والبدعة ما خالف كتابا أو سنة أو أثرا عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل ما خالف قول الصحابي بدعة وسيأتي إن شاء الله تعالى إشباع الكلام في هذه المسألة وذكر نصوص الشافعي عند ذكر تحريم الفتوى بخلاف ما أفتى به الصحابة ووجوب اتباعهم في فتاويهم وأن لا يخرج من جملة أقوالهم وأن الأئمة متفقون على ذلك الصحابة أفضل الناس في الرأي
والمقصود أن أحدا ممن بعدهم لا يساويهم في رأيهم وكيف يساويهم وقد كان أحدهم يرى الرأي فينزل القرآن بموافقته
النوع الثاني من الرأي المحمود:
الرأي الذي يفسر النصوص ويبين وجه الدلالة منها ويقررها ويوضح محاسنها ويسهل طريق الاستنباط منها كما قال عبدان سمعت عبد الله بن المبارك يقول ليكن الذي تعتمد عليه الأثر وخذ من الرأي ما يفسر لك الحديث وهذا هو الفهم الذي يختص الله سبحانه به من يشاء من عباده
فإن قيل:
كيف يجتمع هذا مع ما صح عنه – يعني أبا بكر - من قوله: "أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إن قلت في كتاب الله برأيي"
وكيف يجامع هذا الحديث الذي تقدم من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار
فالجواب أن الرأي نوعان
أحدهما:
رأي مجرد لا دليل عليه بل هو خرص وتخمين فهذا الذي أعاذ الله الصديق والصحابة منه
والثاني:
رأي مستند إلى استدلال واستنباط من النص وحده أو من نص آخر معه فهذا من ألطف فهم النصوص وأدقه
النوع الثالث من الرأي المحمود: ا
الذي تواطأت عليه الأمة وتلقاه خلفهم عن سلفهم فإن ما تواطؤا عليه من الرأي لا يكون إلا صوابا كما تواطؤا عليه من الرواية والرؤيا وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه وقد تعددت منهم رؤيا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان: (أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر) فاعتبر صلى الله عليه وسلم تواطؤ رؤيا المؤمنين فالأمة معصومة فيما تواطأت عليه من روايتها ورؤياها ولهذا كان من سداد الرأي وإصابته أن يكون شورى بين أهله ولا ينفرد به واحد وقد مدح الله سبحانه المؤمنين بكون أمرهم شورى بينهم وكانت النازلة إذا نزلت بأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليس عنده فيها نص عن الله ولا عن رسوله جمع لها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جعلها شورى بينهم
النوع الرابع من الرأي المحمود:
أن يكون بعد طلب علم الواقعة من القرآن فإن لم يجدها في القرآن ففي السنة فإن لم يجدها في السنة فبما قضى به الخلفاء الراشدون أو اثنان منهم أو واحد فإن لم يجده فبما قاله واحد من الصحابة رضي الله عنهم فإن لم يجده اجتهد رأيه ونظر إلى أقرب ذلك من كتاب الله وسنة رسوله ص - وأقضية أصحابه فهذا هو الرأي الذي سوغه الصحابة واستعملوه وأقر بعضهم بعضا عليه." ([2])
([1]) (1/ 67 - 69).
([2]) إعلام الموقعين (1/ 79 - 85).
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[29 - 01 - 09, 12:49 ص]ـ
عندي والحمد لله كثير من الموضوعات لا يمنعني من إنزالها إلا قضية التنسيق فهي منسقة وتنزل هنا فيذهب تنسيقها فاضطر إلى إعادة تنسيقها مما يستغرق وقتا كثيرا
فهل المشكلة لدي لوحدي أم أن خاصية الموضوعات تحذف جميع التنسيقات.
ـ[ابن البجلي]ــــــــ[29 - 01 - 09, 04:56 ص]ـ
جزاك الله خيرا على الافادات الطيبة
يقول ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين في بيان أنواع الرأي الباطل وأنواع الرأي المحمود
بالمناسبة أخي ولمن له خبرة, ما هي أفضل نسخة لكتاب إعلام الموقعين, وأين أجدها وكم سعرها؟ وجزاكم الله كل خير
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[29 - 01 - 09, 10:45 ص]ـ
وجملة القول فيه:
أنه قطعاً لم يخالف السنة عنادا، وإنما خالف فيما خالف منها اجتهادا لحجج واضحة، ودلائل صالحة لائحة، وحججه بين الناس موجودة، وقل أن ينتصف منها مخالفوه، وله بتقدير الخطأ أجر، وبتقدير الإصابة أجران.
والطاعنون عليه:1 -
1 - إما حساد.
2 - أو جاهلون بمواقع الاجتهاد.
سؤال بسيط
الأئمة السفيانان والحمادان وشعبة و مالك وابن مهدي وابن المبارك والشافعي والاوزاعي والليث وبن المديني ووووو
هل كانوا من الحساد ام من الجاهلين بمواقع الاجتهاد؟
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[29 - 01 - 09, 11:52 ص]ـ
أسوق أولاً ما استهللتُ به إلزامات ابن حزم لأبي حنيفة وأصحابه في رسالتي في إلزامات ابن حزم:
¥