ـ[حارث همام]ــــــــ[02 - 12 - 08, 09:43 ص]ـ
شكر الله لك وكما ذكرت لك .. أنا معلق عابر ولم أزمع المناقشة والتحرير العلمي ولكنها مجرد تنبيهات فلا تعتب علي بارك الله فيك! واعذرني إن لم تلفني فاهماً لبعض قولك.
واعذرني إن رأيتُ في تعليقك الأول على آخر ردي الثاني بعض التهويل الذي ليس عليه تعويل، فأي توسعات كثيرة للمسعى؟! الذي يظهر بعد توسعة المهدي وحتى أواخر الخلافة الثمانية لم يحصل تغيير يذكر في السعة ولم نر من نص عليه!
فالتوسعات على مدار التاريخ التي تتحدث عنها -قبل العهود الأخيرة- وتذكرها كتب تاريخ مكة وغيرها لا نعلم تعرضاً للمسعى فيها إلاّ ما نقل في توسعة المهدي وهذه قد تعرض إليها غير واحد وليس كما ذكرت لم أسبق من قبل المانعين أو المسوغين إلى نفيها! .. فقد تعرض لتفسيرها الصمداني في بحثه، وأجاد الشيخ البراك وأحسن التعليق عليها في فتواه المطولة المنشورة، ولي تعليق تجده في الردود المعلقلة على بحث الشريف الصمداني ... بل أوئل البحوث التي كتبت من المانعين والمجزين التي قُدمت للجنة الدائمة وبني عليها قراراها -وقد وقفت على نسخة من تلك البحوث- تعرضت لهذا!! وأنا لا أعتب عليك عدم قراءة ما كتبه المانعون بتمعن كما عتبت علي عدم قراءة بحثك بتمعن:) وإن كنتَ كباحثٍ تعرض للمسألة يجمل بك الرجوع إلى ما كتبوه بتمعن قبل الخوض والتقرير.
والحاصل -أخي الفاضل- لايبدو أنه أخذ من عرض المسعى ولاسيما من الجهة الشرقية إلاّ في العصور المتأخرة أصلاً، وإن كانت عندك نصوص تفيد الأخذ من هذه الجهة في العصور الأولى فأفدنا بعد أن تراجع ما علق حول توسعة المهدي وهدم دار ابن عباد حتى لا يجيئك من يكرر الكلام، وتمعن كذلك في نص اللجنة الذي نقلته لك من فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم أعلاه وتجد فيه أن قياسهم عرض الجبل يتفق تقريباً مع ذرع المتقدمين فتأمله تجده كالنص على أن الذرع كان لما بين الجبلين وهو الحاصل ... وهو الأصل وليس مع المتأول صارف بيّن البرهان.
ولاسيما أن ذرع الأزرقي وإبراهيم الحربي قد كان بعد توسعة المهدي التي أزالت ما زُعم أنه كان آخذا من المسعى فصح بهذا الزعم أن ذرعهما كان للمسعى بعد إزالة ما أخذ منه!
أما الأغوات فمقدمهم متأخر رتبوا للخدمة في العهد الأيوبي على الصحيح -فيما يظهر لي- وقد كان أول أمرهم خدمة البيت ومن كان هذا شأنه قد يُجعل له محل في تلك الربوع لفراغه مع استقرار أنه ليس ملكا له، وهو شرعاً ليس بملك لهم ولهذا انتزع منهم في عهد الملك سعود كما انتزعت دار الشيبي.
وأما آل الشيبي فأمرهم قريب من الأغوات من جهة قيامهم بسدانة البيت وكسوة الكعبة على أن الدار المذكورة حادثة غاصبة لبعض المسعى وليست هي دار أجدادهم في القرون الأولى فقد وجدوا أن أقدم صكوك دار الشيبي المهدومة هذه ترجع إلى عام 1171هـ! فلا يصح الاحتجاج بها على أن المسعى في زمن الأزرقي وإبراهيم الحربي قبل نحو 900 عام من هذا التاريخ كان منقوصاً بهذه الدار!
والقضية الجوهرية أنه ليس مع المثبت للأخذ من عرض المسعى بعد توسعة المهدي وذرع الأزرقي وغيره دليل ظاهر يتعين المصير إليه.
بل الدليل البين قائم على خلافه وهو قياس اللجنة في زمن الشيخ محمد بن إبراهيم المستوفي لعرض الصفا المقارب لقياس المتقدمين المنقول.
والله يهدينا إلى الصواب ويلزمناه.
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[02 - 12 - 08, 08:16 م]ـ
شكر الله لك أخي حارث همام وبارك فيك وجزاك الله خيرا فقد انتفعنا بمداخلاتك كثيرا، ولو لم يكن فيها إلا تحرير العبارة لكان ذلك كافيا، كيف والفائدة منكم كانت أعم وأشمل.
ـ[حارث همام]ــــــــ[04 - 12 - 08, 11:24 ص]ـ
وإياك أخي الحبيب والقصد المدارسة ثم إن صحت النية وبذل الجهد وتأملت الأدلة ظهر الصواب وهدي إليه صاحبه، ومن لم يظهر له فالله يغفر له، بل يكتب له الأجر، أسأل الله أن يجعلني وإياك من أهل الأجرين.