تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عبد الرحمن بن عوف إلىالنخل فإذا ابنه إبراهيم يجود بنَفَسه، فوضعه في حجره ففاضت عيناه، فقال عبدالرحمن:>>أتبكي وأنت تنهى عن البكاء؟ قال: إني لم أنه عن البكاء، وإنمانهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نغمة لهو ولعب ومزامير شيطان وصوت عند مصيبة: خمش وجوه وشق جيوب ورنَّة .. الحديث رواه الترمذي في سننهرقم (1005) من حديث ابن أبي ليلى عن عطاء عن جابر رضي الله عنه. قال الترمذي: هذاالحديث حسن وأخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 43) والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 69) والطيالسي في المسند رقم (1683) والطحاوي في شرح المعاني (4/ 29) وحسنه الألباني. قال النووي: المراد به الغناء والمزامير انظر تحفة الأحوذي (4/ 88)

******

أقوال أئمةالإسلام في الغناء و المعازف:

اتفقت مذاهب الأئمّة الأربعة على أن آلات اللهوحرام:

- فمذهب الإمام أبي حنيفةفي ذلكمن أشد المذاهب، وقوله فيه من أغلظ الأقوال، وقد صرح أصحابه بتحريم سماع الملاهيكلها كالمزمار والدف، حتى الضرب بالقضيب، وصرحوا بأنه معصية يوجب الفسق وترد بهاالشهادة، وأبلغ من ذلك أنهم قالوا: أن السماع فسق والتلذذ به كفر، هذا لفظهم،ورووا في ذلك حديثا لا يصح رفعه، قالوا: ويجب عليه أن يجتهد في أن لا يسمعه إذامر به أو كان في جواره، وقال أبو يوسف في دار يسمع منها صوت المعازف والملاهي: ادخل عليهم بغير إذنهم لأن النهي عن المنكر فرض، فلو لم يجز الدخول بغير إذنلامتنع الناس من إقامة الفرض. ...... إغاثة اللهفان 1/ 425.

-وسئل الإمام مالك رحمه اللهعنضرب الطبل والمزمار، ينالك سماعه وتجد له لذة في طريق أو مجلس؟ قال: فليقم إذاالتذ لذلك، إلا أن يكون جلس لحاجة، أو لا يقدر أن يقوم، وأما الطريق فليرجع أويتقدم. (الجامع للقيرواني 262)

، وقال رحمه الله: إنما يفعله عندنا الفساق (تفسير القرطبي 14/ 55)،

قال ابن عبد البر رحمه الله: منالمكاسب المجمع على تحريمها الربا ومهور البغايا والسحت والرشا وأخذا الأجرة علىالنياحة والغناء وعلى الكهانة وادعاء الغيب وأخبار السماء وعلى الزمر واللعب الباطلكله. (الكافي)

-و في مذهب الإمام الشافعي رحمهالله: (وصرح أصحابه العارفون بمذهبه بتحريمه وأنكروا على من نسب إليه حله) (إغاثة اللهفان 1/ 425)

، وقد عد صاحب كفايةالأخبار، من الشافعية، الملاهي من زمر وغيره منكرا، ويجب على من حضر إنكاره،وقال: (ولا يسقط عنه الإنكار بحضور فقهاء السوء، فإنهم مفسدون للشريعة، ولابفقراء الرجس - يقصد الصوفية لأنهم يسمون أنفسهم بالفقراء - فإنهم جهلة أتباع كلناعق، لا يهتدون بنور العلم ويميلون مع كل ريح) (كفايةالأخيار 2/ 128)

-و في مذهب الإمام أحمدفقال عبدالله ابنه: سألت أبي عن الغناء فقال: الغناء ينبت النفاق بالقلب، لا يعجبني، ثمذكر قول مالك: إنما يفعله عندنا الفساق) (إغاثة اللهفان)

، وقال ابن قدامة - محقق المذهب الحنبلي - رحمه الله: (الملاهي ثلاثةأضرب؛ محرم، وهو ضرب الأوتار والنايات والمزامير كلها، والعود والطنبور والمعزفةوالرباب ونحوها، فمن أدام استماعها ردت شهادته) (المغني 10/ 173)

، وقال رحمه الله: (وإذا دعي إلى وليمة فيها منكر، كالخمروالزمر، فأمكنه الإنكار، حضر وأنكر، لأنه يجمع بين واجبين، وإن لم يمكنه لايحضر) (الكافي 3/ 118)

*قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمهالله: (مذهب الأئمة الأربعة أن آلات اللهو كلها حرام، ثبت في صحيحالبخاري وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه سيكون من أمته من يستحل الحروالحرير والخمر والمعازف، وذكر أنهم يمسخون قردة وخنازير، .. ولم يذكر أحد منأتباع الأئمة في آلات اللهو نزاعا) ...... المجموع 11/ 576

- وقال: (والمعازف خمر النفوس، تفعل بالنفوس أعظم مما تفعلحميا الكؤوس) (مجموع الفتاوى 10/ 417)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير