[إعلام الجماعة بأحكام النخاعة]
ـ[ابو عبد الله غريب الاثري]ــــــــ[30 - 10 - 08, 02:03 م]ـ
[إعلام الجماعة بأحكام النخاعة]
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَث مِنْهُمَا رِجَالاً َّكَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبا.)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً.)
ألا وإنَّ أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد e وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
أما بعد:
فقد دار نقاش بيني وبين أحد الإخوة أصلحهم الله تعالى حول حكم بلع الصائم للنخامة هل يفطر بذلك أو لا يفطر، وبعد أخذ وردّ وعرض للأدلة والأحاديث المتعلقة بالمسألة خلصت أنا أنّ الصائم لا يفطر بابتلاع النخامة اعتمادا على الأدلة التي سأنقلها فيما بعد إن شاء الله تعالى واتباعا لكبار علماء الإسلام كابن تيمية وابن عثيمين وغيرهم رحمهم الله تعالى.
وخلص هذا الأخ وفقه الله لكل خير إلى أنّ ابتلاع النخامة للصائم يفسد الصوم ويبطله لا لأدلّة اقتنع بها ولا لقواعد اعتمد عليها ولكن تقليدا منه غفر الله لنا وله لبعض المشايخ العلماء. وقد أنكرت عليه ذلك أشدّ الإنكار لا لأجل تبنيه قولا أعتقد وأرى خلافه ولكن لأجل التقليد الأعمى للمشايخ الذين أجزم أنّهم لا يقرونه على صنيعه هذا خاصة وهو يدّعي طلب العلم والتمسك بالمنهج السلفي المبارك، وقد غفل هذا الأخ غفر الله له أنّ من أصول الدعوة السلفية نبذ التكودن والتمذهب والعصبية للرجال، وهذا لايعني طبعا ازدراء أعمال الأئمّة السابقين والتقليل من شأن أقوالهم وعدم النظر فيها بل أنا أعتقد أنّ من قال قولا ليس له فيه إمام خشي عليه الغلط. فالواجب على طالب العلم أن يعف نفسه عن تهمة التقليد الأعمى المبني على تقديس الرجال بل يجب عليه أن يوسع دائرة التلقي فلا يتلقى من شيخ واحد ولا يعتمد إلا على أقوال ذلك الشيخ، وإلا فإنّ هذا التقديس للشيوخ قد يؤدي إلى ما لا يحمد عقباه، فأقول لهذا الأخ _وأمثاله كثير للأسف_ كان المفروض والمتعين علينا نحن الذين ندّعي السلفية أن نتعاون معا لنشر هذا المنهج المبارك كل بما آتاه الله وما كان يجدر بنا ونحن ننهل من منبع واحد أن نتجادل ونتشاجر ونتباغض ونحسد بعضنا بعضا، فكيف ندعوا الناس إلى منهج لم نحسن تطبيقه وإلى أخلاق لم نتحلى بها؟
إنّ الواجب على الإخوة السلفيين أن يكونوا جميعا غير متفرقين، يدا واحدة في نشر الدعوة الحق، يد واحدة في الوقوف أمام الدعوات الباطلة من إخوانية وسرورية وقطبية وتبليغية وغيرها من دعوات الشر.
أسأل الله أن يصلح هذا الأخ ويصلحنا معه وأسلأه تعالى أن يوّحد صفوف السلفيين في أي مكان كانوا والحمد لله رب العالمين.
والآن إلى صلب الموضوع:
1) النخاعة لغة:
قال صاحب مختار الصحاح في مادة ن خ ع: النُّخَاعَةُ بالضم النُّخَامة و تَنَخَّعَ فلان أي رمى بنُخاعته. (1/ 271).
وفي اللسان لابن منظور: و النُّخاعةُ، بالضم: ما تَفَلَه الإِنسان كالنُّخامةِ. و تَنَخَّع الرجلُ: رمَى بنُخاعتِه. وفي الحديث: النُّخاعةُ في المسجد خَطِيئةٌ، قال: هي البَزْقةُ التي تخرج من أَصل الفم مما يلي أَصل النّخاعِ. قال ابن بري: ولم يجعل أَحد النُّخاعة بمنزلة النخامة إِلاَّ بعض البصريين، وقد جاء في الحديث. (8/ 349).
قال الحافظ في الفتح (1/ 510): ولا فرق في المعنى بين النخامة والمخاط فلذلك استدل بأحدهما على الاخر. اهـ
¥