[شرح نظم نهاية التدريب في المذهب الشافعي من أعضاء الملتقى]
ـ[عَدي محمد]ــــــــ[17 - 08 - 08, 11:12 م]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئاتِ أعمالِنا. من يهدِ الله فهو المهتدِ ومن يضللْ فلن تجد له وليًّا مرشدا
أما بعدُ:
فهذه جُمل على نهاية التدريب تفك عبارتها وتشرح مقصودها جَمعتها من بعض كتب المذهبِ وليس لي إلاَّ الجمع والنقل والترتيب.
والمقصود من هذه الجمل جمع المسائل الغريبة المنتشرة في الكتب وليس شرح للكتاب
وإن كنت لست لذاك أهلا وإنما هي تذكرةٌ لي ولإخواني
وكما قال الأهدل رحمه الله في القواعد الفقهية:
وَإِنْ أَكُنْ لَسْتُ لِذَاكَ أَهْلاَ .. فَمَطْلَبِيْ مِنْهُ الدُّعَاءُ فَضْلاَ
وَأَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى فِيْهَا .. إِعَانَةً بِحَقِّهِ يُوْفِيْهَا
وقد كنا مرَّةً في درسٍ لشيخنا محمد شُقِير حفظه الله تعالى قال حفظه الله:
دُعينا مع الشيخ حسَن حَبَنَّكة رحمه الله تعالى إلى حفل ديني فذهبنا وكان كثير من العلماء قد حضر هذه الحفل فطلبوا من الشيخ حسن حبنكة الكلامَ فقام: فلما أراد الكلامَ بكى ثم قال:
خَلَتِ الدِّيَارُ فَسُدتُّ غَيْرَ مُسَوَّدِ .. وَمِنَ الْبَلاَءِ تَفَرُّدِيْ بِالسُّؤْدَدِ
-وقد قيل:
تَصَدَّرَ لِلتَّدْرِيْسِ كُلُّ مُهَوَّسِ .. بَلِيْدٍ تَسَمَّى بِالْفَقِيْهِ الْمُدَرِّسِ
فَحُقَّ لأَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ يَتَمَثَّلُوْا .. بَيْتٍ قَدِيْمٍ شَاعَ في كُلِّ مَجْلِسِ
لَقَدْ هَزُلَتْ حَتَّى بَانَ مِنْ هُزَالِهَا .. كُلاَهَا وَحَتَّى سَامَهَا كُلُّ مُفْلِسِ
وإنما المقصود كما ذكرتُ مدارسة العلم مع إخواني، ومن كان عنده فائدة فليذكرها لنا ولا يبخل علينا حتى يعمَّ الانتفاع بين طلاب العلم.
وقد قيل:
مَنْ ذَاكَرَ الْعِلْمَ وَدَارَسَهْ .. صَلَحَتْ دُنْيَاهُ وَآخِرَتُهْ
فَأَدِمْ لِلْعِلْمِ مُدَارَسَتُهْ .. فَدَوَامُ الْعِلْمِ مُذَاكَرَتُهْ
وهذه الدراسة على مذهبِ سيِّدِنَا الإمام أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه وخاصةً وأن طلبة العلم في زماننا قد تركوا المذاهبَ وكتبَها وأقبلوا على دراسة كتب الحديث وهو خير ولكن هل ينفع حديث بلا فقه؟؟؟
فلربما أن طالبًا قرأ حديثًا بالأمر بشيء فعَمِلَه وتَمَّ إجماع العلماء على عدم العلم بهذا الحديث لسبب ما فماذا يصنع والحالة هذه؟.
وقد ذكر الحافظ ابن رجب الحنبلي أحاديث في شرحه للعلل لم يأخذ بها أهل العلم.
فلاَ بُدَّ منَ الفقهِ وقد قال ابن الْوَرْدِي:
وَالْعُمْرُ عَنْ تَحْصِيْلِ كُلِّ عِلْمِ .. يَقْصُرُ فَابْدَأْ مِنْهُ بِالأَهَمِّ
وَذَلِكَ الْفِقْهُ فَإِنَّ مِنْهُ .. مَا لاَ غِنًى في كُلِّ حَالٍ عَنْهُ
وقال الشيخ صادق حبنكة رحمه الله تعالى:
يَا مَنْ يَرُوْمُ مِنَ النَّجَاحِ سَنَامَهُ .. اِرْكَبْ جَوَادَ الْفِقْهِ وَاجْهَدْ في الطَّلَبْ
إِنَّ الْفَقِيْهَ هُوَ الْمُقَدَّمُ في الْوَرَى .. وَبِقَدْرِ قَدْرِ الْفَنِّ تَرْتَفِعُ الرُّتَبْ
وقد تَمَّ الإجماع على هذه المذاهب الإربعة ومن خرج عنها فلا يُعْتَدُّ به عند أهل العلم
قال في المراقي:
وَالْمُجْمَعُ الْيَوْمُ عَلَيْهِ الأَرْبَعَهْ .. وَقَفْوُ غَيْرِهَا الْجَمِيْعُ مَنَعَهْ
حَتَّى يَجِيْءَ الْفَاطِمِي الْمُجَدِّدُ .. دِيْنَ الْهُدَى لأَنَّهُ مُجْتَهِدُ
وقال:
فَكُلُّ مَذْهَبٍ وَسِيْلَةً إِلَى .. دَارِ الْحُبُوْرِ وَالْقُصُوْرِ جُعِلاَ
وقد وَقَعَ اختيارُ الإخوان على متن الغاية والتقريب لأبي شجاع رحمه الله تعالى
وقد اخترتُ للدراسةِ نظمَ هذا المتن وهو نهاية التدريب وذلك أن مشايخنا قد نصحونا به. فقد سألت الشيخ محمد شقير عنه فقال: كان الشيخ حسن حبنكة يهتم به كثيرا ويحبه ويدرسه.
وسألت الشيخ صادق حبنكة عنه وعن نظم التحرير فقال: هو أسهل وأيسر.
وقد قالوا عن النهاية:
يَا طَالِبَ الْفِقْهِ خُذْ أُرْجُوْزَةً نُظِمَتْ .. نَظْمَ اللآَّلِيءِ بِأَسْلاَكٍ مِنَ الذَّهَبِ
فَهْيَ الَّتِيْ تَمْنَحُ الطُّلاَّبَ مَعْرِفَةً .. وَحِفْظُ أَحْكَامِهَا يُغْنِيْكَ عَنْ كُتُبِ
فَنَبْدَأُ به مستعينين بالله تعالى متوكلين عليه وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وكما قال الإمام الشاطبي رحمه الله:
¥