تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هل احتلم النبي صلّى الله عليه وسلّم؟

ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[01 - 11 - 08, 07:58 ص]ـ

سئل الإمام الشوكاني رحمه الله: ما تقولون - رضي الله عنكم وأرضاكم - في أنه ثبت في الخصائص النبويّة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، أن نبيَّ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لا يحتلم، وأن الاحتلام من قِبَل الشيطان - أعاذنا الله منه -، مع الحديث الثابت في الصحاح (رواه مسلم وغيره) عن أمِّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها زوج النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " كنتُ أفرُكُهُ من ثوبِ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ويصلِّي فيه " هذا معنى الحديث. أفيدونا جزاكم الله خيراً.

الجواب - والله الهادي - أنه قد ذهب جمعٌ من العلماء إلى استحالة الاحتلام في حقِّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، قالوا: لأنه من تلاعب الشيطان بالنائم، وجزموا بأن المنيَّ الذي كان على ثوبه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ليس إلاّ من الجماع، ويقوِّيه أنه لا ملازمة بين كون المنيّ موجوداً في ثوبه، وبين كونه عن احتلام، لا عقلاً ولا عادةً، لاحتمال أن يكون ممّا يبقى في الذَّكَرِ من أثر الجماع، أو ممّا يحصل عند مقدِّمات الجماع، كما حكى ذلك النووي عن جماعة من العلماء.

وذهب قوم جمعٌ إلى منع الاستحالة، ومنع كون الاحتلام من تلاعب الشيطان، وجزموا بأنه جائزٌ منه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وبأنه من فيضِ البدنِ الخارجِ في بعض الأوقات.

فالقائلون بأن عدم الاحتلام من خصائصه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هم الأوّلون، ولا يُشكِلُ الحديثُ على قولهم، لأنهم قد تخلَّصوا عنه بما سلف.

والقائلون بأن ذلك ليس من خصائصه، وهم الآخرون، لا إشكال يَرِدُ عليهم، والله أعلم.

الفتح الرباني من فتاوى الشوكاني (ص 2580 - 2583)

ـ[سعد مطر الحسيني]ــــــــ[13 - 01 - 09, 02:55 ص]ـ

فائدة نفيسة بارك الله فيك وجزاك الله خيرا ..

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير