قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم: " ومن ذلك (أي الأمور التي استحسنها العلماء للمصلحة) القصص وقد سبق قول غضيف بن الحارث إنه بدعة وقال الحسن إنه بدعة ونعمت البدعة كم من دعوة مستجابة وحاجة مقضية وأخ مستفاد وإنما عني هؤلاء بأنه بدعة الهيئة الاجتماعية عليه في وقت معين فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن له وقت معين يقص على أصحابه فيه غير خطبته الراتبة في الجمع والأعياد وإنما كان يذكرهم أحيانا أو عند حدوث أمر يحتاج إلى التذكير عنده ثم إن الصحابة رضي الله عنهم اجتمعوا على تعيين وقت له كما سبق عن ابن مسعود أنه كان يذكر أصحابه كل يوم خميس وفي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال حدث الناس في كل جمعة مرة فإن أبيت فمرتين فإن أكثرت فثلاثا ولا تمل الناس وفي المسند عن عائشة رضي الله عنها أنها وصت قاص أهل المدينة بمثل ذلك وروى عنها أنها قالت لسعيد بن عمير حدث الناس يوما ودع الناس يوما وروى عن عمر بن عبد العزيز أنه أمر القاص أن يقص كل ثلاثة أيام مرة وروى عنه أنه قال رَوِّح الناس ولا تثقل عليهم ودع القصص يوم السبت ويوم الثلاثاء " انتهى.
الخلاصة:
مما سبق يتبين لنا أن الجلوس بين ركعات التراويح مشروع في الجملة، وأن هذا الوقت كان مستثمرا من قبل السلف فيما هو نافع، ولا تحديد لشيئ معين يفعل فيها لا في كتاب الهن ولا في سنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
وبحسب القاعدة العامة في تحديد وقتٍ لوعظِ الناس وتذكيرهم؛ بناء على ما ورد عن الصحابة ومن بعدهم؛ فلا مانع شرعا من استثمار ما بين ركعات التراويح لوعظ الناس وتذكيرهم وذلك بشروط:
1 ـ أن يغلب على الظن انتفاع الناس بذلك.
2 ـ ألا يعتقد التقرب إلى الله بتحديد هذا الوقت للموعظة.
3 ـ ألا يصل به إلى حد إملال الناس وتزهيدهم في العلم.
4 ـ الأفضل ألا يفعله بصورة يومية دائمة ولا في وقت واحد ثابت، بل يفعله ويتركه، ويقدمه ويؤخره، خروجا من خلاف من أطلق البدعية.
5 ـ الأولى أن يكون بعد التراويح لئلا يشق على من أراد الانصراف مبكرا.
ملحوظة:
كُتبت هذه السطور على عجل رجاء المنفعة وطرحها للنقاش بين الإخوة، راجيا من الله تعالى أن يعين على إتمامها في المستقبل.
ـ[إسماعيل سعد]ــــــــ[10 - 09 - 08, 01:17 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الكريم أحسنت والله وأفدت.
وهذه المسألة من غريب ما سمعت!
فهل معنى أن شيئا لم يرد أنه لا يجوز فعله؟
هل هذا المنهج هو ما اعتمده صحابة النبي وتابعيهم؟
هل ما لم يرد فعله يُساوى بما ورد النهي عن فعله؟
بمعنى أنه لم يرد التذكير بين التراويح بالدروس والمواعظ فنعتبر نحن أن المسنون النهي عن فعل ذلك بحيث لو فعله أحد عُدّ مبتدعًا أي ممن يستوجبون نار جهنم لأنهم يفسدون الدين؟!!
وما الفرق بين هذا وبين منطقة السكوت الشرعي التي قال فيها النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها وحدّ حدودا فلا تعتدوها ونهى عن أشياء فلا تنتهكوها وسكت عن أشياء "رحمة بكم من غير نسيان" فلا تسألوا عنها) تلك المنطقة التي تجعل من الاجتهاد بالقياس والمصالح المرسلة وسد الذرائع وغيرها من الأصول الشرعية مسرحًا لإفادة الخلق وصلاح أحوالهم بما لا يتعارض مع روح الشرع؟
لماذا نستفيض ونتساهل في إطلاق مصطلح البدعة هذه الأيام حتى أصبح دعوى إلى التبطيء والتقاعس والتثبيط عن العمل، وإذا سألت هؤلاء عن دليل حكمهم بالتبديع - وبالتالي التفسيق- قال لك: لأنه لم يرد، فقلبوا ما لم ينص عليه الذي تُرك قصدا من غير نسيان ليكون رحمة للخلق إلى النص على خلافه ليكون الواقع فيه هالكا فتكون منطقة عذاب!
ـ[عبد الحميد الفيومي]ــــــــ[11 - 09 - 08, 02:47 ص]ـ
للرفع إن شاء الله
ـ[أبو مهند المصري]ــــــــ[19 - 09 - 08, 04:52 م]ـ
الموعظة بين التروايح ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147072)
ـ[عبدالعزيز محمد أمين]ــــــــ[13 - 08 - 10, 01:44 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هل هناك جواب لهذا السؤال:
هل ما لم يرد فعله يُساوى بما ورد النهي عن فعله؟
ـ[أبو سليمان الجندى الأثرى]ــــــــ[13 - 08 - 10, 06:50 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هل هناك جواب لهذا السؤال:
هل ما لم يرد فعله يُساوى بما ورد النهي عن فعله؟
و عليكم السلام ورحمه الله وبركاته ,,
اخى الحبيب بارك الله فيكم ,,
الاصل فى العبادات التوقيف و أى انه لا يجوز التعبد الى الله تعالى , إلا بدليل ,,
و التراويح , او قيام الليل , عباده , لا يخالظها شئ من المواعظ و التذكير إلا للضروره , حيث أن فعله صلى الله عليه وسلم , انه كان يصلى فقط ,, و غنما سمى قيام ليل , و ليس موعظه ليليه ,,
فيشرع فيه الصلاه , و ذكر الله تعالى , اما الموعظه لتذكير الناس و تكون دائماً بين الركعات , فهذا لا دليل عليه من السنه ,,
و ما لم يكن فى السنه - عبادات - فهو بدعه ,, فمن يفعل ذلك , يدعى انه يتقرب الى الله سبحانه و تعالى بشئ أفضل مما تقرب به رسول الله صلى الله عليه وسلم و الصحابه ,,
فمن زاد فى العباده فقط أساء ,, و عليه الدليل؟؟ , و ليس العكس ,,
بارك الله فيكم ,,
غن كان هناك خطا فهو منى و الله و رسوله صلى الله عليه وسلم منه براء
¥