تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال ابن تيمية: وأما لفظ دبر الصلاة فقد يراد به آخر جزء منه وقد يراد به ما يلي آخر جزء منه كما في دبر الإنسان فإنه آخر جزء منه ومثله لفظ العقب قد يراد به الجزء المؤخر من الشيء كعقب الإنسان وقد يراد به ما يلي ذلك.

فالدعاء المذكور في دبر الصلاة إما أن يراد به آخر جزء منها ليوافق بقية الأحاديث أو يراد به ما يلي آخرها ويكون ذلك ما بعد التشهد كما سمى ذلك قضاء الصلاة وفراغا منها حيث لم يبق إلا السلام المنافي للصلاة بحيث لو فعله عمدا في الصلاة بطلت صلاته ولا تبطل سائر الأذكار المشروعة في الصلاة أو يكون مطلقا أو مجملا، وبكل حال فلا يجوز أن يخص به ما بعد السلام لأن عامة الأدعية المأثورةكانت قبل ذلك ولا يجوز أن يشرع سنة بلفظ مجمل يخالف السنة المتواترة بالألفاظ الصريحة. [المجموع 22/ 499]

1 - رواه أحمد4/ 480 رقم 3945 السلسلة الصحيحة4/ 57 رقم 1483 - 2/ 452رقم878.

2 - أخرجه النسائي 5/ 55 رقم 1267.

وقال الشيخ ابن عثيمين يرحمه الله: ... هذا الفهم للحديث غير متعيِّن، بل يجب أن يُحمل على أنه المراد بالأدبارآخرُ الصَّلوات؛ بدليل حديث ابن مسعود، حيث أمره النبي rبالدُّعاء بعد التشهُّدِ، والسُّنَّة يُفسِّر بعضُها بعضاً.

أماأدبار الصَّلوات فقد أرشد الله سبحانه وتعالى عبادَه إلى أن يذكروا الله بعدَها فقال: (فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّه) (النساء: من الآية103)،وليس فيه الأمر بالدُّعاء.

وعلى هذا فنقول: ما وَرَدَ مقيَّداً بدُبُر الصَّلاة، فإن كان ذِكْراً فهو بعد السَّلام، وإن كان دُعاء فهو قبل السَّلام. إهـ (3)

ثالثا: الأحاديث النبوية الصحيحة الوارد فيها كلمة (دبر) في الدعاء ماقبل التسليم:

وقد ثبت أن أغلب الدعاء كان قبل السلام ومابعده فهو ذكر.

1 - عن مسلم بن أبي بكرة قال: اللهم إني أعوذ بك من الكفر وعذاب القبر، يا أبتي سمعتك تدعو بهن في دبر الصلاة فأخذتن عنك قال: فالزمهن يا بني فإن نبي الله كان يدعوا بهن في دبر الصلاة (1).

-2وعن أبي هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله: rإذا فرغ أحدكم من التشهد الآخر فليتعوذ بالله من أربع: من عذاب جهنم ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر المسيح الدجال. (2)

3 - عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله r كان يدعو في الصلاة اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات، اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم، فقال له قائل: ما أكثر ما تستعيذ من المأثم والمغرم؟ فقال: إن الرجل إذا غرم، حدث فكذب ووعد فأخلف. (3)

4 - وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال لرسول الله: r

علمني دعاء أدعو به في صلاتي، قال: r قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم. (4)

5 - عن عمرو بن ميمون t قال: كان سعد يعلمه بنيه هؤلاء الكلمات كما يعلم المكتب الغلمان، ويقول: إن رسول الله r كان يتعوذ بهن دبر الصلاة: اللهم إني أعوذ بك من الجبن وأعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من أرذل العمر، وأعوذ من فتنة الدنيا وعذاب القبر. (5)

1 - أخرجه النسائي 3/ 111 بسند حسن.

2 - رواه مسلم 3/ 95.

3 - أخرجه البخاري 1/ 286 - 2/ 844 ومسلم 1/ 412.

4 - أخرجه البخاري 834 ومسلم 2705.

5 - رواه البخاري 9/ 404ورواه الترمذي 3/ 181رقم 2825 والنسائي11/ 445 - 447 - 478 - 479.

6 - وعن علي بن أبي طالب t قال:كان رسول الله r إذا قام إلى الصلاة يكون من آخر مايقول بين التشهد والتسليم:"اللهم اغفر لي ما قدمت وماأخرت وما أسررت وما أعلنت، وما أسرفت، وما أنت أعلم به مني،أنت المقدم، وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت. (1)

وفي لفظ عند أبي داود: (إذا سلم من الصلاة) بدلا من (يكون من آخر مايقول بين التشهد والتسليم). (2)

وفي سنده عبيدالله بن معاذ قد قال فيه ابن معين:ابن سمينة وشباب وعبيدالله بن معاذ ليسوا أصحاب حديث ليسوا بشئ. (3)

وقال أيضا: المثنى بن معاذ مازال مذ هو حدث وهو خير من أخيه عبيدالله بن معاذ مئة مرة. (4)

وهي زيادة شاذة تخالف مافي صحيح مسلم من طريق المقدمي وهوأوثق من عبيدالله

قال ابن حجر: محمد بن أبي بكر بن علي بن مقدم المقدمي ثقة من العاشرة. (5)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير