والحاكم والبيهقي وأحمد.
وكذلك ما رواه بريدة رضي الله عنه قال: (كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، وفي رواية في غزوة الفتح، فنزل بنا ونحن معه قريب من ألف راكب، فصلى ركعتين، ثم أقبل علينا بوجهه وعيناه تذرفان، فقام إليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ففداه بالأب والأم، يقول: يا رسول الله مالك؟ قال: إني سألت ربي عز وجل في الاستغفار لأمي، فلم يأذن لي، فدمعت عيناي رحمة لها من النار، واستأذنت ربي في زيارتها فأذن لي، وإني كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، ولتزدكم زيارتها خيراً) أخرجه أحمد (5/ 355 - 359)، وابن أبي شيبة (4/ 139) وابن حبان والحاكم والزيادة الأخرى للحاكم وقال: (صحيح على شرط الشيخين) ووافقه الذهبي، وهو كما قالا. ورواه الترمذي مختصراً وصححه.
وإذا زار قبر الكافر فلا يسلم عليه، ولا يدعو له، بل يبشره بالنار.
ودليل ذلك ما جاء في حديث سعد بن أبي وقاص قال: (جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن أبي كان يصل الرحم، وكان وكان، فأين هو؟ قال: في النار، فكأن الأعرابي وجد من ذلك، فقال: يا رسول الله! فأين أبوك؟ قال: (حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار) قال: فأسلم الأعرابي بعد، فقال: لقد كلفني رسول الله صلى الله عليه وسلم تعباً! ما مررت بقبر كافر إلا بشرته بالنار) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (1/ 191) وابن السني في عمل اليوم والليلة (588) والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة بسند صحيح وقال الهيثمي (1/ 117 - 118): " رواه البزار والطبراني في الكبير، ورجاله رجال الصحيح.
وكذلك حديث أبي هريرة مرفوعاً: (إذا مررتم بقبورنا وقبوركم من أهل الجاهلية، فأخبروهم أنهم من أهل النار) رواه ابن السني في اليوم والليلة بسند فيه يحيى بن يمان وهو سيء الحفط عن محمد بن عمر، ولم أعرفه عن أبي سلمة عنه، لكن الظاهر أنه ابن عمرو بفتح العين وسكون الميم ثم واو بعد الراء، سقط من الطابع حرف الواو، وهو حسن الحديث. والله أعلم فأين هو الحرص على الوعظ في هذه المواطن وأحسب أنه وهم وقع فيه الدكتور أو سبق قلم لأنه لو تمعن في قوله وأمعن فيه النظر لبان له النقيض ولاتضح له خطأ المصير لهذا الرأي. إذا هذا الأمر إنما اقتضاه الحالة التي اعترت الموقف من نفور الدابة وسماعه عذاب القبر أما اغتنام مثل هذه المواطن فهو مخالف لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بل النهي وارد أصلا فكيف نجعله سنة كالأخريات إن الأمر يحتاج إلى نظر أبعد من هذا.
وهنا أعلق تعليقا سريعا على قيام الواعظ أو غيره قأقول:
هذا هو الأصل أن يعظ الناس حال جلوسه لكن إن تعذر القعود كما هو ملاحظ في كثير من المقابر المشاهدة لاسيما في المدن فمثل هذا قد يرخص له ولكن لا يكن ديدنا وطريقة متبعة حتى لا يحسبها الناس بهذه الكيفية أصلا وإن استطاع أن يبين ذلك بينه.
خلاصة البحث
1. أن أصل الموعظة جار على المشروعية والخلاف فيما تعدى الأصل.
2. الوعظ الدائم ليس بسنة على خلاف ما قاله الدكتور.
3. لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم حريصا على الوعظ عند المقابر بل دللنا على انتفاء ذلك لاسيما عند قبور المشركين.
4. للوعظ آداب يجب أن تراعى كالقعود () وطريقة الإلقاء ومضمون الموعظة.
5. أدلة الوعظ عند القبر من القلة بمكان ولم يكن أمره منتشرا بين الصحابة ولا من بعدهم من السلف.
عباد الله التمسوا الخير فيما جاء به الشرع وتجنبوا الوقوع في الزلات واتباع الفتن والشهوات فالخير كل الخير في الطاعة والشر كل الشر في البعد عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم والبلاء كل البلاء في الوقوع في الفتن وبئس أن يسمى المرأ مبتدعا بعد أن كان مقتديا بسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
.
ـ[أبو سليمان الهاشمي]ــــــــ[15 - 04 - 10, 02:00 م]ـ
بورك فيك -أخي بلقاسم على هذا الجهد ولكن يا حبذا لو تذيله بتلخيص في آخره حتى تتم الفائدة فليس كل قراء الملتقى لديهم الصبروطول النفس في القراءة فبعضهم مرورهم سريع على المواضيع فهو يريد النبذة فقط
ـ[سليمان بطيخ]ــــــــ[17 - 04 - 10, 06:29 م]ـ
بارك الله فيك
وسوف أقرأ البحث
ـ[فهد السيسي]ــــــــ[29 - 04 - 10, 01:46 ص]ـ
الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي - حفظه الله - ينكر ذلك جدا و له في شرحه على العمدة - فتاوى كتاب الجنائز -كلام مختصر سديد مؤصل حول هذه المسألة و ذكر أربعة أوجه في المنع من ذلك ... نسأل الله النفع للجميع.
ـ[عمار الأثري]ــــــــ[14 - 09 - 10, 08:19 ص]ـ
أين الدعاء الجماعي يا شيخ؟؟؟؟؟؟؟
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[14 - 09 - 10, 12:32 م]ـ
بخصوص رفع اليدين عند المقابر فهل ورد فيها شيئ؟