تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

رأي الحنفية في المسألة وما ذهب إليه مالك وبيان سبب قوله:

(وإن تقدم المقتدي على الإمام لا يصح اقتداؤه به إلا على قول مالك رحمه الله تعالى , فإنه يقول الواجب عليه المتابعة في الأفعال فإذا أتى به لم يضره قيامه قدام الإمام). (ولنا) الحديث ليس مع الإمام من يقدمه , ولأنه إذا تقدم على الإمام اشتبه عليه حالة افتتاحه واحتاج إلى النظر وراءه في كل وقت ليقتدي به فلهذا لا يجوز ,. (المبسوط ج 1)

مذهب الحنابلة وتعليلاتهم:

السنة أن يقف المأمومون خلف الإمام , فإن وقفوا قدامه , لم تصح , وبهذا قال أبو حنيفة والشافعي. وقال مالك , وإسحاق: تصح لأن ذلك لا يمنع الاقتداء به , فأشبه من خلفه. ولنا قوله صلى الله عليه وسلم: " إنما جعل الإمام ليؤتم به ". ولأنه يحتاج في الاقتداء إلى الالتفات إلى ورائه , ولأن ذلك لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا هو في معنى المنقول. فلم يصح , كما لو صلى في بيته بصلاة الإمام ويفارق من خلف الإمام فإنه لا يحتاج في الاقتداء إلى الالتفات إلى ورائه. (المغني ج 2)

رأي المحرر شيخ الإسلام:

سئل رحمه الله: هل تجزئ الصلاة قدام الإمام أو خلفه في المسجد وبينهما حائل أم لا؟

الجواب: أما صلاة المأموم قدام الإمام ففيها ثلاثة أقوال للعلماء:

أحدها: إنها تصح مطلقا، وإن قيل: إنها تكره , وهذا القول هو المشهور من مذهب مالك والقول القديم للشافعي.

والثاني: أنها لا تصح مطلقا , كمذهب أبي حنيفة , والشافعي , وأحمد في المشهور من مذهبهما.

والثالث: أنها تصح مع العذر دون غيره مثل ما إذا كان زحمة فلم يمكنه أن يصلي الجمعة أو الجنازة إلا قدام الإمام , فتكون صلاته قدام الإمام خيرا له من تركه للصلاة. وهذا قول طائفة من العلماء , وهو قول في مذهب أحمد , وغيره. وهو أعدل الأقوال وأرجحها

تعليل شيخ الإسلام:

وذلك لأن ترك التقدم على الإمام غايته أن يكون واجبا من واجبات الصلاة في الجماعة , والواجبات كلها تسقط بالعذر. وإن كانت واجبة في أصل الصلاة , فالواجب في الجماعة أولى بالسقوط ; ولهذا يسقط عن المصلي ما يعجز عنه من القيام , والقراءة , واللباس , والطهارة , وغير ذلك. وأما الجماعة فإنه يجلس في الأوتار لمتابعة الإمام , ولو فعل ذلك منفردا عمدا بطلت صلاته , وإن أدركه ساجدا أو قاعدا كبر وسجد معه , وقعد معه ; لأجل المتابعة. مع أنه لا يعتد له بذلك , ويسجد لسهو الإمام , وإن كان هو لم يسه. وأيضا ففي صلاة الخوف لا يستقبل القبلة , ويعمل العمر الكثير ويفارق الإمام قبل السلام , ويقضي الركعة الأولى قبل سلام الإمام , وغير ذلك مما يفعله لأجل الجماعة , ولو فعله لغير عذر بطلت صلاته. وأبلغ في ذلك أن مذهب أكثر البصريين , وأكثر أهل الحديث: أن الإمام الراتب إذا صلى جالسا صلى المأمومون جلوسا ; لأجل متابعته , فيتركون القيام الواجب لأجل المتابعة. والمقصود هنا: أن الجماعة تفعل بحسب الإمكان , فإذا كان المأموم لا يمكنه الائتمام بإمامه إلا قدامه كان غاية ما في هذا أنه قد ترك الموقف لأجل الجماعة , وهذا أخف من غيره , ومثل هذا أنه منهي عن الصلاة خلف الصف وحده , فلو لم يجد من يصافه ولم يجذب أحدا يصلي معه صلى وحده خلف الصف , ولم يدع الجماعة , كما أن المرأة إذا لم تجد امرأة تصافها فإنها تقف وحدها خلف الصف , باتفاق الأئمة. وهو إنما أمر بالمصافة مع الإمكان لا عند العجز عن المصافة. (الفتاوى الكبرى ج 2)

رواية المذهب التي نصرها شيخ الإسلام:

قوله (السنة أن يقف المأمومون خلف الإمام فإن وقفوا قدامه لم تصح) هذا المذهب بلا ريب , وقيل: تصح في الجمعة والعيد والجنازة ونحوها له لعذر. اختاره الشيخ تقي الدين.

(الانصاف ج 2 ص 281)

ـ[عبدالرحمن التميمي]ــــــــ[30 - 11 - 08, 07:53 م]ـ

الشيخ ابن جبرين مشهود له بقوة الحافظة وضبط الفروع وهو من أكثر المشايخ فيما يظهر تميزا في هذا الجانب

حفظه الله وإخوانه ونفع بهم وجمع على الحق كلمتهم

ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[30 - 11 - 08, 08:22 م]ـ

فقلت في نفسي اذا لم يكن العلم هكذا (ضبط وتحرير) والا فالتغلق الكتب!!

)

صدقت فطلاب العلم بحاجة إلى مثل هذا الضبط بدلا من العشوائية ..

ويظهر لي أن الخلل الحاصل عند البعض هو ما هي طريقة طلب العلم عند البعض، أليس البعض يركز على كثرة الاطلاع والمعرفة من غير تحري وضبط ..

فكثرة أنصاف المتعلمين الذين يقولون بغير علم ولا هدى أساسها هو طريقة الطلب التي تركز على الجمع من غير ضبط وتحري وتحرير ..

شعار بعض طلاب العلم قرأت عشرات الكتب .. قرأت زاد المعاد في أسبوع، قرأت الممتع في اسبوعين، قرأت تفسير ابن كثير في شهرين .... وهلم جرا (وإن كنت أقول أنه على أجر)

لكن من جهة الرسوخ والضبط لا ثم لا فقط معرفة. وإذا طرحت المسألة في مجلس يشارك بقوله كد مرت علي المسألة ... لا حفظ أدلة ولا تمعن ولا ولا ..

والله المستعان وعليه التكلان ..

نفع الله بك أخي الكريم وزادك علما وفهما ...

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير