تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

العبادات التوقيف، والمستقر عند الثقات من الأولين، وعند المتأخرين المتابعين لهم أن عرض المسعى في أوسع امتداد له لا يزيد عن ستة وثلاثين ذراعاً، ولم يرد عنهم إجزاء الطواف في عرض أوسع من هذا بكثير، ولا يسعنا إلا ما وسعهم، كما أن من المستقر عندهم عدم وجود امتداد بعيد للصفا والمروة أبعد مما عهده السابقون، فلا حجة للاستشهاد بقول شاعر جاهلي لم يفقه مناسك الحج التي أداها رسول الله صلى الله عليه وسلم وبلغها أمته، ومنها سعيه صلى الله عليه وسلم في بطن الوادي وهو مكان محدد، ولا عبرة بشهادة العوام ممن ليس لهم دراية ولا رواية، وكيف يعرض المجيزون لتوسعة عرض المسعى عن فتاوى العلماء ممن تقدم عليهم بعقدين أو ثلاثة عقود فقط، ويأخذون بآراء أشخاص أحياء الآن يُزعم أن لهم معرفة بحدود جبلي الصفا والمروة قبل رصف جوانب الوادي الواقع بينهما؟ لا ريب أن مقاييس الإنصاف تأبى هذا، وتلزم بإتباع فتوى أهل العلم لا سيما، وقد استعانوا بأهل المعرفة، والخبرة بالآثار المكانية من المؤرخين والجغرافيين و المكيين.

فيتعين على هؤلاء المجيزين الكف عن القول بالجواز، وعلى من جعل لهم الله عز وجل ولاية على البيت الحرام الرجوع إلى أقوال أهل العلم في هذا الأمر التعبدي التوقيفي، وعدم الالتفات إلى الآراء المبيحة لتوسعة عرض المسعى، وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه؛ لأن منسك السعي ركن عند جمهور الفقهاء، والسعي خارج نطاقه غير صحيح ولا يعتبر صاحبه ساعيا، ومن ثم لا يتم حجه ولا عمرته، ويلزمه أن يكون باقيا على إحرامه حتى يسعى في المكان المجزئ، ولا يخفى ما في هذا من المشقة، إذ يلزم في الغالب رجوع من لم يتم سعيه من بلده مرة أخرى، ولا تبرأ ذمته عند ربه ما دام حياً.

هذا كل ما يسر الله لي جمعه وتقييده في هذا الموضوع، فإن أصبت فمن الله وحده، وله الحمد والمنة، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان، وأستغفر الله وأتوب إليه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيد الأولين والآخرين، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين.

اطلع على مضمون الرسالة ووافق عليها الشيخ محمد الأمين بن محمد بيب حفظه الله ورعاه

ـ[عمر سالم اطلوبة]ــــــــ[17 - 10 - 08, 01:10 ص]ـ

شكر الله لكم وبارك فيكم على ما تبذلونه من جهد لنفع طلبة العلم

ـ[أبو تميم الكناني]ــــــــ[18 - 10 - 08, 12:27 م]ـ

بارك الله فيك أخي الكريم عمر سالم

وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير