تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الآداب العملية والقولية أدبار الصلوات المكتوبة ... الحلقة الأولى]

ـ[أبوعبدالله عمر صبحي]ــــــــ[17 - 11 - 08, 11:22 م]ـ

الآداب العملية والقولية أدبار الصلوات المكتوبة

إخواني الكرام هذه بحوث أضعها بين أيديكم في الآداب العملية والقولية أدبار الصلوات المكتوبة، ورأيت من المناسب أن أقوم بتقسيم هذه البحوث والمسائل إلى حلقات أربع:

الحلقة الأولى: في الآداب العملية أدبار الصلوات المكتوبة.

الحلقة الثانية: في الآداب القولية أدبار الصلوات المكتوبة.

الحلقة الثالثة: في رفع الصوت بالذكر أدبار الصلوات المكتوبة، واختلاف العلماء في هذه المسألة.

الحلقة الرابعة: في صفة عدِّ الذكر وعقده، وحكم المسبحة، واختلاف الآثار في هذا الباب. واعتنيت بتخريجها وتحقيقها قدر الوسع والطاقة، مع الحرص التام على تأجيل الحكم عليها إلى الفراغ من ذكر أدلة الفريقين وحججهم التي بنوا عليها تصحيح الأحاديث والآثار أو تضعيفها.

ولما كان أصل هذا البحث تفريغاً لدروس كنت قد ألقيتها في شرح عمدة الفقه للموفق ابن قدامة رحمه الله فإني لم أعتن بعزو الأحاديث والنقول إلى كتب أصحابها بصفحاتها وأرقامها؛ إذ فيه عسر عليّ، وإنما حرصت على تصحيح النقل وإثباته بلفظه وحروفه، ثم إن العثور عليه من مظانه ليس اليوم بالمتعسر مع برامج المكتبة الشاملة وغيرها.

والله أسأل أن يوفقنا لمرضاته، وأن يجعل عملنا لوجهه خالصاً

كتبه: أبو عبد الله عمر صبحي

20 / ذو القعدة / 1429 هـ

الموافق 18/ 11 / 2008 م

الحلقة الأولى: الآداب العملية أدبار الصلوات المكتوبة

قال المؤلف ابن قدامة رحمه الله: (فإذا سلَّم استغفر ثلاثاً، وقال: اللهم أنت السلام ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام).

بعد أن فرغ المؤلف من الكلام عن صفة الصلاة الشرعية المنتقاة من هدي النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم، بيّن رحمه الله أن هناك آداباً وسنناً ينبغي على المصلي مراعاتُها بعد فراغه من المكتوبة، ولماّ كان المتن مختصرا جدا فقد اقتصر المؤلف رحمه الله على جزءٍ يسير من الأذكار التي تقال عقب الصلوات المكتوبة، وتفصيل ذلك أن يقال:-

أولا: جملة من الآداب العملية التي يأتي بها المصلي عقب الفراغ من المكتوبة:

• إذا فرغ المصلي من صلاته فإن كان إماماً فإنه يمكث في مصلاه يسيراً مستقبلاً القبلة، ثم يسارع إلى القيام من مصلاه، ويكره له أن يطيل القعود في مصلاه مستقبلاً القبلة؛ لما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن البراء بن عازب رضي الله عنه أنه قال: ((رمقت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان قيامُه فركوعه فاعتداله بعد ركوعه فسجوده فجلسته بين السجدتين فسجوده فجلسته بين التسليم والانصراف قريباً من السواء)).

* وروى مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم لم يقعد الاّ بمقدار أن يقول: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت ياذا الجلال والإكرام)).

* وروى البخاري في صحيحه من حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من صلاته مكث في مصلاه يسيرا) فدلت هذه الأحاديث على أن الإمام يمكث في مصلاه يسيراً مستقبلاً القبلة بقدر مايقول: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت ياذا الجلال والإكرام وأن يستغفر ثلاثاً، ثم يسارع إلى الانصراف من مصلاه، ولاينبغي أن يطيل الجلوس في مصلاه مستقبلاً القبلة؛ فهذا خلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم وخلاف ما عليه عمل السلف من الصحابة والتابعين حتى روى عبدالرزاق في مصنفه بسندٍ صحيح عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه: ((أنه كان إذا سلم عن يمينه وعن شماله قال السلام عليكم ورحمة الله ثم انفتل ساعتئذ كأنما كان جالساً على الرَّضْف))، وذكر الإمام مالك كما في المدونة أن عمل أهل المدينة فيمن سلف منهم كان الواحد منهم إذا أمّ قوماً خلا المحراب بمجرد تسليمه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير