ـ[أبو عبد الرحمن القيسي]ــــــــ[30 - 10 - 09, 11:22 م]ـ
الموسيقى و الغناء فيالإسلام
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله، في هذه الرسالةنعرض لفتنة سقط فيها الكثير و الكثير منّا للأسف الشديد. البعض يحلل على هواه والبعض يحرّم دون دليل، و البعض لا يكترث جهلاً منه بضرر ذلك البالغ على القلب ومنه إلى المعتقد و منه إلى الفعل فيفسد إيمانه من جميع نواحيه. حاولنا على قدرالمستطاع أن يشبع العرض كل من يقرأه، و لكننا أقل من ذلك بكثير، لذا أخذنا أساسهامن ملخص رسالة " الضرب بالنوى لمن أباح المعازف للهوى" للشيخ سعد الدين بن محمدالكبي و أضفنا لها ما هدانا له الله-عز و جلّ- من الأدلة الشرعية التي لم تكنبها.
فما أصبنا فيه فمن الله و ما أخطأنا فيه فهو من أنفسنا و منالشيطان.
تعريف المعازف:
"المعازف" جمع معزفة، وهي آلات الملاهيفتحالباري (10/ 55)
، وهي الآلة التي يعزف بهاالمجموع (11/ 577)
وعن الجوهري رحمه الله أن المعازف هي الغناء و آلات اللهو (نقله القرطبي رحمه الله، وفي صحاحه.)
أدلة التحريم من الكتابوالسنة:
قال الله تعالى في سورة لقمان: " ومن الناسمن يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله "- قال ابن عباس رضي الله عنهما: لهو الحديث الباطل والغناء ... تفسير الطبري (21/ 40)
- وقال مجاهد رحمه الله: اللهو الطبل ... تفسير ابن كثير (3/ 451)
- وقال الحسن البصري رحمه الله: نزلت هذه الآية في الغناءوالمزامير
- وقال السعدي رحمه الله: فدخل في هذا كل كلام محرم، وكل لغووباطل، وهذيان
من الأقوال المرغبة في الكفر والعصيان، ومن أقوال الرادين علىالحق المجادلين بالباطل ليدحضوا به الحق، ومن غيبة ونميمة وكذب وشتم وسب، ومنغناء ومزامير شيطان، ومن الماجريات الملهية التي لا نفع فيها في دين ولادنيا ... تفسير السعدي (6/ 150)
- قال ابن القيم رحمه الله: ويكفي تفسيرالصحابة والتابعين للهو الحديث بأنه الغناء:
# فقد قال أبو الصهباء: سألت ابن مسعود عن قوله تعالى: " ومنالناس من يشتري لهو الحديث "، فقال: والله الذي لا إله غيره هو الغناء - يرددهاثلاث مرات - (صح ذلك عن ابن عباس وابن مسعود)
# وصح عن ابن عمر رضي الله عنهما أيضا أنه الغناء.
والغناء رقية الزنا و منبت النفاق و شرك الشيطان و خمرة العقل،و صده عن القرآن أعظم من صد غيره من الكلام الباطل لشدة ميل النفوس إليه ورغبتهافيه، فإن الآيات تضمنت ذم استبدال لهو الحديث بالقرآن ليضل عن سبيل الله بغير علمويتخذها هزوا، وإذا يتلى عليه القرآن ولى مدبرا كأن لم يسمعه كأن في أذنيه وقراً،هو الثقل والصمم، وإذا علم منه شيئا استهزأ به، فمجموع هذا لا يقع إلا من أعظمالناس كفرا وإن وقع بعضه للمغنين ومستمعيهم فلهم حصة ونصيب من هذا الذم. انتهى. .. إغاثة اللهفان (1/ 258 - 259) (بتصرّفبسيط)
وقال تعالى: {واستفزز من استطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيلكورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا} الإسراء:63،64
- عن مجاهد رحمه الله قال: استنزل منهم من استطعت، قال: وصوتهالغناء والباطل.
- قال ابن القيم رحمه الله: (وهذه الإضافة إضافة تخصيص كما أنإضافة الخيل والرجل إليه كذلك، فكل متكلم في غير طاعة الله أو مصوت بيراع (اليراع: آلة من آلات العزف) أو مزمار أو دف حرام أو طبل فذلك صوت الشيطان، وكل ساع إلىمعصية الله على قدميه فهو من رَجِله وكل راكب في معصيته فهو من خيالته، كذلك قالالسلف كما ذكر ابن أبي حاتم عن ابن عباس: رَجِله كل رجل مشت في معصية الله) (إغاثة اللهفان)
وقال تعالى: " أفمن هذا الحديث تعجبون، وتضحكون ولا تبكون،وأنتم سامدون "
- قال عكرمة رحمه الله: عن ابن عباس السمود هو الغنا، يقال: اسمدي لنا أي غني.
- كما قال رحمه الله: كانوا إذا سمعوا القرآن تغنوا فنزلت هذهالآية.
- وقال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: وقوله تعالى " وأنتمسامدون " قال سفيان الثوري عن أبيه عن ابن عباس قال: اسمد لنا تعني غنِّ لنا.
¥