ثم رواه من طريق هشام الدستوائي:ثنا عبد الكريم ابو امية عن مقسم ....... به موقوفا ,مثل الرواية الاولى.ثم قال البيهقي هذا اشبه بالصواب. (وعبدالكريم بن ابي المخارق ابو امية) غير محتج به.
وقال الحافظ في التلخيص (1/ 424): وهو مجمع على ضعفه.
واعلم ان الرواة من طبقة واحدة رجلين , اسم كل منهما (عبد الكريم):
احدهما: (ضعيف) وهو عبد الكريم بن ابي المخارق ابو امية البصري.
والاخر: (ثقة) من رجال الشيخين وهو عبد الكريم بن مالك الجزري ابو سعيد الحراني.
فاختلفوا في راوي هذا الحديث هل هو الاول ام الاخر؟
فجزم البيهقي انه الاول وتبعه الحافظ ابن حجر وسبقهما الامام احمد فقال في المسند (1/ 237) عقب رواية قتادة عن مقسم: ورواه عبد الكريم ابو امية ........... مثله باسناده.
وخالفهم ابن التركماني – تبعا للمزي – فذهبا الى انه (ابن مالك الجزري) الثقة وتبعهما الشيخ احمد محمد شاكر في تعليقه على الترمذي (1/ 247) وصحح اسناده من اجل ذلك.
والحق: انه الاول لان ابن جريج صرح بانه (ابو امية البصري) في رواية نافع ابن يزيد عنه , ووافقه ابن لهيعة عنه في انه البصري , وكذلك صرح هشام الدستوائي , وسعيد بن ابي عروبة بانه (ابو امية).
فبعد اتفاق هؤلاء الثلاثة على انه (ابو امية البصري الضعيف) لامجال للقول بانه (ابن مالك الجزري الثقة) لاسيما وانه لم يات مصرحا بذلك في شيء من الروايات الا في رواية (عبدالله بن محرر) عنه ,فقال: (عبد الكريم بن مالك) , لكنه (ابن محرر) هذا متروك بل كذبه بعضهم.
ومما يدل على انه (عبد الكريم الضعيف): اضطرابه في اسناد هذا الحديث وفي متنه:
اما الاول , فرواه الجمهور عنه عن مقسم عن ابن عباس.
ورواه سعيد في رواية عنه عن عكرمة عن ابن عباس.
واما اضطرابه في متنه: فهو انه تارة يرويه مرفوعا , وتارة موقوفا , ثم انه تارة يروي كلا منهما مفسرا واخرى غير مفسر وتارة يجعل التفسير من كلام مقسم.
والصواب: من ذلك: المرفوع غير مفسر , لمتابعة عبد الحميد له. وان المفسر من قول ابن عباس , لمتابعة ابي الحسن الجزري وعطاء له.