تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الابن مجهول كما قال الدراقطني، وقال ابن حجر في تهذيبه: ((ولم أجد فى التابعين توثيقا إلا ما اقتضاه صنيع ابن حبان حيث أخرج الحديث في صحيحه وقد جزم الدارقطنى بأنه مجهول، و تصحيح مثل هذا في غاية البعد) وقد جزم الشيخ الألباني بضعف الحديث في الضعيفة في بحث له ونقل عن أبي حاتم أنه قال في راويه التابعي: (لا يعرف حاله).

? ومما ورد مخصصاً عقب صلاة الصبح: ما رواه ابن ماجه في سننه عن أم سلمة رضي الله عنها – وحسنه ابن حجر في نتائج الأفكار - " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا صلى الصبح حين يسلِّم: اللهم إني أسألك علماً نافعاً ورزقاً طيباً وعملاً متقبلاً "، وهذا الحديث في سنده مبهم وهو مولى أم سلمة، والحديث ضعفه البوصيري في مصباح الزجاجة بهذا المبهم، وذكر ابن حجر له شاهدا عند الطبراني في الدعاء وفيه انقطاع ومجهول، وصححه الشيخ الألباني لوروده عند الطبراني في الصغير بسند صحيح عن أم سلمة رضي الله عنها من غير طريق المبهم، والصواب أن سند الطبراني في الصغير شاذ ظاهر الشذوذ، شذَّ فيه بعض أصحاب الثوري فخالف الثقات الأثبات الذين رووه عن الثوري عن موسى بن أبي عائشة عن المولى المبهم عن أم سلمة رضي الله عنها ونبه الطبراني في الصغير على هذا التفرد، ثم إن هذا الحديث من رواية الشعبي عن أم سلمة رضي الله عنها، وسماعه منها مما يحتاج إلى تحرير؛ فقد اختلف الأئمة النقاد في سماعه منها إذ صرَّح علي بن المديني في العلل بأنه لم يسمع منها شيئاً - ذكره عنه ابن حجر في نتائج الأفكار وأيَّده -، بينما قال أبو داوود في سؤالات الآجري: ((الشعبي سمع من أم سلمة، وأمُّ سلمة ماتت آخر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل: صفيةُ ماتت آخرهن)).

? ومما ورد بعد صلاة الصبح ما رواه أحمد في مسنده عن رجل من أهل البصرة عن قَبِيصَة بن المخارق رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له:"يا قَبِيصَة إذا صليت الفجر فقل ثلاثا: سبحان الله العظيم وبحمده، تعافى من العَمَى والجُذَام والفالج"، وهذا ضعيف ففيه مبهم وضعفه الشيخ الألباني في ضعيف الترغيب.

? ومما ورد بعد الفجر والعصر ما رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة عن معاذ رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من قال بعد الفجر ثلاث مرات، وبعد العصر ثلاث مرات: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، كُفِّرَت عنه ذنوبه، وإن كانت مثل زبد البحر"، وضعفه الشيخ الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب.

فالخلاصة: أنه لا يصح حديث في تخصيص بعض الصلوات بأذكار معينة مقيدة بها تقال عقبها، وإنما جميع الصلوات يقال عقبها ما تقدم من الأذكار الصحيحة الثابتة.

9. وإن دعا المصلي بعد المكتوبة بما شاء فهو حسن ومشروع، ودلَّت السنةُ على مشروعيته وانعقد عليه الاتفاق كما نقله النووي في المجموع شرح المهذب، ومما يدل عليه من السنة النبوية ما تقدم من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال: ((كنا إذا صلينا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم أحببنا أن نكون عن يمينه يقبل علينا بوجهه فسمعته يقول: رب قني عذابك يوم تبعث عبادك) ومما يدل عليه أيضاً: الاستغفارُ ثلاثاً عقب المكتوبات، ويدل عليه: ما رواه ابن أبي شيبة بسند كوفيٍّ صحيح إلى رجل من الأنصار قال: ((سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دبر الصلاة: "اللهم اغفر لي وتب عليَّ إنك أنت التواب الغفور" مائة مرة)) فهذا يقوله مائة مرة ويبعد مثل هذا أن يكون قبل التسليم ولذا ذكره ابن أبي شيبة في المصنف مع الأذكار والأدعية بعد التسليم، ثم جاءت نصوص كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو بكلمات دبر الصلوات المكتوبة ويحث عليها وإن كان الأولى أن تكون قبل التسليم على التفصيل المتقدم عن شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله في دبر الصلاة، والتفريق في ذلك بين الذكر والدعاء، ولكن لو نسي قبل التسليم أن يأتي بهذه الأدعية أو كثرت عليه فيشرع له أن يأتي بها بعد التسليم خصوصا أنه ليس في المسألة نصٌ ظاهرٌ يرجِّح أنها قبل التسليم ولذا جوَّز شيخ الإسلام الأمرين في بعض المواضع من فتاويه فقال (22/ 516 - 517): "وأما دعاء الإمام والمأمومين جميعا عقيب الصلاة فلم ينقل

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير