تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ترسيخ العبادات القلبية]

ـ[عمر الريسوني]ــــــــ[07 - 02 - 09, 12:28 ص]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن تبعهم باحسان

الخشوع علامة الفلاح للعبد المؤمن التقي المفتقر الى ربه، والخاشعون والخاشعات من أصحاب الدرجات العلا في الفلاح والفوز، والخشوع لا يتأتى الا بالمجاهدة والصبر وحضور القلب والفرح بلقائك المتجدد بالله سبحانه وأنت واقف منكسر أمامه مستشعرا عظمته وجلاله، والخشوع هو ضراعة القلب وطمأنينته وسكونه لله تعالى وأنت بين يديه منكسر خانع وخاضع له بكل ملكاتك وأحاسيسك وشعورك ذلا وافتقارا وايمانا وتصديقا به سبحانه وبلقائه

جاء في محكم الكتاب قوله تعالى: (طال عليهم الأمد فقست قلوبهم) الحديد، 16 الآية

فقسوة القلب هي المانعة من الخشوع لله عز وجل

يقول الله عز وجل في محكم الكتاب: (والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم) الحديد، 19 الآية

وقوله تعالى: (يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا انك على كل شيء قدير) التحريم، 8.الآية

فسبحان الله العظيم ما أجله وهو الذي يخرجنا من الظلمات الى النور

والخشوع هو مفتاح الفوز والفلاح وأنت بين يدي الله تعالى مستحضر عظمته وجلاله في رغبة ووجل وهيبة وخوف وحياء وأنت منكسر مفتقر اليه متضرع اليه متباكي في سجودك باك بعد فترة من المجاهدة.

والصلاة الى ربك بخشوع تخرجك من ميدان الغفلة الى فضاء المشاهدة على غلبة الخوف أو لكثرة الحب قلبك في وجل منه وهو أحق بذلك لو عرفته، قد يكون في القلب قسوة فلا تكثرث ياأخي ففي الدين سعة.

استحضر عظمة الله وأنت في صلاتك، وهيئ نفسك قبل الصلاة وانتظر صلاتك بفرح وسرور عظيم لعظمة من ستقف بين يديه لا بد أن تشغل عقلك وقلبك وجوارحك بربك في معظم أوقاتك والعبد المؤمن همته بالله عالية ولا بد من التعويل على الخشوع لأن فيه الفلاح ولا يرسخ هذا الأمر الا بالمجاهدة والصبر والأخذ ما أمكنك من العلم الشرعي، والخشوع لا يتأتى بعد عشية وضحاها بل يتأتى بالمجاهدة فعندما تقف بين يدي الله سبحانه فأنت عبد منكسر ذليل خاضع خانع له بكل ملكاتك ويجب أن يبقى هذا المشهد ملازما لك في صلاتك، عندما تقف بين يدي الله تعالى بعد أن تطهر أعضائك التي تخشع في طهارتها مع اسباغ الوضوء، وتعطر ان أمكن لأن الروائح الزكية لها أثر في الخشوع، وكبر تكبيرة الصلاة ولاتقول الله أكبر حتى تعلم أنه سبحانه أكبر من أي بعد تقديري حسمه العقل المخلوق وأنه لاسبيل أن تحيط به علما وهذا منتهى الاذعان لله عز وجل افتقارا وانكسارا وعجزا وخضوعا وخنوعا وانكسارا لعظمته وجلاله، واقرار بالعبودية الحقة له سبحانه وفي ركوعك وسجودك يجب أن تبقى في خشية منه لأن الخشية تكبح جماح الواقف أمام الله فيبقى شعوره متيقظا مع الله، واطرد كل وسوسة مانعة أو أي مشغلة من مشاغل الحياة، وخذ وقتا كافيا في صلاتك، وعي جيدا ما تقرأه من ذكر حكيم متدبرا المعاني البليغة في الآيات، فقد تخشع الأصوات وانظر الى موضع السجود وقلبك في وداعة وسكينة مع الله فكل ملكة فينا فهي مهيأة للخشوع القلب يخشع بانكساره لله عز وجل وتخشع الأبصار والأسماع والجلود والوجوه لله عز وجل وكل ذرة فيك، ولا تنس يا أخي أمثال هذه الأدعية والمناجاة لله سبحانه في دعائك وسجودك: يا رحمان الدنيا ورحيمهما اني عبدك ببابك ذليلك ببابك مسكينك ببابك ياغياث المستغيثين مهمومك ببابك يا غافرا للمذنبين المعترف ببابك يا أرحم الراحمين الخاطئ ببابك يارب العالمين الظالم ببابك البائس الخاشع ببابك ارحمني يا مولاي، ولا تتسرع ولا تتعجل اقرأ بكل سكينة وهدوء مستشعرا عظمة الله وجلاله، المهم أن تشعر بقربك الشديد منه سبحانه وأدي صلاتك بكل طمأنينة وسكينة في مكان يعمه السكون نافلة في بيتك وفريضة في المسجد

وهذا لابد أن يؤدي الى آثار طيبة على مدى قريب وستحب صلاتك وقرة عينك بحب من تقف بين يديه سبحانه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير