تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فنسأل الله لك التوفيق فقد قدمت رضى الله تعالى ومحبته. وما سمعت من أن العمل في البنوك الربوية لا يجوز، فهو سماع صحيح، لأن العمل فيها تعاون مع أصحابها على الإثم والعدوان. والله تعالى يقول: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله) [المائدة: 2]. والراتب الذي يتقاضاه العامل في البنك الربوي حرام، لأنه نتيجة عمل محرم. والمهر الذي دفعته من ذلك لا تلحقك منه تبعة الآن ما دمت قد تبت إلى الله تعالى من ذلك العمل وتركته، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أخطأ خطيئة أو أذنب ذنباً ثم ندم فهو كفارته" [رواه الطبراني وحسنه]. ونقول لك إن الراتب الذي تتقاضاه من العمل الحكومي المباح سيكون أكثر بركة وأنفع لك وإن كان أقل من الراتب الذي كنت تتقاضاه من ذلك العمل المحرم وإن كان أكثر. والله تعالى أعلم.

المفتي: مركز الفتوى

http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=1725&Option=FatwaId

**************************************

2- هل حكم العمل بقطاع معين بالبنك له علاقة مباشرة بالربا (كقطاع الإقراض الربوي) يكون مثل العمل في قطاع آخر أقل علاقة (كالبريد و الضيافة)؟

الإجابة:-

حكم العمل في أقسام البنوك الربوية التي لا صلة لها بالربا مباشرة

البنوك الآن فيها معاملات ربوية، وفيها معاملات غير ربوية، والذين يعملون فيها ربما تكون رواتبهم من المعاملات الحلال ليس من المعاملات الحرام، فما الحكم؟ [1]

لكن بهم قام الربا وبهم قام البنك، ولو لم يتوظف لما قام المنع؛ فهم أعانوا على إقامة البنوك الموجودة وتعاطي الربا، نسأل الله السلامة.

[1] من ضمن الأسئلة المقدمة لسماحته بعد شرح درس (بلوغ المرام).

مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد التاسع عشر

http://www.binbaz.org.sa/mat/3932

****************************************

3- هل يعذر العوام الذين يعملون بهذه البنوك؟

الإجابة: -

حكم من وقع في الربا دون علمه

امرأة كانت تقرض شخصاً ألف ريال على أن يردها ألف وثلاثمائة، وهي لا تعرف أن هذا ربا، فهل يلحقها شيء في ذلك؟ وماذا يجب عليها؟

هذا لا شك أنه ربا، فالذي فعل ذلك قبل أن يعلم لا شيء عليه، كما قال الله جل وعلا في كتابه العظيم: وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [1].

فبين سبحانه أن من جاءه موعظة من ربه؛ يعني عرف الحق ووعظ وذكر، فانتهى وتاب إلى الله فلا شيء عليه، ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون.

فيبين لنا سبحانه أن الواجب على من عرف الربا أن يحذره ويتباعد عنه، ويتوب إلى الله من ذلك.

وعلى المؤمن أن يسأل ويتفقه في دينه ويتعلم؛ حتى لا يقع فيما حرم الله عليه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين)) [2] متفق على صحته.

وهذا يدلنا: على أن الإنسان إذا تفقه في الدين وتبصر وتعلم، فهذا من الدلالة على أن الله أراد به خيراً، أما إذا استمر في الجهالة والإعراض، فهذا من علامة أن الله أراد به شراً - والعياذ بالله - وقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: ((من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً، سهل الله له به طريقاً إلى الجنة)) [3].

فالتعلم من أهم المهمات، والتفقه في الدين من أعظم الواجبات.

والواجب على المرأة المذكورة: أن تتصدق بالثلاثمائة التي حصلتها من طريق الربا، مع التوبة إلى الله سبحانه؛ لقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ [4].

نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق.

[1] سورة البقرة، الآية، 275.

[2] رواه البخاري في (العلم)، باب (من يُرد الله به خيراً يفقهه في الدين)، برقم: 71، ومسلم في (الزكاة)، باب (النهي عن المسألة)، برقم: 1037.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير