تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فهذا المصحفُ أيضاً يُعَدُّ من أَصحِّ المصاحِفِ، لولا أنه لم يُلْتَزَمْ فيه برسمِ المصحفِ، لكنه من أصحِّ المصاحفِ في النَّصِّ والإعرابِ والمهم أن المصاحفَ التي يقومُ المسلمون بكتابتها وطباعتها أكثرُ من أن تُحْصَى، وكثيرٌ منها تتم مراجعتُهُ بواسطةِ علماء مُعْتَبَرِين؛ ولا تستطيع أيُّ جهةٍ مهما أُوتيت من إمكاناتٍ علمية ومادية أن تحتكر ذلك الشأنَ الشريفَ ..

نعم كان هناك أملٌ بأن ينتشر " مصحف المدينة النبوية " في العالم الإسلامي أكثَرَ من غيره؛ لثلاثةِ أسباب:

1 - أنه توافَرَتْ له لُجْنَةٌ علميَّةٌ عاليةٌ جداً لم تتوافر لأي مصحفٍ في هذا العصر؛ وهي اللُّجْنَةُ الأولى.

2 - أنه سُخِّرَتْ له إمكاناتٌ طباعيَّةٌ لم تُسَخَّرْ لأيِّ مصحف.

3 - أنه صار يُطبع بكمياتٍ كبيرةٍ ـ بالملايين ـ ويُوزَّعُ مجاناً.

ولكن بَطَلَتْ خصوصيةُ هذا المصحفِ، وضَعُفَ الأملُ بانتشاره بالحجم المأمول بسبب طُرُوءِ عِلَّتين:

أولاهما: إِلغَاءُ عملِ اللُّجْنَةِ الأولى؛ وإنشاءُ عَمَلٍ جديدٍ أقلَّ جودةً.

ثانيهما: أن المصحف صار يُبَاعُ، وبأثمانٍ باهضةٍ، بدلاً من أنْ يُوزَّعَ على المسلمين مجاناً.

http://www.tafsir.net/images/fasil.gif

9- ـ شبكة التفسير: ما رأيكم في إنشاء المراكز العلمية المتخصصة في الدراسات القرآنية، وهل من رؤية لمثل هذه المراكز؟

د. عبد العزيز القارئ: من الظواهرِ المؤسفةِ في حياةِ المسلمين العلميةِ في العصرِ الحديثِ قِلَّةُ وجودِ مراكزِ الدراساتِ القرآنيةِ؛ بل الأعجبُ من ذلك أنَّ الكلياتِ الجامعيةَ المتخصصةَ بعلوم القرآن لم تُنْشَأْ إلا قريباً؛ ولعلَّ كليةَ القرآنِ الكريم بالجامعةِ الإسلاميةِ بالمدينةِ النبويةِ أَوَّلُهَا؛ نعم كان قبلَهَا قِسْمٌ للقراآتِ أُنْشِئَ بكليةِ اللغةِ العربية بجامعةِ الأزهر بالقاهرة لكنه كان تابعاً وليس مستقلاً ..

كيف يكون ذلك وعلومُ القرآنِ بَلغَتْ أكثرَ من ثمانين علماً عند السيوطيِّ في "الإتقان"، وأكثَرَ من مائةٍ في "التحبير علوم التفسير"؛ ألا يستحق ذلك كلياتٍ جامعيةً، ومعاهدَ متخصصةً، ومراكزَ للبحثِ؟!

التوراةُ والإنجيلُ المُحَرَّفَانِ المُمْتَلِئَانِ بالخرافاتِ والأكاذيبِ بَذَلَ اليهودُ والنصارى في سبيلهما بلا حسابٍ؛ آلافَ المراكز "الأكاديمية"، وكليات اللاهوت، والجمعياتِ الدينيةَ، ولم نبذل نحن عُشْرَ مِعْشَارِ ذلك في سبيلِ القرآن الكريمِ، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد؛ وهذا من أمَّةِ القرآنِ نقصٌ لا مُبَرِّرَ له، إنه نقصُ القادرينَ على التمامِ.

كنْتُ سبَقَ أن قدَّمْتُ مشروعاً لإنشاءِ مركزٍ للدراساتِ القرآنيةِ في مُجمَّع المصحفِ بالمدينة النبوية، ويُوجدُ الآن جناحٌ متواضع في المجمَّع عليه هذا العنوان؛ يبدو أنه ليس أكثر من دارٍ للنشر؛ شأنُهُ شأنُ المجمَّع كلِّه!!

http://www.tafsir.net/images/fasil.gif

10- ـ شبكة التفسير: يلاحظ ضعف المطروح في الدراسات القرآنية، فما رأيكم في السبل الكفيلة بالتجديد في مجال الدراسات القرآنية؟

د. عبد العزيز القارئ: من أهم الأسباب في نظري الخَلَلُ في منهج الدراسات العليا بالجامعات؛ فأقسامُ الدراساتِ العليا بالجامعات الثلاث جامعة الإمام بالرياض، وجامعةِ أُمِّ القرى بمكة المكرمة والجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، تَحوَّلَتْ إلى دُورٍ للنشر؛ وأسوأُ مثالٍ لذلك اشتراكُ عددٍ من الدَّارسين ـ أحياناً يصلُ عددُهُم إلى العشرة ـ في تحقيق كتابٍ واحدٍ بهدفِ إخراجِ الكتاب؛ ولما كان هذا الاشتراكُ لا يتيح للدَّارسين فرصةً لِتَوْفِيَةِ مُتطَلَّباتِ البحثِ العلميِّ صَارُوا يَفْتَعِلُونَ الموضوعاتِ بشكلٍ غيرِ علميٍّ، ومن هنا تأتي دراساتُ كلِّ هؤلاء في غايةٍ من الهُزَالِ.

النَّشْرُ ليس من أهدافِ الدراساتِ العليا؛ لكنه يأتي تَبَعاً؛ إذا كان مستوى البحثِ راقياً تُوصِي لُجْنَةُ المناقشةِ بطبع الرسالة، أما أنْ تُصَمَّمَ أبحاثُ الدراساتِ العليا بهدفِ النشر فهذا قَلَبَ أقسامَ الدراساتِ العُلْيَا إلى مكتباتٍ ودُورٍ للنشر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير