وقدفصل ذلك الشيخ الألبانيرحمه الله في كتابه النفيستحريم آلات الطرب -، والنبي صلى الله عليه وسلم أقر الجواري في الأعياد كمافي الحديث: " ليعلم المشركون أن في ديننا فسحة "، وليس في حديث الجاريتين أنالنبي صلى الله عليه وسلم استمع إلى ذلك، والأمر والنهي إنما يتعلق بالاستماع لابمجرد السماع كما في الرؤية فإنه إنما يتعلق بقصد الرؤية لا بما يحصل منها بغيرالاختيار)، فتبين أنه للنساء فقط، حتى أن الإمام أبا عبيد رحمه الله، عرف الدفقائلا: فهو الذي يضرب به النساء. (غريب الحديث 3/ 64)
-قال ابن باز: وإنما يستحب ضربالدف في النكاح للنساء خاصة لإعلانه والتمييز بينه وبين السفاح ولا بأس بأغانيالنساء فيما بينهن مع الدف إذا كانت تلك الأغاني ليس فيها تشجيع على منكر ولا تثبيطعن واجب ويشترط أن يكون ذلك فما بينهن من غير مخالطة للرجال ولا إعلان يؤذي الجيرانويشق عليهم وما يفعله بعض الناس من إعلان ذلك بواسطة المكبر فهو منكر لما في ذلك منإيذاء المسلمين من الجيران وغيرهم ولا يجوز للنساء في الأعراس ولا غيرها أن يستعملنغير الدف من آلات الطرب كالعود والكمان والرباب وشبه ذلك بل ذلك منكر وإنما الرخصةلهن في استعمال الدف خاصة.
أما الرجال فلا يجوز لهم استعمال شيء من ذلك لا في الأعراس ولافي غيرها وإنما شرع الله للرجال التدرب على آلات الحرب كالرمي وركوب الخيلوالمسابقة بها وغير ذلك من أدوات الحرب كالتدرب على استعمال الرماح والدرقوالدبابات والطائرات وغير ذلك كالرمي بالمدافع والرشاش والقنابل وكلما يعين علىالجهاد في سبيل الله
استثناء باطل:
-1 -
قال بعضهم أن جميع الأحاديث التي تحرمالغناء مثخنة بالجراح، لم يسلم منها حديث من طعن عند فقهاء الحديث وعلمائه!! قال ابن باز رحمه الله: (إن الأحاديث الواردة في تحريم الغناء ليستمثخنة بالجراح كما زعمت، بل منها ما هو في صحيح البخاري الذي هو أصح كتاب بعد كتابالله، ومنها الحسن ومنها الضعيف، وهي على كثرتها وتعدد مخارجها حجة ظاهرة وبرهانقاطع على تحريم الغناء والملاهي).
(وقد اتفق الأئمة على صحة أحاديث تحريم الغناء والمعازف إلا أبوحامد الغزالي،والغزالي ما عرف علم الحديث، وابن حزمبين الألباني رحمه الله خطأه أوضح بيان، وابن حزم نفسه قال أنه لو صح منها شيءلقال به، ولكن من في هذا الزمن ثبتت لديهم صحة ذلك لما تكاثر من كتب أهل العلم،وما تواتر عنهم من تصحيح هذه الأحاديث، ولكنهم أعرضوا عنه، فهم أشد من ابن حزمبكثير وليسوا مثله، فهم ليسوا متأهلين ولا رجعوالهم)
-2 -
وقال بعضهم أن الغناء حرمه العلماء لأنهاقترن بمجالس الخمر والسهر الحرام!
قال الشوكاني رحمه الله: (ويجاب بأن الاقتران لا يدل على أنالمحرم هو الجمع فقط وإلا لزم أن الزنا المصرح به في الأحاديث لا يحرم إلا عند شربالخمر واستعمال المعازف، واللازم باطل بالإجماع فالملزوم مثله. وأيضا يلزم مثلقوله تعالى: " إنه كان لا يؤمن بالله العظيم ولا يحض على طعام المسكين " أنه لايحرم عدم الإيمان بالله إلا عند عدم الحض على طعام المسكين، فإن قيل إن تحريم مثلهذه الأمور المذكورة في الإلزام قد علم من دليل آخر، فيجاب بأن تحريم المعازف قدعلم من دليل آخر أيضا كما سلف) .. (نيل الأوطار 8/ 107)
-3 -
وقال بعضهم أن لهو الحديث ليس المقصود بهالغناء،
وقد سبق الرد على ذلك، قال القرطبي رحمه الله: (هذا - أيالقول بأنه الغناء أعلى ما قيل في هذه الآية وحلف على ذلك ابن مسعود بالله الذي لاإله إلا هو ثلاث مرات أنه الغناء) ثم ذكر من قال بهذا من الأئمة، وذكر الأقوالالأخرى في ذلك ثم قال (القول الأول أولى ما قيل في هذا الباب للحديث المرفوع وقولالصحابة والتابعين فيه) (تفسير القرطبي).
وقال ابن القيم رحمه الله بعد أن ذكر هذا التفسير: (قال الحاكمأبو عبد الله في التفسير من كتاب المستدرك:
¥