تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[فَائِدَةٌ] ذَكَرَ الْعَلَّامَةُ الْمَرْحُومُ الشَّيْخُ خَلِيلٌ الْكَامِلِيُّ فِي حَاشِيَتِهِ عَلَى رِسَالَةِ الأسطرلاب لِشَيْخِ مَشَايِخِنَا الْعَلَّامَةِ الْمُحَقِّقِ عَلِيٍّ أَفَنْدِي الدَّاغِسْتَانِيِّ أَنَّ التَّفَاوُتَ بَيْنَ الْفَجْرَيْنِ وَكَذَا بَيْنَ الشَّفَقَيْنِ الْأَحْمَرِ وَالْأَبْيَضِ إنَّمَا هُوَ بِثَلَاثِ دُرَجٍ.

ويناقض نتائج دراسة لجنة الشيخ الخثلان دراسة الشيخ عبد الملك كليب والتي حددت وقت الفجر الصادق بـ 16 درجة تحت الأفق، ونتيجته هي خلاصة دراسات ومتابعات ميدانية أيضا.

فتبين من هذا أن الفلكيين وإن انضبطت حساباتهم في تحديد أقسام الشفق الفلكي والبحري والمدني إلا أنهم اضطربوا في تحديد المناسب منها للفجرالصادق الشرعي والذي تدل عليه النصوص، وذلك بناء على أن بداية وقت الفجر المحددة بظهور البياض في الأفق مستطيرا لا يمكن تحديد درجتها بدقة، فاختلفت أنظار الرائين والسابرين في الضوء المستطير هل هو هذا أو غيره ...

ثم وقفتُ على كلام لبعض الباحثين أجلى لي الكثير من الإشكالات حول تعارض أقوال الفلكيين في الشفق الفلكي أو الفجر الفلكي، حيث ذهب ذلك الباحث إلى أن البياض المعترض في الأفق أو الضوء الساطع المستطير في الأفق لا يكفي حتى يعترض الضوء الأحمر أخذا بما ورد صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم: لا يهِيدَنّكم الساطع المصعّد فكلوا واشربوا حتى يعترض لكم الأحمر وفي رواية: ليس الفجر بالأبيض المستطيل في الأفق، ولكنه الأحمر المعترض. حسنهما العراقي في تخريج الإحياء والأول منهما في صحيح ابن خزيمة/1930 باب الدليل على أن الفجر الثاني الذي ذكرناه هو البياض المعترض الذي لونه الحمرة .. وحسنه الترمذي/705 والألباني، والثاني صححه الألباني في صحيح الجامع/5378 وحسنه الأرنؤوط في مسند أحمد/16334. قال الخطابي: (معنى الأحمر ها هنا أن يستبطن البياض المعترض أوائل حمرة، وذلك أن البياض إذا تتام طلوعه ظهرت أوائل الحمرة، والعرب تشبّه الصبح بالبلق من الخيل لما فيه من بياض وحمرة) انظر عون المعبود/ باب وقت السحور. أهـ كلام الباحث محمد بن أحمد التركي.

وفي بحثه هذا يعتبر الإسفار الذي شرحناه هو أول وقت الفجر بل أثبت هذا الباحث أن هناك لجان مراقبة أثبتت طلوع الفجر بظهور الضوء الأبيض المستطير في الأفق في 19 درجة تحت الأفق وهو معيار أم القرى، و18 درجة وهو معيار رابطة العالم الإسلامي والعجيري، كما يذهب هذا الباحث إلى أن ورود الحمرة في بعض الأحاديث يجب المصير إليه لعدم وجود ما يعارضه!

والعجيب أن الباحث نفسه نقل عن ابن رشد في بداية المجتهد وصف من اعتمد الحمرة بداية لوقت الفجر أنه شاذ، ولكنه نفى الشذوذ بتوارد الأحاديث التي تتحدث عن الإسفار على تعضيد معنى حديث الحمرة.

وقد أثنى الباحث المذكور على كلام الشيخ الخثلان واعتمد تقويم جمعية مسلمي أمريكا الشمالية (إسنا) الذي أثبت ظهورالفجر عند حوالي 15 درجة. يقول: فقد خرجت على هذا عدة لجان لرؤية الفجر وأثبتت ظهور الأبيض المعترض قبل الشروق بحوالي 19 درجة، أي على تقويم أم القرى، وأثبت غيرهم ظهوره بعد ذلك على 18 درجة، أي على تقويم رابطة العالم الإسلامي، والتي كان عليها تقويم أم القرى قبل تقديمه احتياطا، فأيهم الصواب؟ وماذا عن الأبيض المستفيض في السماء والأحمر المعترض في الأفق وانفساح البصر على الأرض حتى يرى الناس مواقع نبلهم؟ وماذا عن الأمر بالإسفار؟ فكيف نرفض كل هذا وغيره مما تقدم ونعارضه بمجرد فهمنا للتغليس والخيط الأبيض؟! حتى قال من قال بالشذوذ لبعض ما ثبت، ورده غيره لاحتمال نسخه، أو حُمل على محمل بعيد ...

والعيب ليس في علمائنا، ولا عجب أن يخطئ الإنسان، والله غالب على أمره ولا تبديل لحكمه سبحانه أهـ كلامه.

ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[10 - 09 - 08, 11:33 ص]ـ

الفصل الثالث:

في بيان التحقيق في وقت الفجر وما يجب فعله وما يسوغ وما لا يجوز.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير