بسم الله الرحمن الرحيم
كان على الأخ الكريم- هداني الله وإياه إلى الحق- أن يرجع إلى كتب أهل العلم قبل أن يتقول على أهل العلم بغير علم.
فقولك أن ابن عباس قد جمع في المطر يفتقر إلى الصحة قول إنسان لم يطلع على شيء من المسألة ,فهذا مارواه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما
: (أن النبي صلى الله عليه و سلم صلى بالمدينة سبعا وثمانيا الظهر والعصر والمغرب والعشاء فقال أيوب لعله في ليلة مطيرة؟ قال عسى). ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=922793&posted=1#_ftn1))
وهذا ما أخرجه الإمام أخرجه في الموطأ. (أن ابن عمر كان إذا جمع الأمراء بين المغرب والعشاء في المطر جمَعَ معهم) ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=922793&posted=1#_ftn2))
وهذا ما جاء في سنن البيهقي: (وَقَدْ رُوِّينَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ عُمَرَ الْجَمْعَ فِى الْمَطَرِ وَذَلِكَ يُؤَكِّدُ تَأْوِيلَ مَنْ أَوَّلَهُ بِالْمَطَرِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. أَمَّا الرِّوَايَةُ فِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فَقَدْ قَالَ الشَّافِعِىُّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِى الْقَدِيمِ أَخْبَرَنَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُبَيْبٍ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ جَمَعَ بَيْنَهُمَا فِى الْمَطَرِ قَبْلِ الشَّفَقِ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ أَبُو الشَّيْخُ الأَصْبَهَانِىُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ أَنَّ أَبَاهُ عُرْوَةَ وَسَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ وأَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِىَّ كَانُوا يَجْمَعُونَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ فِى اللَّيْلَةِ الْمَطِيرَةِ إِذَا جَمَعُوا بَيْنَ الصَّلاَتَيْنِ وَلاَ يُنْكِرُونَ ذَلِكَ.
وَبِإِسْنَادِهِ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَانَ يَجْمَعُ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ الآخِرَةِ إِذَا كَانَ الْمَطَرُ وَإِنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ وَعُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ وَأَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَمَشْيَخَةَ ذَلِكَ الزَّمَانِ كَانُوا يُصَلُّونَ مَعَهُمْ وَلاَ يُنْكِرُونَ ذَلِكَ.) ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=922793&posted=1#_ftn3))
وأظن ما ذكرته يبين لك كيف نزع الإمامان الجليلان استدلالهما.
وأما عن تقليدهما فهذا شرف لي أن أقلد هؤلاء الأعلام وما نقلته لك ياأخي الكريم هوقول أهل العلم , فتقليدهما ليست كبيرة من الكبائر, فخير لك أن تقلد مثل هؤلاء بدلا من أن تقلد من هو دونهما بدرجات. والمسألة فيها خلاف بين أهل العلم يرجع في ذلك إلى كتب الفقه وإن أردت أن أذكر لك ذلك فحبا وكرامة
فهذا ما جاء في نيل الأوطار: (- الحديث ورد بلفظ: (من غير خوف ولا سفر) وبلفظ: (من غير خوف ولا مطر) قال الحافظ: واعلم أنه لم يقع مجموعا بالثلاثة في شيء من كتب الحديث بل المشهور من غير خوف ولا سفر
قوله: (سبعا وثمانيا) أي سبعا جميعا وثمانيا جميعا كما صرح به البخاري في رواية له ذكرها في باب وقت المغرب
قوله: (أراد أن لا يحرج أمته) قال ابن سيد الناس: قد اختلف في تقييده فروي يحرج بالياء المضمومة آخر الحروف وأمته منصوب على أنه مفعوله وروي تحرج بالتاء ثالثة الحروف مفتوحة وضم أمته على أنها فاعله. ومعناه إنما فعل تلك لئلا يشق عليهم ويثقل فقصد إلى التخفيف عنهم. وقد أخرج ذلك الطبراني في الأوسط والكبير ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد عن ابن مسعود بلفظ: (جمع رسول الله صلى الله عليه و سلم بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء فقيل له في ذلك فقال: صنعت ذلك لئلا تحرج أمتي) وقد ضعف بأن فيه ابن عبد القدوس وهو مندفع لأنه لم يتكلم فيه إلا بسبب روايته عن الضعفاء وتشيعه والأول غير قادح باعتبار ما نحن فيه إذ لم يروه عن ضعيف بل رواه عن الأعمش كما قال الهيثمي والثاني ليس بقدح معتد به
¥