تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هذا ما ظهر لي مؤخراً في حديث البراء عند مسلم وكنت أتردد في القول بشذوذه لرواية مسلم وابن خزيمة له في الصحيح، وسكوت العلماء عنه، ثم وقفت على تضعيف الحافظ أحمد بن أبي بكر البوصيري له في إتحاف الخيرة المهرة – وفاته أنه في مسلم -، فقال: " هذا إسناد ضعيف، لجهالة التابعي، رواه النسائي في اليوم والليلة والترمذي في الشمائل "، وحكم عليه بالشذوذ أيضاً الشيخ الألباني في السلسة الصحيحة وبيَّن أن المحفوظ إنما هو عند النوم، وقوَّى الشيخ الألباني في بحثه أن ابن حبان أعلَّ هذا الخبر في كتابه الثقات، فقال الشيخ الألباني ح 2754: (((تنبيه): هذا الدعاء " اللهم قني .. " قد جاء في " صحيح مسلم " وغيره من طريق ثابت بن عبيد عن عبيد بن البراء عن البراء بلفظ: " كنا إذا صلينا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم أحببنا أن نكون عن يمينه يقبل علينا بوجهه، قال: فسمعته يقول: رب قني عذابك يوم تبعث (أو تجمع) عبادك ". و عبيد هذا ليس بالمشهور، حتى أن البخاري لما ذكره في التاريخ الكبير لم يزد فيه على قوله: " عن أبيه "! و نحوه في الجرح و التعديل إلا أنه قال: " روى عنه محارب بن دثار "، ولم يزد في التهذيب عليه سوى ثابت بن عبيد هذا، و لم ينقل توثيقه عن أحد سوى العجلي، و فاته أن ابن حبان وثقه أيضا، فذكره في الثقات، لكنه غمز من حفظه، فقال ولم يزد: " عن أبيه، لم يضبطه " قلت – الألباني -: و كأنه يشير إلى هذا الحديث، فإن قوله: " فسمعته يقول .. " ظاهره أنه سمعه يقول ذلك بعد الصلاة إذا أقبل عليهم بوجهه، و هو مخالف لكل الطرق المتقدمة عن البراء، وبعضها صحيح أنه صلى الله عليه وسلم كان يقوله عند النوم، فتكون رواية عبيد هذه شاذة في أحسن الأحوال. و لعله لذلك لم يذكر أبو داود و ابن ماجه (1006) هذا الدعاء مع الحديث)) ا. هـ.

فالخلاصة أن هذا الذكر لا يصح ذكره في الأذكار أدبار الصلوات المكتوبات فيمحى من ههنا، بل هو عند النوم ولو قيل في السجود وفي الأدعية المطلقة فهو حسن، والله أعلم.

ولنرجع إلى المقصود: فمن الأذكار الثابتة بعد الصلاة:

3. يهلِّلُ المصلي بعد فراغه من كل صلاة مكتوبة بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كَانَ يَقُولُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ: ((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدّ))، رواه الشيخان من حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه.

04 وبما رواه مسلم عن عبدالله بن الزبير رضي الله عنه أنه كَانَ يَقُولُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ حِينَ يُسَلِّمُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَلَا نَعْبُدُ إِلَّا إِيَّاهُ، لَهُ النِّعْمَةُ وَلَهُ الْفَضْلُ وَلَهُ الثَّنَاءُ الْحَسَنُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ، وقال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يُهَلِّلُ بهنَّ دبرَ كُلِّ صَلَاةٍ.

05 ومن الأذكار الثابتة دبر الصلوات المكتوبات أن يقول: (الله أكبر كبيرا عددَ الشفع والوَتْرِ وكلماتِ الله التامات الطيبات المباركات - ثلاث مرات -، ولا إله إلا الله - ثلاث مرات -)، ودليل ذلك ما رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (7/ 36) فقال: حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا مسعر عن محمد بن عبد الرحمن عن طيسلة عن ابن عمر رضي الله عنه أنه قال:"من قال دبر كل صلاة وإذا أخذ مضجعه: الله أكبر كبيراً عددَ الشَّفْعِ والوَتْرِ وكلمات الله التامات الطيبات المباركات - ثلاثا -، ولا إله إلا الله مثلَ ذلك، كنَّ له في قبره نورا، وعلى الجسر نورا، وعلى الصراط نورا حتى يدخلنه الجنة - أو يدخل الجنة -" وأشار إلى تقويته ابن رجب في فتحه (5/ 234 - 235)، وذكر أنه جاء مرفوعاً عن ابن عمر رضي الله عنه من وجه آخر عن مسعر بن كدام به، وذكر المتقي الهندي الموقوف عن ابن عمر رضي الله عنه في

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير