[التحقق بالأسماء الجمالية والجلالية]
ـ[عمر الريسوني]ــــــــ[19 - 01 - 09, 09:12 م]ـ
من أسماء الله تعالى العظيمة اللطيف قال بعض السلف رضي الله تعالى عنهم: ان الاشتغال به ساعة من الزمن يدفع الغم العاجل ويورث السرور ويدفع البلاء النازل ويجلب تيسير الأمور.
قال العلامة البوني: اذا أردت استعمال اسمه تعالى اللطيف فصل ركعتين بالفاتحة وألم نشرح في جوف الليل واقرأ هذا الاسم العظيم بحضور القلب وخشوع ووجل من الله بهذه الصيغة: يا لطيف وذلك 16641 مرة
وادع بعد ذلك ما تشاء بأدعية مأثورة فانه يستجاب لك بفضل الله القريب المجيب.
قال سيدي الشيخ صالح الجعفري غفر الله تعالى ولوالديه اسم الله تعالى اللطيف اسم عظيم لاستجلاب الرحمة والعطف والشفاء وتيسير الأرزاق، جاء في بعض كتب العلماء أنه من أراد استجلاب الخير فعليه أن يقول الاسم بياء النداء يا لطيف واذا أراد دفع الضر يقول اللطيف
ومن المجربات في هذا الباب ماذكراه الشيخ العلامة الشيخ محمد الحافظ التيجاني، وسيدي العربي بن السائح: اسمه تعالى اللطيف اسم عظيم وباب عظيم في تفريج الكروب بكل أصنافها وأنواعها واذا كان الكرب عظيم وشديد فعلى المؤمنين أن يلازموه عقب الصلوات الخمس والأفضل في المساجد جماعة مع الأوراد.
وصلى الله على سيدنا محمد وآله الأطهار وصحبه الأخيار ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين والحمد لله رب العالمين.
وكمقدمة لابد من نقاش موسع في هذا الموضوع واستجلاء خيوطه بالعلم فلكل مكانته ولكل مبلغه من العلم
فلا نتجنى بذلك على أحد ومبتغانا في كل هذا تقربنا الى الله العلي القدير، ولا يخفى علينا أن هذا النقاش يعمق المعرفة أكثر، والله عز وجل واسع عليم فهؤلاء القوم هم أهل الله وخاصته ونحن ملزمون أن ننظر الى علمهم وطرقهم في تثبيت المعارف الايمانية وترسيخ التوحيد ودعم أسس العقيدة وهؤلاء القوم برغم ما قيل في شأنهم فهم عاشوا بأنس الرب سرا وذاقوا من شراب الحب ومدارسهم عديدة ولقد نظروا الى باطن الدنيا حيث نظر الناس الى ظاهرها ورأوا من الدنيا واقعها المرير وتنبأوا بمآلها القريب فأماتوا من نفوسهم ما خشوا أن يميتهم وهم أحياء، وكما تعلم أن أساس مذهب الجنيد مراقبة الباطن وتصفية القلب وتزكية النفس والتخلق بالأخلاق الحميدة وطريقته تقوم على الصحو وتبعه أغلب الصوفية لأنها لا تتصادم مع الشريعة وتجمع بين الظاهر والباطن ويقابل ذلك أصحاب طريقة السكر التي نجدها عن البسطامي والخرقاني وأبي سعيد وغيرهم وهي التي أثارت بعض الفقهاء والمشرعين وأهل الظاهر على الصوفية واعتبرها البعض كفرا وبدعة.
ويعلم الجنيد أصحابه أن العلم له ثمنه فلا تعطوه الا به وثمنه هو وضعه عند من يحسن حمله ولا يضيعه، وهذا العلم هو صفاء المعاملة مع الله وأصله التعزف عن الدنيا وهذا لم يأخذوه بالقيل والقال وانما عن الجوع وترك الدنيا وقطع المألوفات والمستحسنات.
فاذا كانت معرفة الله تعالى هي اقرار بالتوحيد وخلع الأنداد عنه والتصديق به وبكتابه وما فرضه وما نهى عنه فرسوخ هذه المعرفة تزداد بعظمة معرفة الله في قلوبهم بعظيم قدره واجلاله وقدرته النافذة وعلمه المحيط وجوده وكرمه وجميعها صفاته تعالى
يقول عز من قائل: وعلم آدم الأسماء كلها *البقرة 31*
فهو سبحانه ركب في فطرته من كل اسم من أسمائه لطيفة وهيأه بتلك اللطائف للتحقق بكل الأسماء الجلالية والجمالية
لذا كانت معرفة الله تعالى هي المعرفة الجامعة فاسمه الله هو الجامع لجميع لجميع الأسماء والذات الموصوفة بجميع الأسماء، ويقول بن عربي ان جميع ما أدركته العلوم وألحقته الفهوم مستنبط من حرفين من أول كتاب الله وهو قول بسم الله والحمد لله لأن معنيهما بالله ولله والاشارة في ذلك أن جميع ما أحاطت به علوم الخلق وأدركته لا تقوم بذواتها وانما هي بالله ولله.
وقيل للشبلي ماذا تشير اليه الباء في بسم الله؟ فقال أي بالله قامت الأرواح والأجساد والحركات لا بذواتها.
فهل ذكر الله بالاسم المفرد يجوز أو لايجوز؟
قال تعالى {قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً} (110) سورة الإسراء
¥