تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

السنة فمن ذلك ما رواه أبو داوود في سنده بسند صحيح عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه أنه سمع ابنه يقول: (اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها)، فقال: (أي بُنَيَّ سَلِ اللهَ الجنةَ وتعوَّذ به من النار)، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنه سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور والدعاء" وصححه ابن حبان والحاكم والنووي وابن كثير وابن حجر والشيخ الألباني، وله بحث في الدفاع عن تصحيحه في الرد على حسان عبد المنان، وقد ذكر أهل العلم أن من الاعتداء في الدعاء رفع الصوت به والمجاهرة به كما ذكره النووي وعنه صاحب عون المعبود وقرره كذلك ابن حجر في الفتح (8/ 148 - باب لا ينفع نفساً إيمانها)، فقال:"والاعتداء في الدعاء يقع بزيادة الرفع فوق الحاجة، أو بطلب ما يستحيل حصوله شرعا، أو بطلب معصية، أو يدعو بما لم يؤثر، خصوصا ما وردت كراهته كالسجع المتكلَّف وتركِ المأمور"ا. ه، وأما آثار السلف ففيما تقدم غُنْيَةٌ وكفايةٌ من نقل ابن رجب وينظر للمزيد كلام السلف في تفسير الآيات السابقة.

وقد نص كثير من أهل العلم على أن هذا الدعاء الجماعي من الأمور المحدثة والتي لم يرد بها كتاب ولا سنة، ومن أحسن من تكلم في هذه البدعة وردَّها الشاطبي في الاعتصام (1/ 452 فما بعدها- ت. سليم الهلالي)، ونقل عن أهل العلم إنكارها وكان من قوله: "وقد نقل ابن بطال عن علماء السلف إنكار ذلك والتشديد فيه على من فعله بما فيه كفاية" وقال:"ما زال الإنكار عليهم من الأئمة" -أي على بدعتهم هذه-، ونقل إنكارها عن مالك والطرطوشي وغيرهم من أهل العلم وأسهب في ردها رحمه الله، وممن أنكر هذه البدعة أيضاً شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (22/ 517 - 519)، وقال ابن قاسم النجدي في حاشيته على الروض (2/ 86):"ولا استحب ذلك أحد من الأئمة، قال الشيخ -أي ابن تيمية-: ومن نقل عن الشافعي أنه استحب ذلك فقد غلط عليه" ا. ه كلام النجدي ونقله، وكذا أنكرها ابن رجب في فتحه (5/ 255) فقال:" ومن الفقهاء من يستحب للإمام الدعاء للمأمومين عقب كل صلاة، وليس في ذلك سنةٌ ولا أثرٌ يتبع"ا. ه، وكذا أنكرها جمع من العلماء المعاصرين كالشيخ محمد بن عبدالسلام الشقيري في كتابه السنن والمبتدعات والشيخ الألباني في سلسلة الهدى والنور والشيخ ابن عثيمين في فتاويه، وكذا للَّجنة الدائمة في فتاويهم برئاسة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله غير ما فتوى في بدعية هذا الفعل وكراهيته (7/ 98 - 104).

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير