تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فارجع أخي إلى تبويب البخاري رحمه الله تعالى وبأي حديث أعقب هذا التبويب وإلى مثل تبويبه جنح النووي رحمه الله تعالى وكذا فهم ابن حجر رحمه الله تعالى بل ما عنون به أبو داود رحمه الله يكشف لك عن تعاملهم مع هذه النصوص النبوية والتي لاتتعد ى إلى ما يقوم به إخواننا هداهم الله فقد تعدوا وتجاوزوا حدود السنة مقتحمين أو والجين أبوب البدعة بل إن فهم أولئك العلماء مطبق على الآتي:

1 أن للمحدث أن يعظ أصحابه عند القبر جالسا لا واقفا فتأمل في كلام أبي داود رحمه الله تعالى قال " باب كيف يجلس عند القبر " ولست بصدد الحديث عن الوقوف عند القبر على وجه العموم بل يكفيني الكلام حال الدفن فما أنت قائل أخي رعاك الله في فهم كلام أبي داود وأنت عارف بأن كتابه مصنف على أحاديث الأحكام وعنوانه عنوان من خبر الحكم فدلل عليه بما يليق فتراه أعقبه بحديث البراء مكتفيا بإيراد ما ينص على عنونة الباب مما يهيبك بأهمية أمر الجلوس أن يفرده بباب وحده ويقتصر من الحديث ما يشهد لكلامه.

2 كذلك فهم السلف للنصوص ليست منزلة على فهمكم بل البين شاسع فإنهم رأوا أن الوعظ كما له شرط في الواعظ بعدم القيام فلهم شرط في الموعظة وما تضمنه من معنى وشرط في متعلق الوعظ من حي وميت وهاك أخي كلام ابن حجر رحمه الله تعالى مبينا فيه قصدي يقول " كأنه يشير إلى التفصيل بين أحوال القعود فإن كان لمصلحة تتعلق بالحي أو الميت لم يكره ويحمل النهي الوارد عن ذلك على ما يخالف ذلك " فلو تدبرت المعنى المقتضى من كلامه لترائى لك المقصود عندهم فقوله " كأنه يشير إلى التفصيل بين أحوال القعود " فصل أول خرج به ما دون القعود من القيام ونحوه فلم يكن غير الجلوس يشغل بالهم لأنه خارج عن السنة ألم تر أنه قال أحوال القعود فأين قيامكم من هدي المصطفي صلى الله عليه وسلم أو من فهم علماء الأمة ثم قال " فإن كان لمصلحة تتعلق بالحي أو الميت لم يكره " وهو فصل ثان خرج به الكلام فيما لا تعلق به بالحياة الأخروية أو ما لا ينفع العبد إن لحق بها و على مثل فهم ابن حجر نص غيره من شراح الصحيح وان اختلفت بعض عباراتهم في المقصود من المصلحة وفيه ما يؤخذ وفيه ما يرد فمن مصلحة القعود عند القبر بالنسبة لتعلقها بالحي هو:

1 التذكير بالموت وما يعقبه من عمل صالح يرفع الدرجات ويزيل عن النفس ثقل السيئات.

2 سماع المواعظ له أثر السياط على القلب وإن لم يكن لها أثر حسي فالعامل النفسي له من الأثر ما يفوق الحس مئات المرات ().

3 النظر إلى المقابر ومشاهدة أحوالها من تراب غشي الأجساد وديدان تركتها أثرا بعد عين هذا إن رأيت من الأثر شيئا فتلكم الأمور قد اجتمعت للحي فتأملها بارك الله فيك.

أما من ناحية انتفاع الميت فلا شك أن خير ما يناله هو الدعاء فكفى أهل القبور من أهل الدنيا دعاء صالحا مخلصا فيه عله يفرج عنهم بعض ما هم فيه والأدلة على ذلك متضافرة أغنى العلم بها عن إيرادها.

2 وكذلك ينال العبد الميت ممن حوله الإستئناس من الوحشة والشعور بالقرب بعد حال الغربة فكما جاء عن عمرو رضي الله عنه من حديث أخرجه الإمام احمد في مسنده قال " ثنا علي بن إسحاق قال انا عبد الله يعني بن المبارك قال انا بن لهيعة قال حدثني يزيد بن أبي حبيب: ان عبد الرحمن بن شماسة حدثه قال لما حضرت عمرو بن العاص الوفاة بكى فقال له ابنه عبد الله لم تبكي أجزعا على الموت فقال لا والله ولكن مما بعد فقال له قد كنت على خير فجعل يذكره صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفتوحه الشام فقال عمرو تركت أفضل من ذلك كله شهادة ان لا إله الا الله إني كنت على ثلاثة أطباق ليس فيها طبق الا قد عرفت نفسي فيه كنت أول شيء كافرا فكنت أشد الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلو مت حينئذ وجبت لي النار فلما بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت أشد الناس حياء منه فما ملأت عيني من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا راجعته فيما أريد حتى لحق بالله عز وجل حياء منه فلو مت يومئذ قال الناس هنيئا لعمرو أسلم وكان على خير فمات فرجى له الجنة ثم تلبست بعد ذلك بالسلطان وأشياء فلا أدري علي أم لي فإذا مت فلا تبكين علي ولا تتبعني مادحا ولا نارا وشدوا علي إزاري فإني مخاصم وسنوا علي التراب سنا فان جنبي الأيمن ليس بأحق بالتراب من جنبي الأيسر ولا تجعلن

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير