبيله والحفاظ على قيمه ومبادئه وتعاليمه، وتوريث الدين الحق نقياً صافياً إلى من يليهم من الأجيال المتعاقبة إن شاء الله، ولكن ألعاب البوكيمون تؤثّر على عقول أطفالنا وتربيهم على اعتماد الخيالات والإيمان بالخرافات التي عصمنا الإسلام من شرها، وبالتالي يؤمن الطفل على أن للبوكيمونات قوة خارقة كقوة الله أو هي أكبر تفعل ما تريد، فينسون أن الله الذي خلقهم هو أشدّ منهم قوة.

2 ـ كما أنها تتضمّن خطراُ شديداً على سلوك أطفالنا وفكرهم، فينشأ على أنّ البقاء للأقوى، لا أن البقاء للأصلح، وأن الحق للقوة، لا أنّ القوة بالحق، وهذا هو أساس سلوكيات الغرب الكافر تجاه البشرية، فيتعاملون مع الناس على منطق القوة لا بمنطق الحق، والواجب أن يتربّى أطفالنا على أن البقاء للحق، وأن القوة يجب أن تكون للحق فهي تابع للحق لا الحق تابع للقوة، والقوة خادمة للحق ووسيلة إلى حفظه وبسطه.

ثالثاً: تكييف التعامل المالي فيها:

والبوكيمونات تشترى ويبذل في سبيل الحصول عليها أموال كثيرة، كما أن ممارسة ألعابها تتطلب بذل مال من اللاعبين، فبعض الكروت تشترى بعشرات بل بمئات الجنيهات والريالات والدنانير وخصوصاً الكرت الأقوى الذي يغلب به صاحبه من يحمل الكرت الأضعف أو الأقل قوة، وطريقة اللعب: أن يتنافس اثنان بعدد من الكروت المختلفة الأثمان لكل كرت منها قيمة متعارف عليها ويكون أحد المتنافسين يملك كرتاً قوياً يكسب به كروت المتنافس الآخر الذي يحمل كرتاً أقل قوة، وفي هذه الحالة إما أن يفقد الخاسر كرته، وله قيمة مالية، وإما أن يدفع قيمة الكرت ويُبقي كرته عنده.

وهذا هو القمار الجاهلي بعينه حيث كان الرجل يقامر غيره على ماله وأهله فأيهما كسب أخذ مال الآخر، وهذا بلا شك من عمل الشيطان، ولا شك يورث العداوة والبغضاء بين المتنافسين، ولا شكّ أنه يأخذ بالعقل والوقت فيصدّ عن ذكر الله وعن الصلاة، وتحكي إحدى الأمهات أن ابنها الذي لم يتجاوز عمرة ست سنوات أصيب بغيبوبة حين سقط من الحصان وبقي في غيبوبته لمدة ثلاثة أيام، وعندما استيقظ من غيبوبته لم ينبس بكلمة وما استطاع، فأرادت أمه أن تعيده إلى وعيه فأخرجت مجلة لبوكيمون فصاح الطفل "بيكاتشو " وصدق الله الذي جمع أسباب التحريم للخمر والميسر فقال:) إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجسٌ من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون. إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم مننتهون؟ (([10]).

وهذا التكييف هو الذي اتفق عليه كل منن أفتى بتحريم البوكيمون، على أنها صورة من صور القمار المحرم باتفاق العلماء.

ولا يخفى أن قول عطاء ومجاهد وطاووس: " كل شئ من القمار فهو من الميسر حتى لعب الصبيان بالجوز " ([11]) يشمل البوكيمون لأنه شبه اللعب بالجوز مقامرة، ولا فرق بينهما لا في مقصودهم باللعب، ولا في صورة اللعب، ومثل هذا يكون حكمهما واحد، والحكم هو الذي حكم به أئمة التابعين أنه قمار.

الفتاوى الصادرة بتحريمها لأنها قمار:

وقد أفتى بتحريم البوكيمون جهات وأفراد منها: اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء بالسعودية بالرقم (21758) بتاريخ3/ 12/1421هـ. وشيخ الأزهر، ومفتى مصر، ومفتي القدس الشريف، ود. يوسف القرضاوي، وجماعات من العلماء المشاهير في شتى البلاد الإسلامية، وكلهم اتفقوا أنها مع ما تحمل من أسباب التحريم؛ أنها صورة من صور القمار المحرم.

الصورة الثالثة: جوائز المسابقات:

كثير من المسابقات يدخلها القمار والميسر، ولكن بعضها لا يكون قماراً، ولا يكون محرماً، وعلى هذا فالمسابقات تنقسم من حيث دخول القمار فيها وعدمه إلى قسمين:

القسم الأول: مسابقات لا يدخلها القمار:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير