تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأنبأنا محمد بن ناصر قال أنبأنا أحمد بن الحسين بن قريش قال أنبأنا محمد بن على بن الفتح قال حدثنا عمر بن أحمد قال حدثنا إبراهيم بن أحمد الدورقى قال أنبأنا أحمد بن الحسن المعدل قال حدثنا محمد بن جعفر المكى قال حدثنا الحارث بن عمير عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن على قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن فاتحة الكتاب وآية الكرسي وآيتين من آل عمران شهد الله إلى آخر الآية، و [قل اللهم مالك الملك إلى قوله ويرزق من يشاء بغير حساب] معلقات بالعرش يقلن يا رب تهبطنا إلى أرضك إلى من يعصيك؟

قال الله عزوجل: إنى حلفت لا يقرأكن أحد من عبادي دبر كل صلاة إلا جعلت الجنة مثواه وإلا أسكنته حظيرة القدس وإلا نظرت إليه بعين المكنون في كل يوم تسعين نظرة، وإلا قضيت له كل يوم سبعين حاجة أدناها المغفرة، وإلا نصرته من كل عدو وإلا نصرته من كل عدو وأعذته منه ".هذا حديث موضوع تفرد به الحارث بن عمير.

قال أبو حاتم بن حبان: كان الحارث ممن يروى عن الأثبات الموضوعات روى هذا الحديث ولا أصل له، وقال أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة: الحارث كذاب ولا أصل لهذا الحديث.

قال المصنف: قلت كنت قد سمعت هذا الحديث في زمن الصبا فاستعملته نحوا من ثلاثين سنة لحسن ظنى بالرواة فلما علمت أنه موضوع تركته فقال لي قائل: أليس هو استعمال خير؟

قلت: استعمال الخير ينبغى أن يكون مشروعا، فإذا علمنا أنه كذب خرج عن المشروعية. اهـ

[انتهى كلام ابن الجوزي1/ 243 - 245]

وقد ضعف شيخ الإسلام حديث قراءة آية الكرسي فقال: وأما قراءة آية الكرسي فقد رويت بإسناد لايمكن أن يثبت به سنة. (1)

وسئل:عن قراءة آية الكرسى دبر كل صلاة فى جماعة هل هي مستحبة أم لا وما كان فعل النبي فى الصلاة وقوله دبر كل صلاة.

فأجاب:

الحمد لله قد روى في قراءة آية الكرسي عقيب الصلاة حديث لكنه ضعيف ولهذا لم يروه أحد من أهل الكتب المعتمد عليها فلا يمكن أن يثبت به حكم شرعى ولم يكن النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه وخلفاؤه يجهرون بعد الصلاة بقراءة آية الكرسي ولا غيرها من القرآن فجهر الإمام والمأموم بذلك والمداومة عليها بدعة مكروهة بلا ريب فإن ذلك

إحداث شعار بمنزلة أن يحدث آخر جهر الإمام والمأمومين بقراءة الفاتحة دائما أو خواتيم البقرة أو أول الحديد أو آخر الحشر أو بمنزلة اجتماع الإمام والمأموم دائما على صلاة ركعتين عقيب الفريضة ونحو ذلك مما لا ريب أنه من البدع. وأما إذا قرأ الإمام آية الكرسى فى نفسه أو قرأها أحد المأمومين فهذا لا بأس به إذ قراءتها عمل صالح وليس فى ذلك تغيير لشعائر الإسلام كما لو كان له ورد من القرآن والدعاء و الذكر عقيب الصلاة. (2)


1 - .مجموع الفتاوى22/ 515 - 493.
2 - مجموع الفتاوى 22/ 508.

قلت: كلامه الذي انتهى منه يخالف ماابتدأبه، حيث أنه يرى الحديث ضعيف وينكر الاجتماع والمداومة على الجهر بآية الكرسي ولكنه يجوز قراءتها سرا للإمام أوللمأموم إذ قراءتها عمل صالح.
فكيف بعمل صالح وهو حديث ضعيف لم يثبت عن النبي r أليس العمل حتى يكون متقبلا يجب أن يكون يشرعه لنا ربنا ويبلغه لنا رسوله r، ثم إن ترك الكثيرمن آيات القران،واختيارآية معينة -الكرسي- فهذا يعد تخصيص لقراءتها بعينها وترك غيرها وتخصيص قرائتها بعد الصلاة والانتهاء من الأذكار مباشرة. ولو كان هذا العمل صالحا لما تركه النبي ولاخلفاؤه الأربعة،وتأمل إلى أقوال ابن تيميه في العمل بالحديث الضعيف.
قال ابن تيمية: لايجوز أن يعتمد في الشريعة على الأحاديث الضعيفة التي ليست صحيحة ولاحسنة. (1)

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير