تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[27 - 11 - 08, 02:11 م]ـ

أخي الفاضل حارث همام

مشاركة عابرة ...

يشكل على هذا أن المتقرر من مذهب الشافعية عدم وجوب الموالاة فلا يمكن أن يبطلوا السعي بها فغايتها عندهم أنها سنة هذا أولاً، وقول الشافعي في من التوى قليلاً نص على أن من انشغل عن السعي داخل المسعى بالالتواء القليل فيه فلا بأس في هذا، وهذا مما يستدل به على أن الموالاة في مذهبه ليست بواجبة.

وثالثاً: هل يقال فيمن قعد أو وقف أو التوى ثم واصل قطع الموالاة؟ الذي يظهر عند من يشترطون الموالاة أنهم لا يعتبرون هذا قطعاً إلاّ إن كثر وصار عند النظار كالتارك للسعي.

وعليه فحتى على قول هؤلاء لا يتوجه الكلام.

بارك الله فيك على هذه الإضافة الطيبة ...

ولكن من استدل بدليلين فلا يصلح أن ينقض قوله بهدم أحد الدليلين، فكيف إذا كان لم يستدل إلا بدليل واحد وإنما أشار في نهاية كلامه إشارة إلى قضية الموالاة

فكيف يصلح أن يكون نقض هذه الإشارة نقضاً لدليله في المسألة!

وبعد فإن مما يبعد كون الاجماع منعقداً على المسعى الحاصل قديماً لا علي الذي حده الجبلان أمور أسردها سرداً وقد حررت في غير هذا الموطن:

1 - عدم نص واحد من المتقدمين الذين ذرعوا المسعى على اتساعه في مواطن مع بقائه بغير جدار ولا منازل تسده في بعض المواطن في جهة الأبطح التي يرد منها الناس ويدخل منها السيل.

قضية الاتساع في موطن والضيق في موطن هذا أمر بدهي، بدليل تنصيصهم حين الذرع أنه كان من الموطن المعين المسمى إلى الموطن الآخر المسمى، ولو كان كله على سمت واحد لما كان هناك حاجة إلى تعيين تسمية الابتداء والانتهاء، ثم كلامهم واضح في ضيق الوادي.

كما أنه على الجانبين كانت هناك دور، ومن المعلوم بداهة أنها لم تكن على سمت واحد،

ولو كان المسعى كله قد حد بالبنيان من أوله إلى آخره بحسب بينية جبلي الصفا والمروة

فأين يقع كلام الشافعي في من التوى يسيرا، وكيف يذهب إلى زقاق العطارين ...

ولك أن تنظر في الرسمة الافتراضية التي رسمها الشيخ محمد الصمداني في بحثه حسن المسعى.

وانظر إلى هذه الصورة عبر هذه الرابط في المشاركة رقم (14) [فشلت في إرفاقها هنا]:

http://www.mmf-4.com/vb/showthread.php?t=1799

ولك أن تتأمل في الرسمة التي أرفقتها والذي يظهر فيها المسعى بشكل مقوس، وقد أفاد هذا المعنى المعلمي في بحثه وتوقع أنه كان قبل هذا الانحراف أن المسعى كان بشكل مستقيم.

2 - إنكارهم اغتصاب أرض المشعر من قبل بعض الخلفاء لأجل ميضأة فكيف لا ينكرون على عامة الناس الذين اتخذوه لغرض السكنى، واغتصبوه لمصالحهم الخاصة!

لم يتبين لي علاقة هذا الكلام بمسألة أن الذرع كان للمحل الذي يسعون فيه لا للجبل، ونحن لم ندع الاغتصاب في شيء، وبعض الدور بإجماع المسلمين كانت تعترض المسعى من جوانبه فإذا ضاق عليهم هدموها توسعة للساعين الذين هم أحق الناس بهذا الموضع حين التزاحم، لكن إذا كان يكفيهم المسعى مع وجود بعض الدور فلا داعي لهدمها، وهذا عليه إجماع المسلمين العملي المستمر إلى عهد الملك سعود الذي هدم فيه دار آلشيبي ومحل الأغوات.

.3 - إذا قالوا ذرع المسعى كذا فالأصل محل السعي ومحل السعي الأصل أنه ما بين الجبلين هذا هو الأصل ومن زعم غير ذلك وأراد صرف كلامهم عن وجهه الظاهر لزمه دليل تقوم به حجته ولم نره. غير تكهنات لم توثق.

من الذي صرف الكلام عن ظاهره: هل هو من قال إن الذرع بحسب المحل الذي كانوا يسعون فيه بدليل تنصيصهم أنفسهم على أن الذرع كان من هذه الدار إلى ذلك الزقاق، أم من وسع هذه الدعوى لتشمل أن هذا الذرع كان أيضا لبينية الصفا والمروة.

ومما يؤكد أن هذا الذرع إنما كان للمحل الذي يسعون فيه لا للجبل ما يلي:

1 - تنصيص الذارعين حين ذرعهم أنه كان للمحل، ولم يأت في كلامهم أنه الجبل.

2 - إجماع المسلمين العملي المستمر على الزيادة على مقدار هذا الذرع التفاتاً إلى بينية الصفا والمروة، وآخرهم لجنة الشيخ محمد بن إبراهيم عندما هدموا دار آل الشيبي ومحل الأغوات.

ولو كان ذلك الذرع مستوعبا للبينية لما كان هناك حاجة إلى التوسعة ولا إلى هذا الالتفات، وهذا نقض لتوسعة الملك سعود الذي هدم دار آل الشيبي ومحل الأغوات، ومن قبله المهدي الذي هدم أكثر دار ابن عباد.

4 - ما جاء في كلمة اللجنة ونقل في فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم من قياسهم له من أصل الجبل ومواطن الصخرات، ومع هذا خالف في بعضه إذ ذاك بعض المعاصرين كمؤرخ مكة محمد طاهر كردي فرأى أن التوسعة تجاوزت الحد.

نعم قد تجاوزت توسعة الملك سعود الحد القديم، وذلك انطلاقا من اللجنة التي كونت برئاسة الشيخ محمد بن إبراهيم، والتي أقرت الزيادة لحصول بينية الصفا والمروة.

5 - حصلت حوادث الموت قديماً بسبب ازدحام الناس في المسعى ولم يوسع أحد من ولاة أمر المسلمين المسعى ولو كان أهل البيوتات المجاورة مغتصبين لأرض المشعر فليس لهم أن يتركوهم والناس تموت من الزحام.

حصول الموت شيء، وتيقن الضرر شيء، فالأنفس بيد الله سبحانه، والآجال قد كتبها سبحانه، وقد يحدث الزحام في عام ما فيموت بعض الناس، وقد يضيق المسعى كما في القرون الأخيرة بسبب الغصب وبسبب الباعة.

لكن نحن كلامنا الآن في صورة تأكد لنا فيها حصول الضيق والضرر والاختناق، وولاة الأمر ينظرون بحسابات دقيقة إلى تدفق الحجاج في الأعوام القادمة، وهذه الزيادة تنمو بشكل مستمر ومطرد.

وطرحت عليكم سؤالا وأتمنى منكم الإجابة عليه بشكل مباشر:

لو كان المسعى القديم من غير جدران؛ فهل يمكن للناس أن ينحصروا فيه في أيام الموسم الشداد؟

والله يحفظنا وإياكم

وحفظك الله أخي الكريم، ونفعنا بكم، فلا تزال نقاشات طلبة العلم هي المغذي الرئيسي لتكوين الملكية العلمية لدى طلبة العلم، وأنتم بهذه المناقشةالطيبة - وأخي ابن وهب كذلك - أعدكم في جملة مشايخي.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير