[لماذا أعاد الله تعالى ترتيب دعوة إبراهيم عندما استجاب له]
ـ[أبو محمد الأنصاري]ــــــــ[19 - 01 - 08, 02:48 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم
لقد دعا إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - لذرية إسماعيل – عليه السلام - بدعوة فقال:
{رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ} [البقرة: 129]
لكن الله تعالى لما استجاب لهذه الدعوة أعاد ترتيبها فقال جل جلاله:
{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} [الجمعة:2]
وهي بنفس السياق في قوله تعالى:
{لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ} [آل عمران:164]
وبذات السياق في قول الحق:
{كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ} [البقرة:151]
فلماذا قدم الله التزكية على التعليم في إجابة الدعوة بينما هي متأخرة عنهما في السؤال
[مستفادة من مجموعة إلى الهدى ائتنا للشيخ المربي محمد حسين يعقوب]
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[19 - 01 - 08, 04:22 م]ـ
باختصار شديد: الذي أعرفه هو " التخلية قبل التحلية ".
بمعنى أن إبراهيم صلى الله عليه و سلم أراد أن تكون ذريته على علم، أي: يكتسبوا شيئًا إضافيًا لم يكن عندهم، رغم أن باطنهم لم يكن مؤهلاً لتلقي هذا العلم.
فأراد الله عز وجل أن يكون باطنهم على قدرة لتحمل هذا العلم الوارد إليهم، فكان من الضروري لهم " تخلية " أنفسهم و قلوبهم من كل الشوائب حتى تكون على استعداد لتلقي " التحلية " التي هي العلم النافع.
و هذا من قبيل قوله تعالى " إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع و هو شهيد ".
فالتذكرة لا تنفع ذا القلب اللاهي، بل لابد من وجود أرض صالحة للتلقي ليمكن الانتفاع بما تلقيه بها.
هذا ما تيسر، و الله أعلم.