تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهي تلك المسابقات التي لا يسهم في جوائزها المتسابقون، وتكون الجائزة من طرف ثالث خارج المسابقة أو يكون مؤسسة تقدّم قيمة الجوائز للفائزين، وبالتالي لا يكون في المتنافسين أحدُ خاسر، وإنما فيهم الفائز، فهذه المسابقات غنم بلا غرم، لأن أحداً من المتسابقين لم يدفع شيئاً ليخاطر به في سبيل الفوز والغلب، فهذا النوع من المسابقات لا إشكال فيها ولا حرمة في ممارستها ولا يكون من أكل أموال الناس بالباطل، بل يكون مستحباً مندوباً إليه لتشجيع الناس على المعرفة، أو البحث، أو الاختراع أو نحو ذلك، ومن ذلك:

أ ـ المسابقات التي تدعو لها الإذاعة والتلفزيون، ويقدّم التاجر والمؤسسات قيمة الجوائز.

ب ـ المسابقات التي ترعاها الدولة أو الحكومة أو المنظمات والهيئات.

مسابقات بعض الصحف والمجلات التي لا تتحصل قيمة الجوائز أو بعضها من المشتركين أو المتنافسين.

فهذه المسابقات لا إشكال فيها شرعاً.

القسم الثاني: مسابقات يدخلها القمار:

وهي كل مسابقة أسهم في قيمة جوائزها أو في جزء من قيمتها المتسابقون، ففي هذه الحالة تكون المسابقة في حقيقتها كحلبة القمار يتنافس فيها اللاعبون كلٌّ قد دفع قسطه ونصيبه رجاء أن يحوز بكل المبلغ الذي دُفع والذي تكونت منه الجائزة، فهذا هو القمار الجاهلي بعينه صورة وقصداً، لأن الجائزة التي فاز بها أحدهم اشترك في تكوينها كل المتسابقين ففاز بها أحدهم وخسر هنالك الباقون.

ومن هذه المسابقات والتي قد راجت في الناس فأقبلوا إليها مسرعين كلٌّ يتمنّى لو يكون هو الفائز الحائز للجائزة يخرط بها الآخرين المتسابقين معه، من هذه المسابقات الميسرية القمارية:

مسابقات شركات الاتصال " من سيربح المليون؟ ":

وهي تلك التي راجت في هذه الأيام رواجاً كبيراً، وعلى شاشات التلفاز يشاهدها الآلاف بل الملايين، وكل مشاهد يتمنى مكان الفائز، ولكنهم إذا ظهرت لهم حقيقة هذه المسابقات وأنها من القمار المحرم، وأن من يفوز فيها يكون آكلاً لأموال الناس بالباطل؛ سيقول الذين تمنوا مكانه بالأمس: الحمد لله الذي عصمنا من القمار ومن أكل أموال الناس بالباطل.

هذه المسابقات هي المعروفة بـ "من سيربح المليون " أو بـ " اكسب مليوناً ".

وهي عبارة عن سؤالات يقدمها مديرو حلبة القمار، وهي سؤالات سهلة لا يغلب أحد في الإجابة عليها في أول الأمر ثم تزداد صعوبة وتمنّعاً على المجيبين ليطول زمن المحادثة، وكل ذلك عبر أثير الهواتف، وقد غلت أسعار الخدمات الهاتفية بأضعاف أضعاف الخدمات العادية. فلو نظرنا إلى حقيقة ما يدور في هذه المسابقات نجد الآتي:

1ـ أسعار الخدمات الهاتفية تصل إلى أضعاف أضعاف أسعار المكالمات الهاتفية العادية، وهذا يعني أنّ المتسابق يتحمّل قيمة المكالمات، وبالتالي:

2ـ الإجابة على الأسئلة تستغرق وقتاً طويلاً مما يضاعف المبالغ التي يدفعها المتسابق، ولكنه يتحملها رجاء أن يفوز بالمليون.

وقد نشرت مجلة منار الإسلام عن إحدى المتسابقات التي تمنت أن تفوز بالمليون، وبأمل الفوز بالمليون شاركت في المسابقات في شهر واحد، فجاءتها فواتير المكالمات بمبلغ كبير، وصل إلى ثلاثين ألف ريال تقريباً، وبعد ذلك لم تكن من الفائزين، ما ربحت ولا فازت، فاز بكل ما دفعت هي غيرها، وهي فقط خسرت وغرمت.

3ـ وصل عدد المتصلين بإحدى الشركات إلى 205 مليون متصل ـ كما ذكرت بعض الإحصاءات والدراسات، فلو قلنا:

ـ أقل ما يمكن أن يدفعه كل متصل دولاران أو قل ريالان.

ـ وما يقابل القيمة الحقيقية للمكالمات 10% من المبلغ المدفوع، تكون الشركة قد كسبت 369 مليون دولاراً أو ريالاً، فإذا أعطت الفائز مليوناً واحداً تكون قد كسبت من غير وجه حق 368 مليون دولاراً أو ريالاً. وهذا يعني أن هذه الشركات أعطت الفائز مما دفعه المتسابقون، فغرموا هم وفاز هو، وهو أحدهم فوقعوا في القمار المحرم بالإجماع، حفظ الله أبناء الأمة من أكل أموال الناس بالباطل.

وقد أصدرت جهات عديدة فتاوى بتحريم هذه اللعبة القمارية الحديثة، منها: الأزهر الشريف، ومفتي مصر، والشيخ القرضاوي، وكثير من مشاهير أهل الفقه في عصرنا.

الصورة الرابعة: جوائز ترويج السلع:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير