تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

1 - قال الترمذي ثنا محمد بن يحيى الثقفي المروزي ثنا حفص بن غياث عن ابن جريج عن عبدالرحمن بن سابط عن أبي أمامة قال رسول الله r :" أي الدعاء أسمع، قال: جوف الليل الآخر ودبر الصلوات المكتوبات ". (1)

وفي هذا الحديث علل ثلاثة وهي كالتالي: العلة الأولى: حفص بن غياث.

قال يعقوب بن شيبة: ثبت إذا حدث من كتابه ويتقى بعض حفظه. [الكاشف1/ 343]

وقال أبوزرعة: ساء حفظه بعدما استقضى، فمن كتب عنه من كتاب فهو صالح. (2)

وقال الحسين بن إدريس الأنصاري عن داود بن رشيد حفص بن غياث كثير الغلط. (3)

العلةالثانية: عنعنة ابن جريج وهو لم يصرح بالتحديث وهو مدلس.

والعلة الثالثة:الانقطاع بين ابن سابط وأبي أمامة.

قال ابن القطان: واعلم أن مايرويه عبد الرحمن بن سابط عن أبي أمامة ليس بمتصل وإنما هو منقطع بين عبد الرحمن بن سابط عن أبي أمامة لم يسمع منه. (4)

وقد تعقب ابن حجرالترمذي فقال: وفيماقاله نظر لأن له عللا؛أحداها: الانقطاع قال العباس الدوري في تاريخه عن يحيى بن معين: لم يسمع بن سابط من أبي أمامة (5)

ثانيتها:عنعنة ابن جريج.

ثالثتهما: الشذوذ، فقد جاء عن خمسة من أصحاب أبي أمامة أصل هذا الحديث من رواية أبي أمامة عن عمرو بن عنبسة، اقتصروا كلهم على الشق الأول. اهـ[نتائج الأفكار 2/ 170]


1 - رواه الترمذي 5/ 526رقم 3499 بتحقيق ابراهيم عطوان.
2 - ميزان الاعتدال 1/ 657 والجرح والتعديل 1/ 185.
3 - تهذيب الكمال 7/ 56.
4 - المراسيل للرازي212 - وجامع العلوم والحكم 410 تحقيق عبد الرزاق الرعود.
5 - تاريخ ابن معين برواية الدوري 366 والمراسيل للرازي212.وجامع التحصيل428.
وقد ضعف هذا الحديث غير الحافظ ابن حجر هو العلامة الألباني يرحمه الله في مشكاة المصابيح (968 - 1231) والكلم الطيب113 ثم رجع إلى تحسينه كما في الترمذي (2782).
وضعفه أيضا الشيخ عمرو عبد المنعم سليم فقال: شاذ وليس له شاهد من حديث عمرو بن عنبسة. [السنن والمبتدعات في العبادات296]

وقد وهم الزيلعي حيث إنه ذكر أن ابن جريج قد صرح بالتحديث في مصنف عبد الرزاق وهذا لايوجد. (1)
ووهم أيضا من جعل حديث عمرو بن عنبسة شاهد لحديث أبي أمامة فلا يشبهه كشاهد إلا بطرفه الأول.
عن عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الرَّبُّ مِنْ الْعَبْدِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ الْآخِرِ فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَذْكُرُ اللَّهَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ فَكُنْ. (2)
وقد قال الترمذي بعد حديث أبي أمامة هذا حديث حسن. (3)
ولايتناسب تحسين الترمذي للحديث مع مااشترطه في التحسين.
قال أبو عيسى: وما ذكرنا في هذا الكتاب حديث حسن فإنما أردنا به حسن إسناده عندنا كل حديث يروى لايكون في إسناده من يتهم بالكذب ولايكون الحديث شاذا ويروى من غير وجه نحو ذاك فهو عندنا حسن. (4)
قلت: إن الوجه الآخر للحديث الذي رواه عمرو بن عنبسة"أي الليل أجوب دعوة، قال:جوف الليل" وليس في الحديث "دبر الصلوات المكتوبات" حتى يتقوى به ويكون شاهدا وحسنا لغيره.
وأما تقويته بطرف الحديث ومعناه أن الدعاء مستجاب ومسموع في جوف الليل الآخر (5)
فهذا ممكن،وأما بقية حديث أبي أمامة فلا يمكن لتفرده في المعني وبذا يكون شاذا.
ولعل هذا من أوهام حفص بن غياث لأنه لم يكن يحدث إلا عن طريق كتبه وإن حدث من حفظه وهم وغلط كما نص عليه النقاد من قبل كابن رشيد وأبي زرعة ويعقوب.
1 - نصب الراية 2/ 160 طبعة دار الحديث مصر 1357هـ بتحقيق محمد يوسف البنوري.
2 - رواه الترمذي 11/ 498 رقم 3503.
3 - رواه الترمذي 11/ 404 رقم 3421.
4 - العلل الصغير1/ 758.
5 - ويستغنى عن هذا الحديث بالحديث المشهور الثابت وهو حديث نزول الرب Y في الثلث الأخير من الليل.

والأمر الآخر أن تحسين الترمذي لهذا الحديث فيه شيء من التساهل كما غمزه الذهبي وغيره.
قال الذهبي: وأما الترمذي؛ فروى حديثه:"الصلح جائز بين المسلمين "وصححه،فلهذا لايعتمد العلماء على تصحيح الترمذي. (1)
وقال أيضا: يترخص في قبول الأحاديث ولا يشدد، ونفسه في التضعيف رخو. (2)
وقال أيضا في ترجمة يحيى بن يمان: حسنه الترمذي مع ضعف ثلاثة فيه فلا يعتبر بتحسين الترمذي فعند المحقاقة غالبها ضعاف. (3)
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير