تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ليعلم طالب هذا العلم أن تفسير الصحابي الذي شهد الوحي والتنزيلعند الشيخين حديث مسند) وقال في موضع آخر من كتابه: (هو عندنا كحكم المرفوع)،وهذا وإن كان فيه نظر فلا ريب أنه أولى بالقبول من تفسير من بعدهم، فهم أعلم الأمةبمراد الله عز وجل في كتابه، فعليهم نزل وهم أول من خوطب به من الأمة، وقد شاهدواالتفسير من الرسول صلى الله عليه وسلم علما وعملا، وهم العرب الفصحاء على الحقيقة، فلا يعدل عن تفسيرهم ما وجد إليه سبيلا) ... (إغاثة اللهفان).

-4 -

وقال بعضهم أن الغناء طاعة إذا كان المقصودبه التقوي على طاعة الله!!!

قال ابن القيم رحمه الله: (ويا للعجب، إي إيمان ونور وبصيرةوهدى ومعرفة تحصل باستماع أبيات بألحان وتوقيعات لعل أكثرها قيلت فيما هو محرميبغضه الله ورسوله ويعاقب عليه، ... فكيف يقع لمن له أدنى بصيرة وحياة قلب أنيتقرب إلى الله ويزداد إيمانا وقربا منه وكرامة عليه بالتذاذه بما هو بغيض إليهمقيت عنده يمقت قائله و الراضي به) (مدارج السالكين 1/ 485)

قال شيخ الإسلام في بيان حال من اعتاد سمعه الغناء: (ولهذايوجد من اعتاده واغتذى به لا يحن على سماع القرآن، ولا يفرح به، ولا يجد في سماعالآيات كما يجد في سماع الأبيات، بل إذا سمعوا القرآن سمعوه بقلوب لاهية وألسنلاغية، وإذا سمعوا المكاء والتصدية خشعت الأصوات وسكنت الحركات وأصغت القلوب) (مجموع الفتاوى 11/ 557 وما بعده)

-5 -

ويروج بعضهم للموسيقى والمعازف بأنها ترقق القلوب والشعور،وتنمي العاطفة، وهذا ليس صحيحا، فهي مثيرات للشهوات والأهواء، ولو كانت تفعل ماقالوا لرققت قلوب الموسيقيين وهذبت أخلاقهم، وأكثرهم ممن نعلم انحرافهم وسوءسلوكهم.

-6 -

استثنى بعضهم الطبل في الحرب، وألحق به بعضالمعاصرين الموسيقى العسكرية، ولا وجه لذلك البتة، لأمور:

أولها: انه تخصيص لأحاديث التحريمبلا مخصص، سوى مجرد الرأي والاستحسان وهو باطل،

ثانيهما: أن المفترض على المسلمين في حالة الحرب، أن يقبلوابقلوبهم على ربهم، قال تعالى: " يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسولفاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم " واستعمال الموسيقى يفسد عليهم ذلك، ويصرفهم عنذكر ربهم، ثالثا: أن استعمالها من عادة الكفار، فلا يجوز التشبه بهم، لاسيما فيماحرمه الله تبارك تعالى علينا تحريما عاما كالموسيقى. (الصحيحة 1/ 145)

(ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل) صحيح

-7 -

استدل بعضهم بحديث لعب الحبشة في مسجده صلىالله عليه وسلم في إباحة الغناء! ترجم البخاري رحمه الله على هذا الحديث فيصحيحه: (باب الحراب والدرق يوم العيد)، قال النووي رحمه الله: فيه جواز اللعببالسلاح ونحوه من آلات الحرب في المسجد، ويلتحق به ما في معناه من الأسباب المعينةعلى الجهاد. (شرح مسلم)،ولكن كما قال الحافظ ابنحجر رحمه الله: من تكلم في غير فنه أتى بمثل هذه العجائب.

-8 -

واستدل بعضهم بحديث غناء الجاريتين، وقدسبق الكلام عليه، لكن نسوق كلامابن القيم رحمه الله لأنه قيم: (وأعجب منهذا استدلالكم على إباحة السماع المركب مما ذكرنا من الهيئة الاجتماعية بغناء بنتينصغيرتين دون البلوغ عند امرأة صبية في يوم عيد وفرح بأبيات من أبيات العرب في وصفالشجاعة والحروب ومكارم الأخلاق والشيم، فأين هذا من هذا، والعجيب أن هذا الحديثمن أكبر الحجج عليهم، فإن الصديق الأكبر رضي الله عنه سمى ذلك مزمورا من مزاميرالشيطان، وأقره رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه التسمية، ورخص فيهلجويريتين غير مكلفتين ولا مفسدة في إنشادهما ولاستماعهما، أفيدل هذا على إباحة ماتعملونه وتعلمونه من السماع المشتمل على ما لا يخفى؟! فسبحان الله كيف ضلت العقولوالأفهام) (مدارج السالكين 1/ 493)

، وقال ابنالجوزي رحمه الله: وقد كانت عائشة رضي الله عنها صغيرة في ذلك الوقت،و لم ينقلعنها بعد بلوغها وتحصيلها إلا ذم الغناء، قد كان ابن أخيها القاسم بن محمد يذمالغناء ويمنع من سماعه وقد أخذ العلم عنها. (تلبيس إبليس 229)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير