تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أولا: هذا الحديث يرويه الإمام مسلم في صحيحه من رواية مسعر بن كدام عن ثابت بن عبيد عن ابن البراء عن البراء بن عازب رضي الله عنه، واختلف في ابن البراء؛ هل هو يزيد؟ أم عبيد؟ أم الربيع؟ فالأول: هو ما وقع في رواية الإمام أحمد في مسنده عن وكيع عن مسعر به، ووقع أيضا في رواية ابن عيينة عن مسعر عند ابن خزيمة في صحيحه، والثاني: - وهو تسميته بعبيد – هو ما وقع في رواية أبي داوود في سننه عن محمد بن رافع عن أبي أحمد الزبيري عن مسعر به، وهو ما اعتمده المزي في تحفة الأشراف وتهذيب الكمال، وابن حجر في تهذيبه والشيخ الألباني في الصحيحة ح2754، والثالث: - وهو تسميته بالربيع – هو ما نص عليه الحميدي في الجمع بين الصحيحين ثم قال: (وليس للربيع بن البراء عن أبيه في الصحيح غير هذا الحديث) ا. هـ، فهذا اختلاف ظاهر في تسمية ابن البراء راوي الحديث، وللبراء غيرهم من الأبناء كلوط ويحيى وإبراهيم، وهذا الحديث رواه جمع عن مسعر كوكيع وأبي نعيم وابن المبارك وابن عيينة ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة وأبي أحمد الزبيري وخلاد بن يحيى الكوفي وعامتهم أبهموا ابن البراء ولم يصرحوا باسمه إلا ما كان من رواية أبي أحمد الزبيري فإنه صرح بتسميته بعبيد كما عند أبي داوود، وما كان من ابن عيينة عند ابن خزيمة فصرح بتسميته بيزيد، والإمام أحمد عن وكيع فإنه صرح بتسميته بيزيد أيضاً، ثم عقب الإمام أحمد رواية وكيع بقوله: (حدثناه أبو نعيم بإسناده ومعناه إلا أنه قال: ثابت عن ابن البراء عن البراء)، فأشار الإمام أحمد إلى أن وكيع هو من سماه يزيد، والأظهر والله أعلم أن إبهام ابن البراء أصح في هذا الحديث لأنه رواية الأكثر عن مسعر واضطراب من صرح بتسميته، ولو صح في تسميته شيء فأقربها إلى الصواب يزيد بن البراء.

ثانيا: هذا الذكر: (رب قني عذابك يوم تبعث عبادك) ذكر مشهور عن النبي صلى الله عليه وسلم عند النوم يرويه جمع من الصحابة عنه عند النوم منهم: حفصة أم المؤمنين وحذيفة بن اليمان وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهم، بل هو محفوظ أيضا من حديث أبي إسحاق السبيعي – على اختلاف عليه أو منه – عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه أصحاب السنن وغيرهم، وتابع أبا إسحاق السبيعي عليه ربيعُ بن لوط عند النسائي فجعله عن البراء عن النبي صلى الله عليه وسلم عند النوم.

ثالثاً: تتمة الحديث بزيادة الذكر عند مسلم اختلف أصحاب مسعر فيها، فمنهم من لم يذكر أصلا زيادة الذكر واقتصر في الخبر على ذكر محبتهم القيام خلف النبي صلى الله عليه وسلم عن يمينه وهم: ابن عيينة عند ابن خزيمة، وابن المبارك عند النسائي، ووكيع في لفظ ابن أبي شيبة ومحمد بن علي الطنافسي، ووقع عند الإمام أحمد في مسنده من حديث وكيع: (كنا إذا صلينا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أحب أو مما يحب أن يقوم عن يمينه، قال: وسمعته يقول رب قني عذابك يوم تبعث عبادك أو تجمع عبادك)، فقول الراوي: قال: وسمعته يقول، يشعر بأن هذا قد يكون حديثاً منفصلا وذكرا مستقلاً لا علاقة له بالصلاة، وإنما أرد ابن البراء أن يذكر بعض السنن عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر الصلاة عن يمين النبي صلى الله عليه وسلم وذكر هذا الذكر الذي يقوله النبي صلى الله عليه وسلم عند النوم.

فهذه نقاط ثلاث أحببت أن أضعها بين يدي القارئ تتعلق بحديث البراء رضي الله عنه عند مسلم، وهي بمجموعها تؤكد أن هذا الذكر لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم بعد الصلاة المكتوبة وإنما هو صح عنه عند النوم، وصحَّ عن ابن عمر رضي الله عنه هذا الذكر في السجود كما عند عبد الرزاق في مصنفه، نعم؛ صدر الحديث ومحبتهم القيام عن يمين النبي صلى الله عليه وسلم ليقبل عليهم بعد الصلاة حسن محتمل من حديث البراء رضي الله عنه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير