وفي أخرى له من شرب في إناء من ذهب أو فضة فإنما يجرجر في بطنه نارا من جهنم.انتهى.
ـ وفي غاية المرام: 116 - (صحيح)
عن أم سلمة (ر) أن الذي يأكل ويشرب في آنية الذهب والفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم أخرجه مسلم أنظر تخريج الشيخ هناك.
ـ وزيادة الأكل والذهب أثبتها طائفة: يتبين ذلك من قول الشوكاني في النيل: قَالَ النَّوَوِيُّ: قَالَ أَصْحَابُنَا: انْعَقَدَ الْإِجْمَاعُ عَلَى تَحْرِيمِ الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ وَسَائِرِ الِاسْتِعْمَالَاتِ فِي إنَاءِ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ إلَّا رِوَايَةً عَنْ دَاوُد فِي تَحْرِيمِ الشُّرْبِ فَقَطْ وَلَعَلَّهُ لَمْ يَبْلُغْهُ حَدِيثُ تَحْرِيمِ الْأَكْلِ، وَقَوْلٌ قَدِيمٌ لِلشَّافِعِيِّ وَالْعِرَاقِيِّينَ فَقَالَ بِالْكَرَاهَةِ دُونَ التَّحْرِيمِ، وَقَدْ رَجَعَ عَنْهُ.وَتَأَوَّلَهُ أَيْضًا صَاحِبُ التَّقْرِيبِ وَلَمْ يَحْمِلْهُ عَلَى ظَاهِرِهِ فَثَبَتَتْ صِحَّةُ دَعْوَى الْإِجْمَاعِ عَلَى ذَلِكَ، وَقَدْ نَقَلَ الْإِجْمَاعَ أَيْضًا ابْنُ الْمُنْذِرِ عَلَى تَحْرِيمِ الشُّرْبِ، فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ إلَّا عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ.
وَقَدْ أُجِيبُ مِنْ جِهَةِ الْقَائِلِينَ بِالْكَرَاهَةِ عَنْ الْحَدِيثِ بِأَنَّهُ لِلتَّزْهِيدِ بِدَلِيلِ أَنَّ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَكُمْ فِي الْآخِرَةِ وَرُدَّ بِحَدِيثِ {فَإِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ} وَهُوَ وَعِيدٌ شَدِيدٌ وَلَا يَكُونُ إلَّا عَلَى مُحَرَّمٍ، وَلَا شَكَّ أَنَّ أَحَادِيثَ الْبَابِ تَدُلُّ عَلَى تَحْرِيمِ الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ.انتهى.
ـ فالظاهر أن قولهم: وَهُوَ وَعِيدٌ شَدِيدٌ يعني على الأكل والشرب في آنية الذهب والفضة. وهذا فرع عن ثبوت الزيادة عندهم. والله أعلم.
ـ واحتج به ابن حزم في المحلى فهو منه تصحيح له فرواه في المحلى من طريق على بن مسهر عن عبيد الله بن عمر عن نافع مولى ابن عمر عن زيد بن عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبى بكر الصديق عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ان الذي يأكل ويشرب في آنية الذهب والفضة (3) انما يجرجر في بطنه نار جهنم) *. قلتُ: هذا بناء على أصله في قبول زيادة الثقة مطلقا. والله أعلم.
ـ في المنتقى للمجد: (وَعَنْ أُمّ سَلَمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {إنَّ الَّذِي يَشْرَبُ فِي آنِيَةِ الْفِضَّةِ إنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ}.
مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَلِمُسْلِمٍ: {إنَّ الَّذِي يَأْكُلُ أَوْ يَشْرَبُ فِي إنَاءِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ}).
65 - (وَعَنْ عَائِشَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي الَّذِي يَشْرَبُ فِي إنَاءِ فِضَّةٍ: {كَأَنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارًا}.
رَوَاهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَاجَهْ).
ـ قال الشوكاني: حَدِيثُ أُمِّ سَلَمَةَ أَخْرَجَهُ أَيْضًا الطَّبَرَانِيُّ وَزَادَ (إلَّا أَنْ يَتُوبَ) وَقَدْ تَفَرَّدَ عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ بِزِيَادَةِ إنَاءِ الذَّهَبِ الثَّابِتَةِ عِنْدَ مُسْلِمٍ. انتهى.
ـ قلتُ: وقد علِمتَ ممَّا سبق أن علي ابن مسهر تفرد بزيادة الأكل والذهب على أن زيادة الذهب ثبتت من وجه آخر في صحيح مسلم. والله أعلم.
ـ وقد صرَّح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في موضع من شرح صحيح مسلم أنه قد جاء الوعيد على الأكل والشرب من آنية الذهب والفضّة. شريط رقم 09 وجه ب شرح حديث رقم 363من كتاب الحيض. وذكر رحمه الله في شرح بلوغ المرام أن القاعدة أن ما جاء عليه الوعيد فهو من الكبائر.
ـ وللبحث تتمة ولمَّا يَكمل.
هل الأكل من آنية الذهب والفضة من الكبائر؟ مادليل ذلك من الأثر؟
ـ وانظر هنا: http://majles.alukah.net/showthread.php?p=195256#post195256
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[22 - 02 - 09, 02:18 م]ـ
ـ قول الشيخ رحمه الله تعالى: فإن قيل: الأحاديث في الآنية نفسِها، فكيف حُرِّم المضبَّبُ؟
فالجواب: أنه ورد في حديث رواه الدَّارقطني: «إِنَّه من شَرِب في آنية الذَّهب والفِضَّة، أو في شيء فيه منهما» انتهى.
¥