تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[28 - 11 - 08, 01:15 م]ـ

بناء على طلب الإخوة في الإدارة أن الموضوعات التي لا تكون في قسم خزانة الكتب والأبحاث فإنها تنشر في نفس الموضوع ولا ترفق، فأستأذنكم الآن في نشرها، والله المعين.


قلب الإجماع
على من استدل به
على منع توسعة المسعى
إعداد:
فؤاد بن يحيى بن هاشم
1429هـ.

مقدمة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فهذا مبحث لطيف في قلب الإجماع على من استدل به على منع توسعة المسعى، مهَّدت له بإطلالة تبين سبب الخلاف بين المعاصرين في حكم التوسعة الحادثة.
وقد اقتصرتُ في جمع مادته حين كتابة هذه الأوراق على ثلاثة أبحاث في الموضوع:
بحثين في المنع:
1 - كلمة حق في توسعة المسعى للدكتور صالح سندي حفظه الله.
2 - حسن المسعى للشيخ الشريف محمد الصمداني حفظه الله.
وبحث في الجواز:
وهو للشيخ عبد الرحمن المعلمي رحمه الله.
فدونك البحث بتمهيده.

التمهيد: سبب الخلاف بين المعاصرين في حكم التوسعة الحادثة:
سبب الخلاف بين المعاصرين في التوسعة الحادثة والله أعلم هو ما يلي:
1 - الخلاف في حد جبلي الصفا والمروة.
2 - الخلاف في صحة انطباق الإجماعات القديمة على التوسعة الحادثة.
3 - الخلاف في وقوع الضرورة إلى توسعة المسعى، والخلاف في طريقة رفع هذه الضرورة.
===========================================
أما السبب الأول: فلم يأت أحدٌ- فيما اطلعتُ عليه - بحدٍ واضح، يصلح أن يسلَّم له، وإنما غاية المجيزين ذكر بعض القصص الدالة على سعتهما، وغاية المانعين ذكر وصفهما بالصغر، وكلاهما كما لا يخفى لا يصلح أن يكون برهاناً على حد المسعى لا سعة ولا ضيقا.
أما الإجماعات المحكية في الذرع: فإنما هي في عرض المسعى لا في جبلي الصفا والمروة؛ ولذا فقد وقعت الإجماعات المتتالية في الزيادة عليها بناء على عدم استيعاب عرض جبلي الصفا والمروة، إلى أن جاء هذا العصر فادعي عدم جواز التوسعة بناء على أنه قد استوعبت التوسعة الأخيرة للملك سعود عرضي الصفا والمروة، وبهذا يكون الملك سعود رحمه الله هو خاتمة الموسِّعين.
وفي المقابل فقد استدل المجيزون للتوسعة الحاضرة بقرينة تدل على صحة قولهم في حد جبلي الصفا والمروة؛ فقد قامت الجهات المسؤولة باستدعاء الآلات الحديثة لمعرفة القدر الزائد من التوسعة إلى أي الجبلين هو، أإلى الصفا، أو إلى أبي قبيس؟ فذكروا أن المهندسين أقبلوا إلى هذا الموضع الشائك، فأوردوا واردهم وأرسلوا أدلاءهم، فخرج قائلهم، وهو يصيح: يا بشرى هذا جبل الصفا!!.
وهي على كل حال قرينة أدَّاها العلم الحديث، تصلح أن تكون مرجحة في مجموع أدلتهم.
أما السبب الثاني والسبب الثالث من أسباب الخلاف في المسألة، فسيتم تناولهما فيما سيأتي إن شاء الله، وبهذا نكون قد استطعنا أن نمسك بزمام المسألة من معاقدها، والله ولي التوفيق.
ونقصد من وراء تناول المسألة بهذه الصورة أن نسقط الاستدلال بالإجماع على عدم صحة التوسعة الحادثة، ونقصر الخلاف في المسألة على قضيتين اثنتين فقط:
1 - حد البينية بين الصفا والمروة، والمقدار المجزئ منه.
2 - أثر الضرورة في توسعة المسعى.
أما قضية الشهود: فقد استهلكت جهد كثير من الباحثين إما بالاستدلال، وإما بالرفض، وهي في الحقيقة دون الأدلة الرئيسية للمسألة بمراحل.
فلا يحسبن من عوَّل عليها أنه حسم المسألة؛ فإن الوهم قائمٌ؛ أليست الجبال مشتبكة! فإدلاءاتهم كلها من ناحية الشهادة على الجبل هي حق، لكن لم يؤكد أحد منهم أن ما رآه هو الصفا والمروة لا أبا قبيس وقعيقعان!!
كما لا يحسبنَّ مَنْ تكلف العناء في تفنيدها أنه أبطل القول الآخر؛ إذ هي ليست من عمد الأدلة التي ينزع إليها في تحديد شعيرتين من شعائر الله: الصفا والمروة، إنما يصلح أن يكون إبطالاً لبحث معين أو صك محدد، وقد يصلح أن يناقض به بعض الباحثين بما ذكر، هذا فحسب، أما المسألة فهي أدق وأعمق.
ولقد استثقلتُ ذكر هذه الإشارة، ولكن حتى لا يقال: ما له لم يذكر قضية الشهود، وهي موطن النزاع، ومعترك الخلاف!.

ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[28 - 11 - 08, 01:16 م]ـ
قلب الإجماع على من استدل به على منع توسعة المسعى
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير