تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وفي مبحث حكم من أكره على فعل هذا الدرس من الأئمة، بينت أن الإكراه لا يجوز وأنه تعد على الحريات الفكرية، كما بينت أنه يجوز للأئمة فعله اضطرارا، وفي الوقت ذاته لا يجوز لهم بتاتا أن يفتوا بجوازه ما داموا يعتقدون بدعيته، لأن ذلك يعتبر تحليلا لما تعتقدون حرمته، واستشهدت بكلام لابن تيمية في هذه القضية الأخيرة، فعلق الكاتب:"هكذا تحولت سنة حميدة ثابتة عن السلف والخلف، إلى ردة توجب الكفر والعقوبة في الدنيا والآخر"، وهذا إما سوء فهم، وإما تلبيس متعمد، وأحلاهما مر لأنه لا يحق لمن لا يفهم الكلام العربي أن يتكلم في مسائل الشريعة، فإنه ثمة بونا شاسعا بين أن تقول:" من ترك الجمعة كافر" وأن تقول:"من استحل ترك الجمعة كافر". وفي موضع بيان حكم هذا الدرس صرحت أنه من البدع الإضافية، ولم أقل إنه ردة كما زعم هذا المبطل.

قال أحمد بري:" ولهذا أقول بكل قوة واطمئنان إن هذه الدروس بدعة بصفتها التي وصفت بها وهي الضلالة التي جاءت بدعيتها"، هل معنى هذا أن أحمد بري كان يبدع شيخه الإبراهيمي، ولما أيده أحمد حماني هل معنى ذلك أنه يضلل شيخه ابن باديس؟ طبعا هذا تساؤل وشبهة ترد على كثير من الناس، وهذا ما أجبت عنه في مطلب خاص قلت فيه: " فهذا الدرس بالنسبة لأهل ذلك الزمان بمثابة الميتة التي يجوز أكلها للمضطر، وما جاز في مثل هذه الحال لا يعني جوازه بكل حال، فضلا عن أن يفرض فرضا".

فأنكر الكاتب قولي:"بمثابة الميتة" أي في الجواز، وكان بإمكاني أن أقول:"بمثابة خرق الخضر عليه السلام للسفينة"، والمقصود واضح ولا يعني ذلك تشبيه الدرس بالميتة من كل وجه إلا عند من لا يفهم العربية، وهذا أسلوب معروف عند الفقهاء، ومن ذلك قول مسروق من كانت تحته أمة فوجد سعة ونكح حرة طلقت الأمة وحرمت عليه كالميتة تكون عند المضطر ثم يجد ما يأكل.

وأما قول الكاتب:"بل ويصرح هذا الجاهل"، فيجعلني أتساءل عن معيار العلم والجهل عنده؟ وقد اطلع الناس على سوء فهمه وعدم إدراكه لأوليات العلم، وعلى كل لا يزال الناس يتساءلون كيف تحول هذا الكاتب إلى شيخ يفتي ويحلل ويحرم، على أن أكثر ما يكتبه وشاية وشتم لأعلام السلف والخلف من أمة الإسلام، والذي أعلمه أنه لا اختصاص له بالشريعة ولا شهادة له في هذا الباب ولا إجازة، -والعبد الضعيف الموصوف بالجهل له شيء من الاختصاص وبعض الشهادات والحمد لله وحده-ولو كان الكاتب طلب العلم لأدبه ولما تطاول على أكابر علماء السلف ونهش لحومهم حتى أصبح معروفا بذلك، كما هو معروف بالتحريش وإثارة الفتن ولقد كان أبشع ما رأيت له فتوى نشرها في أسبوعية العربي قف لها شعري صرح فيها بوجوب هدم مسجد جديد في "الجلفة" واعتبره مسجدا ضرارا، لأن الإمام الذي عينته فيه الإدارة حسب سائله حنبلي! وحق لنا أن نتساءل بعد ذاك، هل الفتوى في دين الله تجوز لكل من هب دب؟ وكيف يمر كلامه بصفة عادية على مسؤولي الجرائد مع ما فيه من قذف وشتم وإثارة للفتن والأحقاد بين المسلمين، نسأل الله تعالى لنا ولهم الهداية والتسديد.

ـ[أبو عبد المؤمن الجزائري]ــــــــ[20 - 10 - 08, 12:39 م]ـ

عذراً على التأخر

شيخنا نفع الله بك

ليتك ترفق البحث المشا إليه هنا

كوني لم أجده يباع عندنا في المكتبات

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير