تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو إبراهيم المكي]ــــــــ[14 - 11 - 08, 07:45 م]ـ

- مناقشة المخالفين على ضوء ما تقدم:

لقد تبين مما سبق: أن قول ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ: «جمع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء بالمدينة .. » لا يتناول أنواع الجمع الثلاثة، ولا اثنين منها، إذ الفعل المثبت لا يكون عاماً في أقسامه؛ لأنه يقع على صفة واحدة. والتعيين موقوفٌ على الدليل؛ فلا يتعيَّن واحدٌ من صور الجمع المذكور إلا بدليل، وإلا صارَ مجملاً مما لا يُعرف صفته، ووجب التوقف فيه؛ ليعلم حقيقة الحال والصفة فيه ...

فيقال للمخالفين عندئذٍ: ما هو دليلكم المنفصل على تعيين جمع التقديم في حديث ابن عباس؟ {قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين}.

فإن عجزوا عن الجواب ولا بُد = قيل لهم: وجبَ عليكم التَّوقفُ في صفة الجمع الواقع بالمدينة، حتَّى يتبيَّنَ لكم المراد منه ..

وإلى حينها؛ فلا يجوز لكم الاحتجاج به على جواز الجمع في المطر ..

هذا ما قرَّره أئمة الأصول ـ رحمهم الله ـ.

فإِنْ لم يسلكوا إحدى الطريقين = لم يَبْقَ أمامهم إلا التسليم بالجمع الصُّوري؛ وهو الواجبُ في تعيين الجمع الواقع بالمدينة، ودونك الأدلة.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير