تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

السابع: واختار بعض الأجلة أنه بيان وتفسير لحال ما يعبدونه التي لو أحاطوا بها علماً لما عبدوه أي فاعلموا أنهم أعداء لعابديهم الذين يحبونهم كحب الله تعالى لما أنهم يتضررون من جهتهم تضرر الرجل من جهة عدوه فإطلاق العدو عليهم من باب التشبيه البليغ.

الثامن: وجواز أن يكون من باب المجاز العقلي بإطلاق وصف السبب على المسبب من حيث أن المغري والحامل على عبادتهم هو الشيطان الذي هو عدو مبين للإنسان.

وزاد ابو حيان في البحر وجها تاسعاً: وإنما قال: {عدو لي}، تصوراً للمسألة في نفسه على معنى: أي فكرت في أمري، فرأيت عبادتي لها عبادة للعدو، فاجتنبتها وآثرت عبادة من الخير كله منه، وأراهم بذلك أنها نصيحة نصح بها نفسه أولاً، وبنى عليها تدبير أمره، لينظروا ويقولوا: ما نصحنا إبراهيم إلا بما نصح به نفسه، وما أراد لنا إلا ما أراد لروحه، ليكون أدنى لهم إلى القبول، وأبعث على الاستماع منه. ولو قال: فإنه عدو لكم، لم يكن بتلك المثابة، ولأنه دخل في باب من التعريض، وقد يبلغ التعريض للمنصوح.

وفيها وجه عاشر للنسفي: أن العدو اسم للمعادي والمعادي جميعاً فلا يحتاج إلى تأويل ويكون كقوله: {وتالله لاكِيدَنَّ أصنامكم} [الأنبياء: 57] وصور الأمر في نفسه تعريضاً لهم كما في قوله تعالى: {ومالِىَ لاَ أَعْبُدُ الذى فَطَرَنِى وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [يس: 22] ليكون أبلغ في النصح وادعى للقبول.

السؤال الثاني: لم قال: {فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِى} ولم يقل فإنها عدو لكم؟

قال الفخر: جوابه: أنه عليه السلام صور المسألة في نفسه على معنى إني فكرت في أمري فرأيت عبادتي لها عبادة للعدو فاجتنبتها، (وآثرت عبادة من الخير كله منه) وأراهم (بذلك) أنها نصيحة نصح بها نفسه، فإذا تفكروا قالوا ما نصحنا إبراهيم إلا بما نصح به نفسه، فيكون ذلك أدعى للقبول.

السؤال الثالث: لم لم يقل فإنهم أعدائي؟

قال الفخر: جوابه العدو والصديق يجيئان في معنى الواحد والجماعة، قال:

وقوم عليَّ ذوي (مرة) ... أراهم عدواً وكانوا صديقاً

ومنه قوله تعالى: {وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ} [الكهف: 50]

قال البغوي: ووحَّده على معنى أن كلَّ معبودٍ لكم عدو لي.

السؤال الرابع: ما هذا الاستثناء؟

قال ابن الجوزي فيه قولان:-

أحدهما: أنه استثناء من الجنس، لأنه عَلِم أنهم كانوا يعبُدون الله مع آلهتهم، قاله ابن زيد.

وبه قال البغوي: إنهم كانوا يعبدون الأصنام مع الله، فقال إبراهيم: كل من تعبدون أعدائي إلا ربَّ العالمين.

والثاني: أنه من غير الجنس؛ والمعنى: لكن ربّ العالمين [ليس كذلك]، قاله أكثر النحويين.

وبه قال الفخر: أنه استثناء منقطع كأنه قال لكن رب العالمين ليس عدو لي.

ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[09 - 01 - 08, 11:18 ص]ـ

بارك الله فيك

ولي سؤال لم أفهم لماذا "وكان مقتضى السياق ومقتضى حال إبراهيم - عليه السلام - مع الأصنام أن يقول "فإني عدو لهم"" كما جاء في سؤالك

ـ[أبو محمد الأنصاري]ــــــــ[09 - 01 - 08, 11:47 ص]ـ

بارك الله فيك

ولي سؤال لم أفهم لماذا "وكان مقتضى السياق ومقتضى حال إبراهيم - عليه السلام - مع الأصنام أن يقول "فإني عدو لهم"" كما جاء في سؤالك

أخي الكريم وأنت بارك الله فيك

وما عنيته هو ان السياق يتكلم عن الأصنام والحال أن الصنم حجر لا يبدأ بالعداوة فالسياق يقول "فإني [أي إبراهيم عليه السلام] عدو لهم" وليس "فإنهم عدو لي" كما إن إبراهيم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هو البادئ بسبهم وعيبهم بل وتكسيرهم فهو عدوهم إلا أن تعتذر عن ذلك بوجه من الوجوه.

والله أعلى وأعلم

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير