والصحيح تناول النهي للإمام والمأموم كما اختاره البيهقي في السنن وابن رجب في فتحه؛ لعموم حديث معاوية رضي الله عنه ولصريح حديث الرجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في أخذ عمر رضي الله عنه بيد من أراد الوصل كما تقدم في المسند، ولظاهر الآثار عن ابن عباس وابن الزبير رضي الله عنهما المتقدمة، وما استدل به الجمهور من حديث المغيره وأثر علي رضي الله عنهما لايصح لضعفهما كما صرح البيهقي بذلك في سننه الكبرى، ولو صحّا لكان غاية ما فيهما أن يكونا من قبيل ذكر بعض أفراد العموم.
*وهذه الكراهة إنما هي في وصل الفرض بالنفل، أما وصل النوافل بعضها ببعض فلا كراهة كما هو ظاهر من الأحاديث وسياقها، ولأن ظاهر المنقول في عمل النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم من بعده والتابعين لهم أن النوافل تصلى متواصلة ويكتفى بالتسليم بينها كما هو الحال في صلاة القيام من تراويح وغيرها وبين السنن الرواتب الرباعية، ولأنه لا محذور في ذلك إذ علة المنع كما ذكر غير واحد من أهل العلم هي قرن النفل بالفرض حتى تُعَظَّمَ النافلة تعظيمَ الفرض، ولهذا نظائر في الشرع معلومة كفصل صوم النفل من شوال عن صوم الفرض من رمضان بيوم الفطر وتحريم صومه، وإنما اقتصر العلماء رحمهم الله على الكراهة في الوصل بين الفرض والنفل لأنهم رأوا التسليم ظاهر ومجزيء في الفصل، فصارت ذريعة المحظور فيها شيء من البعد، ولذا قال ابن عمر رضي الله عنه: ((وأيُّ فَصْلٍ أَفْصَلُ من السَّلام)) - ذكره ابن رجب في فتحه -، على أن التحريم محتمل في هذه المسألة لظواهر النصوص وتشديدها بترتيب الهلاك، واستظهر التحريم الشيخ عبد السلام الشقيري في كتابه السنن والمبتدعات واختاره العلامة الألباني في السلسلة الصحيحة.
• ولايتشاغل المصلُّون بعد الصلاة بمصافحة بعضهم البعض والدعاء لبعضهم البعض فإن اعتياد هذا وتقصده بعد المكتوبة من البدع المحدثة، وقد نصّ فقهاء المذاهب المتبوعة على كراهية ذلك وبدعيته كما ذكره ابن حجر الهيتمي من الشافعية واللكنوي من الحنفية وغيرهم، ولكن لو صافح الرجل أخاه بعد المكتوبة وهو ممن لم يكن معه قبل الصلاة ولم يصافحه قبل الصلاة؛ فهذه إن قصد مصافحة اللقاء - ولو كانا في مصلاهما - فهذه المصافحة سنة مستحبة بإجماع العلماء كما ذكره النووي في المجموع ولا توصف بإنها من البدع، وهو تفصيل علماء اللجنة الدائمة (7/ 122) في المصافحة بعد المكتوبة.
والحمد لله رب العالمين
ـ[تلميذة الحرمين]ــــــــ[18 - 11 - 08, 12:56 ص]ـ
واصل وصلك الله بطاعته
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[18 - 11 - 08, 12:05 م]ـ
بارك الله فيك .. ننتظر التتمة.
ـ[الشوربجي السلفي]ــــــــ[01 - 03 - 10, 11:44 ص]ـ
روى عبدالرزاق في مصنفه بسندٍ صحيح عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه: ((أنه كان إذا سلم عن يمينه وعن شماله قال السلام عليكم ورحمة الله ثم انفتل ساعتئذ كأنما كان جالساً على الرَّضْف))
ماذا تعني؟
ـ[أبو عبدالرحمن البدراني]ــــــــ[01 - 03 - 10, 02:57 م]ـ
بارك الله فيك ..
ننتظر البقية ..
ـ[أبوعبدالله عمر صبحي]ــــــــ[02 - 03 - 10, 01:11 م]ـ
جزاكم الله خيرا على تواصلكم ...... وهذه الحلقات أنزلتها في الموقع كاملة منذ سنة وزيادة؛ وهذه روابط بقية الحلقات:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=154788
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=154420
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=154178
وبالنسبة للرضف هي الحجارة المحماة أي كالفحم المشتعل، وهو للدلالة على سرعة قيامه من مصلاه رضي الله عنه، أو انحرافه عن القبلة
وفقني الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح.