تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

2 - إجماع المسلمين العملي المستمر على الزيادة على مقدار هذا الذرع التفاتاً إلى بينية الصفا والمروة، وآخرهم لجنة الشيخ محمد بن إبراهيم عندما هدموا دار آل الشيبي ومحل الأغوات.

ولو كان ذلك الذرع مستوعبا للبينية لما كان هناك حاجة إلى التوسعة ولا إلى هذا الالتفات، وهذا نقض لتوسعة الملك سعود الذي هدم دار آل الشيبي ومحل الأغوات، ومن قبله المهدي الذي هدم أكثر دار ابن عباد".

فأما ما ذكرته في (1) فاستدلال بمحل الخلاف الذي يدل أصله على خلاف مرادكم! فالمحل محدد بعرض الجبل من حيث الأصل.

وأما ما ذكرته في (2) فهذا إنما وقع في العهود المتأخرة لا في عهد الأزرقي أوإبراهيم الحربي، ومما يدلك على هذا قرار الهيئة في زمن الشيخ محمد بن إبراهيم وقد جاء في فتاواه ما نصه: "وبالنظر لكون الصفا شرعًا هو الصخرات الملساء التي تقع في سفح جبل أبي قبيس، ولكون الصخرات المذكورة لاتزال موجودة للآن وبادية للعيان، ولكون العقود الثلاثة القديمة لم تستوعب كامل الصخرات عرضًا. فقد رأت اللجنة أنه لا مانع شرعًا من توسيع المصعد المذكور بقدر عرض الصفا.

وبناء على ذلك فقد جرى ذرع عرض الصفا ابتداء من الطرف الغربي للصخرات إلى نهاية محاذاة الطرف الشرقي للصخرات المذكورة في مسامتة موضع العقود القديمة، فظهر أن العرض المذكور يبلغ ستة عشر مترًا".

فهذا هو القياس الذي بناء عليه تم الحكم بجواز السعي في (بعض) دار الشيبي ومحل الأغوات .. وهذا القياس نفسه يبين لك أنه لا يخرج عن ذرع المتقدمين فـ16 متر قريبة من ذرع أولئك.

وهذا النقل هو ما أشرت إليه في النقطة الرابعة من التعليق السابق فتأمله مشكوراً.

وقولكم: "حصول الموت شيء، وتيقن الضرر شيء، فالأنفس بيد الله سبحانه، والآجال قد كتبها سبحانه، وقد يحدث الزحام في عام ما فيموت بعض الناس، وقد يضيق المسعى كما في القرون الأخيرة بسبب الغصب وبسبب الباعة.

لكن نحن كلامنا الآن في صورة تأكد لنا فيها حصول الضيق والضرر والاختناق، وولاة الأمر ينظرون بحسابات دقيقة إلى تدفق الحجاج في الأعوام القادمة، وهذه الزيادة تنمو بشكل مستمر ومطرد".

قولكم: تأكد حصول الضيق صحيح، وهذا ليس بالجديد!! وقولكم والضرر، فيه نظر بل ربما كان الضرر قديماً أظهر، وهذا يتضح لمن تأمل حال الناس وحجهم بدوابهم في العهد الأول!

ولذا فإن حوادث الموت في المسعى لا تكاد تذكر في عهدنا الحاضر بعد توسعة الأدوار، بينما أثرت قديماً.

ثم إن البناء الرأسي متيسر وبه يزول الإشكال والضرر إن كان ثمة.

وأما قولكم: "وطرحت عليكم سؤالا وأتمنى منكم الإجابة عليه بشكل مباشر:

لو كان المسعى القديم من غير جدران؛ فهل يمكن للناس أن ينحصروا فيه في أيام الموسم الشداد؟ ".

فلا أذكر أنكم طرحتموه علي!

بل لم أحظ بالمشاركة في نقاش مع فضيلتكم في غير هذا التعليق السابق على ما أحسب.

وأما جواب ما طرحته علي الآن أحسن الله إليك فهو: نعم يتصور! يتصوره كل من تصور حال الحج في تلك العهود، فما أيسر أن يقع امرئ أو امرأة من على حمار أو بعير فيوقص ثم يكون هذا سبباً في موت جم غفير وقد وقع هذا كما في اتحاف الورى (619)!

ووقوع مثل هذه الحوادث مع عدم وجود جدران دليل على تحريهم وحرصهم عدم مفارقة الذرع المعروف. كما حصل هذا قديماً، ولا تزال نظائر له تحصل حتى يوم الناس هذا كالشأن عند جبل الرحمة (إلال) وليس ثمة حوله سور، وكما حصل مراراً التدافع عند جمرة العقبة الكبرى في أعوام خالية نجم عنه سقوط عدد من القتلى وليس حولهم سور! (أعني الحوادث التي وقعت لمن في الأرض لا فوق الجسر).

وقولكم أخي الفاضل: "وحفظك الله أخي الكريم، ونفعنا بكم، فلا تزال نقاشات طلبة العلم هي المغذي الرئيسي لتكوين الملكية العلمية لدى طلبة العلم، وأنتم بهذه المناقشةالطيبة - وأخي ابن وهب كذلك - أعدكم في جملة مشايخي".

ينم عن أريحيتك وحسن قصدك كما أنه من جملة تواضعك وأسأل الله يرفعك به .. وللأسف فقدنا هذا النفس المبارك في كثير من إخوتنا؛ من جنح نحو التشديد، والأغرب من جنح نحو التيسير كذلك! فكم ممن يدعون إلى الانفتاح والتيسير اليوم تضيق صدورهم بمناقشة إخوتهم الذين يحسبونهم متشددين!

ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[30 - 11 - 08, 12:52 م]ـ

شكر الله لك ..

تعليق عابر آخر:)

لأن التعليق العابر الأول كان من العبور بمكان لم يُفهم فيه وجه بعض قولي .. وأعتذر إن كان الاختصار قد أخل.

قلتم أخي الحبيب: "بارك الله فيك على هذه الإضافة الطيبة ...

ولكن من استدل بدليلين فلا يصلح أن ينقض قوله بهدم أحد الدليلين، فكيف إذا كان لم يستدل إلا بدليل واحد وإنما أشار في نهاية كلامه إشارة إلى قضية الموالاة

فكيف يصلح أن يكون نقض هذه الإشارة نقضاً لدليله في المسألة"!

التعليق: وفيك بارك الله وأنا كما ذكرت لك مجرد مشارك عابر لم أعتن بتتبع ما قلته مع أني مررت على بحثك ووجدت فيه مواطن كثيرة تحتاج إلى إمعان النظر وإنعامه وليتك تفعل ذلك تارة أخرى فكتابتك تدل على فطنة لو جاهدت معها ونقبت خرجت بما قد لا يفيدك به كثير من مخالفيك.

والغرض من هذا التعليق الذي تعقبتموه هنا كما هو ظاهر إظهار فساد تأويل قول الشافعي بأن من خرج إلى زقاق العطارين فقد فسد سعيه وإن كان الزقاق داخلاً في سمت الجبلين عنده، لكون إفساد السعي عند الشافعي راجع إلى قطع الموالاة والتشاغل عن السعي بغيره، ولا أخالك تعترض على ما أبطل به هذا التأويل؟

لم أعلِّق الحكم على "الموالاة" وإنما أشرت إليه إشارة، وقد بان بتعليقكم عدم صحة هذه الإشارة، ولذا فأنا أستقيل منها.

ويبقى الدليل الذي أقمتُ عليه المسألة سالماً من اعتراضكم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير