إن قلب الجزيرة العربية يعتبر بلداً مغلقاً أمام المبشرين المنصرين، وإن فتح هذه المدارس هي خطوة جريئة لنفوذ سلطانهم الكنسي والثقافي فالخطوة بعدها: (فتح الكنائس)، وبث الأناجيل، والكتب التنصيرية، والإعلام التنصيري، وفتح المحاكم الأجنبية وفتح مراكز الإرساليات –البعثات- التنصيرية كما هي أمامنا وخلفنا عن أيماننا وعن شمائلنا في جميع بلدان الخليج العربي بلا استثناء!! امتداداً للواقع الحزين في العالم الإسلامي.
إنها مؤامرة أمم الكفر في اقتحام حرم الإسلام، إن المشكلة أفظع مما نتصور: إنها إقامة حزام جغرافي لمجموعة الدول الكافرة تحصر المنابع الإسلامية؟!
اللهم إنا نبرأ إليك من الرضا بهذه المدارس، أو أن تطمئن لها قلوبنا وغاية ما نملكه هو بذل النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم فنبين ما نعلمه عن هذه المدارس الأجنبية في تاريخها ومخاطرها وأصولها وسيرتها ووجوب نبذها عن بلاد المسلمين وإغلاقها وإيقاف نشاطها وانتماآتها مستخلصاً مما كتبه عدد من علماء المسلمين وكتابهم –لله درهم ولله أبوهم- لعل الله أن ينفع بها، وأسوة بما صدر من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالبيان الصادر في 3/ 2/1420 القاطع بتحريمها والتحذير منها ووجوب إغلاقها ورفعها عن المسلمين ..
وعسى أن تقرّ أعين المسلمين بتنفيس الكربة فيُنشِدوا:
الحمد لله على ما نفّسه من الكروب وسقوط المدرسة
فإلى كل مسلم هذه البيانات عن هذه النازلة (المدارس العالمية الأجنبية).
المؤلف
بكر بن عبدالله أبو زيد آل غيهب
في مدينة النبي صلى الله عليه وسلم
البيان الأول
جهود المصلحين من العلماء وغيرهم في مقاومتها
مضى على الأمة الإسلامية نحو: "1300" عام وحياتها قائمة على الولاء والبراء، الولاء للإسلام والمسلمين والبراءة من الكفر والكافرين، وعلى الحب والبغض في الله، محبة الإسلام والمسلمين، وبغض الكفر والكافرين، فبينهم وبين الكفار حاجز من الإيمان تنقطع عن نواله أعناق الرجال، ومن دونه خرط القتاد، فلا غرابة أن يُقابلو بالرفض كل ما يرفضه الإسلام، فضلاً عما ينابذه ويهدم كيانه.
وكان من تلك المرفوضات: "المدارس الأجنبية الاستعمارية التبشيرية" التي أوفدتها البعثات والإرساليات النصرانية لإنشاب مخالبها الاستعمارية في جسد الأمة الإسلامية، وكان أول قدم تُمهّد لهم نشوب الاستعمار الذاتي: الاستعمار العقلي والفكري والثقافي "بالتعليم" بداية من حضانة الأطفال، وتعليم البنات، إلى نشر المدارس، إلى التعليم العالي في الكليات والجامعات وتكثيف بثها في بلدان المسلمين.
ولا شك أن هذا غريب علىجسد الأمة الإسلامية يخترق قواعدها ومسلماتها من الأساس، فرفضته شكلاً ومضموناً، وتعالت الصيحات، والنداآت من الناصحين من العلماء الغيورين وغيرهم بالتحذير من هذه المدارس، ومن افتتاحها، وإدخال أولاد المسلمين فيها.
وكانت جهودهم الدفاعية في الخطوة الآتية:
الخط الدفاعي الأول: في إصدار الكتب والرسائل والمقالات والفتاوى والبيانات وإليك قائمة بأهم ما تم الوقوف عليه حسب الوفيات أو تاريخ النشر:
1 - إرشاد الحيارى في تحذير المسلمين من مدارس النصارى.
2 - مختصر إرشاد الحيارى في تحذير المسلمين من مدارس النصارى.
كلاهما من تأليف: يوسف بن إسماعيل – المتوفى سنة 1350.
3 - مضار تعليم الأبناء في مدارس الأجانب/ السيد علي حبيب –مجلة الإسلام- ربيع الآخر سنة 1352.
4 - مدارس التبشير/ محمد السيد صبحو –مجلة الإسلام- جمادى الأولى سنة 1352.
5 - بيان مشيخة الأزهر عن معاهد المبشرين/ مجلة الإسلام – جمادى الثانية سنة 1352.
6 - تفسير المنار/ محمد رشيد رضا - المتوفى سنة 1354. في مواضع من تفسيره: 10/ 410 - 411،514 - 515.
7 - فتاوى محمد رشيد رضا أيضاً ج6 ص2387 بعنوان: تعليم أولاد المسلمين في المدارس اللادينية الحكومية وغيرها أو مدارس النصرانية. وأصل هذه الفتوى منشور في مجلة المنار سنة 1350 مج32، ج3 ص178،181.
8 - الغارة على العالم الإسلامي – لخصها ونقلها إلى العربية/ مساعد اليافي المتوفى سنة 1363. ومحب الدين الخطيب المتوفى سنة 1389.
9 - جدد نفسك/ للشيخ محمد صبري عابدين – مجلة الأزهر سنة 1373 مج25 ج3.
10 - المدارس الغربية في البلاد الشرقية/ أحمد أمين – المتوفى سنة 1373. فيض الخاطر 10/ 1150 - 1154.
¥