تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

احتدم الجدل بين الباحثين حول صحة نسبة ميقات أهل المدينة المنورة"ذي الحليفة" والذي اشتهر بمسمى"أبيار علي" جنوب غرب المدينة، بعد خروج آراء بحثية تنسبه لسلطان "دارفور "علي بن دينار الذي جاء إلى ميقات المدينة المنورة حاجا سنة 1889. ففي حين يرجع الباحث في تاريخ المدينة المنورة الدكتور تنيضب الفايدي نسبتها إلى علي بن دينار والذي قام بحفر بعض الآبار للحجاج والزوار في تلك المنطقة، مشيرا إلى أنها كانت تعرف من قبل ذلك التاريخ بـ"ذي الحليفة"، ومسجد الشجرة, يقف أمين عام مجلس المرصد الحضري والباحث في آثار المدينة المهندس حاتم طه في اتجاه آخر حيث ينفي صحة ذلك الرأي مؤكدا أن آبار علي تعود في نسبتها- بحسب المصادر التاريخية القديمة- وبعض المعاصرين إلى علي بن أبي طالب- رضي الله عنه.

ويرى طه أن تلك الحقيقة لا تمنع من أن سلطان "دارفور" قام بحفر بعض آبارها وتجديدها على طريقة كثير من الحكام الذين كان يهمهم أن تكون لهم بصمة في بلاد الحرمين, ويكفي حسما لتلك القضية-بحسب تعبيره- أن سلطان دارفور لم يأتها زائراً إلا في سنة 1889, بينما عرفت المنطقة بذلك الاسم التاريخي منذ صدر الإسلام الأول.

من جهته يرى الباحث ناجي بن تركي الهجاري أنه بالعودة إلى المصادر القديمة نجد أنها تشير إلى أن نسبة الوادي والآبار إلى علي بن أبي طالب والذي حفرها في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.

ويشير الهجاري إلى عدد من الروايات التي تؤكد شواهدها أنها عرفت بآبار علي من قبل سلطان دارفور بعشرات السنين، ومن بينها-والحديث للهجاري- الروايات التي ذكرها ابن حجر في فتح الباري، وما ذكره عنها شيخ الإسلام "ابن تيمية" صاحب عمدة الفقه في الرواية التي ينفي فيها الأخير مقاتلة علي بن أبي طالب للجن كما تزعم العامة.

ويقف متوسطا بين تلك الآراء البحثية رأي عضو هيئة التدريس بجامعة طيبة صاحب كتاب "الطريق النبوي إلى بدر" الدكتور سليمان الرحيلي والذي ينفي فيه صحة نسبة الآبار إلى علي بن دينار "لأن التسمية سابقة فترته التاريخية التي جاء فيها إلى المدينة حاجا" إلا أنه في ذات السياق يؤكد أنها لم تثبت أيضا بحسب قول القدامى والمحدثين بأنها منسوبة لعلي بن أبي طالب وقد نص على ذلك -والحدث للرحيلي- مؤرخ المدينة السمهودي في كتابه وفاء الوفاء.

ويتقاطع الرحيلي مع رأي الفايدي في أن الثابت تاريخيا أن آبار علي كانت تسمى في المصادر القديمة بـ"ذي الحليفة"، ومسجد الشجرة.

وبحسب رصد الـ"الوطن" فقد ورد مسمى" آبار علي" في أكثر من وثيقة تاريخية من وثائق المحكمة الشرعية بالمدينة المنورة، والتي نشر جزءاً منها الباحث فايز بن موسى البدراني في كتابه "بعض الأعيان وأعلام القبائل في وثائق المحكمة الشرعية بالمدينة المنورة خلال العهد العثماني" حيث تشير إحدى مخطوطات وثائق المبايعة إلى موقع "آبار علي" بظاهر المدينة الشريفة وذلك بحسب صيغة الوثيقة المؤرخة بتاريخ/1/ 11/1077 ما يؤكد أنها عرفت بذلك الاسم قبل أن يأتي إليها ابن دينار بعشرات السنين.

ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[01 - 12 - 08, 04:17 م]ـ

شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في "منسكه" ذكر أنها تسمية العامة، ونقد هذه التسمية.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير